بارت 13 : الإرهاب يباعد الأصحاب

Start from the beginning
                                    

- صدقني أنا خائف عليك ، أنت تضيع مستقبلك ولا أعلم لما تفعل هذا...

- هل نسيت بأن والدي هو شخصية مهمة ، حتى لو رسبت يستطيع ان يتدبر شهادة تخرجي ...

حزن مهند جدا وهو يضرب كفه بالاخرى ويغمغم :
- لا حول ولا قوة الا بالله ...

تصرفه هذا أزعج أحمد منه لذا تفادياً لحدوث شجار بينه ومهند ، أخبره بانه ذاهب ليستحم وتغيير ملابسه ومن ثم سيخرجان معاً لرؤية اصدقائه فقد افتقدهم ، لكن مهند اعترض قائلا :
- وبحوثك ؟

أخبره أحمد ممازحاً عله يبتسم :
- إستراحة مقاتل

وحقاً ابتسم مهند لصديقه مصححاً له قوله : - تقصد إستراحة طالب ..

قال وهو يمسح جبينه بجهد :
- لا يهم ، المهم ان أرتاح قليلا ، لقد تعبت كثيراً وخارت قواي ...

قهقه مهند بصوت مرتفع هذه المرة وهو يخبره ممازحاً :
- اووه يا فتاة قلبي الصغير لا يتحمل ...

ليضحك أحمد أيضاً على تصرفه ، ثم توجه الى باب المكتب ليغادره ، لكنه توقف لنداء مهند له وهو يطلب منه بحياء :
- هل أستطيع إستعمال حاسوبك ، لاكمل بحوثي عليه فقد عطل حاسوبي وتركته عند صديقي ليصلحه ...


ابتسم أحمد وهو يومأ له موافقاً :
- بالطبع تستطيع ، خذه معك ان شئت و أعده الي غداً ...

- لا لا ، لم يتبقى لي الا القليل لاكمله 5 دقائق وربما أقل ..

- حسناً إذاً ، كلمة السر هي AHMAD2014



بعد خروج أحمد من المكتب وانشغال مهند بتكملة بحثه ، أضاء هاتف أحمد يعلن وصول رسالة جديدة ، ولأن أحمد يسمح لاصدقائه الشباب دوما تفقد هاتفه او الرد على الرسائل ، واحيانا الاتصالات فقد أباح مهند لنفسه حق رؤية الرسالة وقرائتها ، لكنه صعق من محتوى الرسالة حتى كاد بؤبؤ عيناه ان يقفز من صلبته ، فقد علم الان بسر أحمد الكبير ، علم سبب تغير صديقهم وإنشغاله الدائم ، لكنه لم يكن يريد ان يظلمه او يتهمه فقط بسبب رسالة ربما وصلت له عن طريق الخطأ ، لذا قام بالدخول على ايميله الشخصي حتى يطمأن على صديقه فقط ، لكنه تفاجئ أكثر وصعق من محتوى الايميلات الصادرة والواردة ، حتى سالت دمعة من احدى عينيه وهو يهمس بخفوت
" لماذا !! لماذا !! "

الآن لا يستطيع فعل شيء له سوى أخبار أصدقائه بذلك ، لربما يستطيعون تنحيته عن ما يوشك ان يغوص فيه ،
لكن الأوان قد فات وأي فعل سيقوم به لن يعد الا هباءاً منثورا ، أولم يعلم بعد بأن من يغوص الى قعر المحيط لن يستطيع الوصول الى سطحه ، بسبب نفاذ الاوكسجين من القنينة قبل وصوله الى 4000 متراً تحت قاع المحيط ، ربما يحالفه الحظ ولا ينفذ الاوكسجين من عنده ، لكن برودة القاع وظلامه المخيف ستكون حتما السبب في نهايته ، وحتى لو شاء القضاء ان يعيش في خضم تلك الظروف ، فلن يحميه قدره من أسماك القرش التي تتربص به قرب سطح المحيط ، وتنتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض عليه ، إذاً إحتمالية انقاذ صديقه من براثن دركة الموت هي 0٪ ...

حب تحت راية داعش Where stories live. Discover now