بارت 12 : فقدان و رحيل

ابدأ من البداية
                                    

رغم شعورها بالجوع الا انها لا تكن تشتهي الاكل ، لذلك توجهت الى غرفتها ، سمحت لدموعها بالانهمار بغزارة وهي تأخذ وضع القرفصاء على السجاد ، و تتكأ على سريرها ، غرقت في عالم الافكار واخذت تسبح به وهي تحدث عقلها :
" لماذا جميع من أحبهم يرحلون ، في الامس أبي واليوم عمي ، وغدا يعلم به الله "

وقد انتهى اليوم من دون اي احداث مهمة ، قررت غالية ان لا تذهب الى الجامعة غدا وقد أخبرت اصدقائها بالسبب لهذا وصلت اليها العديد من التعازي من قبل الاصدقاء والزملاء ...


*************


في صباح اليوم التالي ، استيقظت على صوت رنين الهاتف ، لترد على الاتصال من دون ان تنتبه الى الاسم وهي تتذمر وتفرك بعينها ... :

- السلام عليكم
( صوت حاد يخالطه الكبرياء )

صمتت وعلامات الذهول قد رسمت على وجهها فهي لم تتوقع ان يهاتفها ، خاصة انه قد مر شهر ولم يتصل او يبعث برسالة اليها ، سألها بنبرة اقل حدة :
- اما زلتي غاضبة ؟

ايضا لا رد من الطرف الاخر ، حتى نادها بإسمها بشوق كبير :
- غالية ...

وبدورها لم تستطع ان تبقى صامتة ، بعد ماسمعت اسمها على لسانه ، لذا استسلمت له و تناست غضبها :
- نعم ..

- اريد ان اراكِ ..

تفاجئت وقد نهضت من فراشها وهي ترفع خصلات شعرها عن وجهها ، وقد أصابها التوتر :
- ماذا ؟

لكنها ، رغم دهشتها الا انها لم تستطع كبت حجم سعادتها ، فهل هناك أجمل من هذه اللحظة التي يطلب فيها ملاككِ ان يراكِ ، وانت ايضا تتلهفين شوقا لرؤيته ، و بسرعة اجابته : 
- متى ؟

فاجئها :
- الان

صدمها لذا :
- لكن ...

قاطعها :
- من دون لكن ..

تلعثمت :
- اممممم !!

شعر بانها لا تستطيع ذلك ، وانه يضغط عليها ، لذا تراجع عن طلبه :
- اسف ، الى اللقاء...

لكنها اوقفته :
- لا لا موافقة ، اين التقي بك ..

ابتسم ابتسامة باهتة :
- سأقلكِ من منزلكِ..

- ماذا !! كيف علمت بمكان سكني ..

لكنه لم يجيبها فقط أخبرها :
- كوني بإنتظاري ...

تسائلت في عقلها :
" كيف علم اين يقبع منزلي ، الهي ماهذا الغموض الذي يحوم حوله "

لم تكن تعلم بانه له مصادره الخاصة التي يصل بواسطتها الى اي مكان ، فاتباعه الظلال ، باستطاعتهم الوصول حتى الى باطن الارض او الى اعالي الجبال ...

حب تحت راية داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن