فى أحد الملاهى الليلية بالأسكندرية ، جلست مجموعة من الشباب تضم أربعة رجال وامرأتين ، ظهر الغضب جلياً على وجه أحدهم الذى راح يدخن سيجاره فى شراهة ، لم تنجح كل المحاولات الخليعة التى تقوم بها الراقصة لاسترضاءه ، كانت ترقص له وحده وكأنها لا ترى فى الملهى سواه ، اقتربت فى ميوعة لتسحب السيجارة من فمه و تلقى بها مع العشرات غيرها فى منفضة السجائر وهى تغمز له بعينيها غير مبالية بالمحيطين بها ولا بنظراتهم إليها ، ابتعدت عنه قليلاً دون أن تكف عن النظر إليه والابتسام له حتى انتهت الرقصة ، وما أن صفق الحاضرون واختفت الراقصة حتى أطلق الشاب تنهيدة طويلة وهو يتجرع الكأس التى أمامه دفعة واحدة ، فالتفت إليه أحد رفاقه قائلاً :
ـ بالله كفى أيها الزعيم ، أكثر من أسبوع مضى حتى الآن وأنت على هذه الحال ، أنا لا أرى ما يستحق كل هذا الضيق
هتفت إحدى المرأتين ساخطة :
- والده يريد أن يرغمه على الزواج من قروية بلهاء ، وأنت لا ترى ما يدعو للضيق
ـ وما الجديد فى هذا ، وهل هى المرة الأولى ؟
وابتسم آخر يدعى عادل قائلاً :
- نحن نعرفه منذ سنوات طويلة ، منذ جاء إلى الأسكندرية ، ولم تمر زيارة لوالده من دون عروس تنتظره
غمغم ممدوح بضيق قائلاً :
- هذه المرة تختلف ، هناك إصرار غير عادى من قبل والدى ، بل ووالدتى أيضاً
قال أشرف مازحاً :
- ألم تقل من قبل أن والدك خطب لك كل بنات القرية ، من أين جاءت هذه العروس ؟
ضحك كمال قائلاً :
- ربما لم تكن قد أكملت الثانية عشر بعد
غمغم عادل مستنكراً :
- الثانية عشر ، هل سيزوجك والدك من طفلة !!! ؟
ضحك أشرف قائلاً :
- هذا أفضل ، ستكون زوجة وحفيدة فى آن واحد ، فالرجل يتوق جداً إلى حفيد
بادله عادل الضحك قائلاً :
- والدك رجل حكيم ، يضرب عصفورين بحجر واحد إذاً
تأملهم ممدوح فى ضيق بالغ قبل أن ينهض ليغادر المائدة ، أمسك به أشرف قائلاً :
ـ مهلاً أيها الزعيم ، نحن نحاول الترفيه عنك ليس أكثر
هتف مستنكراً :
- بهذه الطريقة !
قال كمال الذى أمسك به هو أيضاً :
- طريقتنا عادية ، ولكن غضبك فوق العادى
أشعل له أشرف سيجارة قائلاً وهو يدسها فى فمه :
- اجلس ودعنا نناقش الأمر بطريقة أخرى ربما ترضيك
جلس ممدوح على مضض ، وسادت بينهم فترة من الصمت حتى عاد أشرف يقول :
أنت تقرأ
وحدك حبيبتي (كاملة )
Romanceعندما يتحول الجمال من نعمة إلى نقمة .. والسحر الناعم يتبدل لعنة .. عندما تحملني هفوتي إلى ذنبِ لا غفران له إلا الموتُ عشقًا .. فعذرًا .. لن أكتفي بأن أكون أقربهن إلى قلبك .. لا مفر من أن أصبح إلهتك وإن بات قتلي أولى طقوسك .. فاركع سيدي وقلها علان...