15 - ثمن الشر

41.7K 1.5K 228
                                    


أخيراً وبعد محاولات مستميتة من قبل الحاج سالم عاد ممدوح من فرنسا واتجه مباشرة إلى القرية ، ما أن رأته والدته حتى أصابتها صدمة كبيرة وهى ترى وجهه الشاحب ووزنه الذى فقد منه الكثير ، وامتلأت عيناه ببريق الجنون والغضب ، بدا مرهقاً وكأنه لم يذق للنوم طعماً منذ أمد بعيد

ضمته والدته إليها فى لهفة ولوعة شعر معهما برغبة فى البكاء ، زادت رغبته إلحاحاً بين ذراعى والده الذى هتف ساخطاً عندما رأى دموع زوجته المنهمرة :

- كفى يا امرأة ، من الحزن يولد الرجال يا ولدى

غمغم ممدوح فى ألم :

- حزنى أنا سيقتلنى يا أبى

جلس على الأريكة وأخرج علبة سجائره ، أشعل إحداها غير مبال بوجود والده الذي هتف مستنكراً :

ـ أهذا ما تعلمته فى فرنسا ؟

نفث ممدوح دخان سيجارته فى ألم قائلاً :

- آسف يا أبى ، لكن أرجوك لست فى حال تسمح بمعاتبنى

تنهد والده فى ضيق قائلاً :

- حسناً ، اذهب الآن لتستريح ، وغداً سنذهب لتعيد ليلى

حدق فيه ممدوح قائلاً :

- ألم تصلها ورقة الطلاق ؟

ـ بلى وصلت ، لكنك يجب أن تعيدها إليك من جديد

ابتسم فى سخرية مريرة وهو يغمغم :

- أنت لا تدرى ماذا حدث !

ـ بل أخبرتنا ليلى بكل شئ

ـ وماذا قالت عن هذا القذر الذى رأيته عارياً فى غرفة نومى ؟

ـ أقسمت أنها لا تعرف عنه شيئاً

ضرب كفاً بأخرى وقال متهكماً :

- أقسمت ، وهل صدقتها ؟

نظر والده فى عينيه قائلاً :

- نعم

ضحك ممدوح فى هيستيريا قائلاً :

- لا ألومك ، وكيف أفعل إن كنت أنا نفسى قد صدقتها ؟

أطلق آهة طويلة يملؤها الألم وهو يضغط على أسنانه قائلاً :

ـ لست أدرى ، كيف صدقت مخلوقة تتنفس كذباً مثلها !

ربت والده على كتفه قائلاً :

- الأمر الآن لم يعد متعلقاً بـ ليلى وحدها ، بل بطفلك أيضاً

هتف مصدوماً :

- ماذا ؟

ـ ليلى حامل يا ممدوح ، ليلى تحمل حفيدى الذى ......

قاطعه ممدوح فى ريبة قائلاً :

- كيف حدث هذا الحمل ؟

ـ ألست رجلاً ؟

وحدك حبيبتي  (كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن