بارت 12 : فقدان و رحيل

Start from the beginning
                                    

جلست بالقرب منها ثم قامت بوضع يدها فوق يد امها ، أخذت تردد في عقلها
" إنا لله وانا اليه راجعون " ،
بعدها تحدثت بصوت متحشرج :
- مَنْ ؟ 

اجابتها سهام ، وهي تمسح ما سال من انفها :
- اسرة عمك ...

صعقت غالية من هول الخبر وبدأت دموعها تسيل على وجنتيها وهي تمتمت :
- ليرحمهم الله جميعا ...

تعددت اسألتها وهي ما زالت تنحب :
- كيف ماتوا ، هل هو حادث سيارة؟ ، هل هو حريق ؟ ، ام مرض مفاجئ ؟

شعرت ام غالية بغصة في قلبها ، وهي تخبر ابنتها التي فقدت عقلها حالما علمت بان نفس الآلة القاتلة التي قتلت والدها ، هي من تسببت في مقتل عمها واسرته ايضا :
- قتلتهم داعش ...

صرخت غالية وهي تتسائل :
- لا ، مالذي تقوليه امي ، كيف استطاع الارهاب الوصول اليهم ، من أخبركِ بذلك ؟ 

اجابتها والدتها بصوت متحشرج و مخنوق :
- لقد اتصلوا بي قبل ساعة من المشفى ، ليخبروني بان عمك نُحر مع اسرته وبعض الزوار الذين قدموا من المدن الاخرى ، وهم في طريق عودتهم الى منازلهم ...

صمتت قليلا لتمسح دموعها ، و من ثم اردفت :
- قامت الحكومة بتسليم مدينة الرفيف الى  داعش ، دون قتال او مواجهة ، لكن بسرية تامة ، حتى انهم لم يسمحوا للإعلام والصحافة ان تعلن ذلك ، و لكي لا يشو بهم زوار المدن الاخرى ، فقد قضوا عليهم قبل ان يفعلوا هذا ...

قالت غالية وهي تضرب يدها بالاخرى في قلة حيلة :
- لا حول ولا قوة الا بالله ، كيف يسلمون مدينة كبيرة كالرفيف الى داعش ، لماذا لم يقاتلوهم او يمنعوهم ؟ ، اين عدتهم وعتادهم ، جيشهم وشرطتهم ...

- لقد باعوا ضمائرهم ياابنتي ، حسبنا الله ونعم الوكيل ..

عم الصمت بينهما وهن مايزلن يبكين ابو عصام  ، بعدها اردفت غالية :
- و أين سيقام العزاء ؟

- اتصلت على اخت سلوى - رحمها الله -  نادية   وقد اخبرتني انها سوف تقيم العزاء في الرفيف ، لوجود اخواتها هناك و سوف يقومون بدفنهم هناك أيضا ....

قامت بمسح دموعها بالمنديل واردفت بنبرة قنوط :
- لقد أعذرتني عندما تأسفت منها لعدم استطاعتي القدوم للعزاء ، ااااه ليتني استطيع الذهاب ياابنتي هذا اقل مايجب فعله ، فقد كانت سلوى رحمها الله اختي الصغرى وابو عصام ايضا كان اخٌ محترم يعول عليه ..

لم تستطع غالية رؤية والدتها حزينة بهذا الشكل ، و ايضا صحتها لا تحتمل الضغوطات النفسية ، لذلك قامت بحضن امها وهي تقبل يدها وجبينها وتطلب منها ان تكف عن البكاء وتهم الى الراحة ، وقد
اذعنت امها لها ورقدت في سريرها بعد ان تناولت الدواء لتستغرق في نومٍ عميق ....

حب تحت راية داعش Where stories live. Discover now