جلست بالقرب منها ثم قامت بوضع يدها فوق يد امها ، أخذت تردد في عقلها
" إنا لله وانا اليه راجعون " ،
بعدها تحدثت بصوت متحشرج :
- مَنْ ؟اجابتها سهام ، وهي تمسح ما سال من انفها :
- اسرة عمك ...صعقت غالية من هول الخبر وبدأت دموعها تسيل على وجنتيها وهي تمتمت :
- ليرحمهم الله جميعا ...تعددت اسألتها وهي ما زالت تنحب :
- كيف ماتوا ، هل هو حادث سيارة؟ ، هل هو حريق ؟ ، ام مرض مفاجئ ؟شعرت ام غالية بغصة في قلبها ، وهي تخبر ابنتها التي فقدت عقلها حالما علمت بان نفس الآلة القاتلة التي قتلت والدها ، هي من تسببت في مقتل عمها واسرته ايضا :
- قتلتهم داعش ...صرخت غالية وهي تتسائل :
- لا ، مالذي تقوليه امي ، كيف استطاع الارهاب الوصول اليهم ، من أخبركِ بذلك ؟اجابتها والدتها بصوت متحشرج و مخنوق :
- لقد اتصلوا بي قبل ساعة من المشفى ، ليخبروني بان عمك نُحر مع اسرته وبعض الزوار الذين قدموا من المدن الاخرى ، وهم في طريق عودتهم الى منازلهم ...صمتت قليلا لتمسح دموعها ، و من ثم اردفت :
- قامت الحكومة بتسليم مدينة الرفيف الى داعش ، دون قتال او مواجهة ، لكن بسرية تامة ، حتى انهم لم يسمحوا للإعلام والصحافة ان تعلن ذلك ، و لكي لا يشو بهم زوار المدن الاخرى ، فقد قضوا عليهم قبل ان يفعلوا هذا ...قالت غالية وهي تضرب يدها بالاخرى في قلة حيلة :
- لا حول ولا قوة الا بالله ، كيف يسلمون مدينة كبيرة كالرفيف الى داعش ، لماذا لم يقاتلوهم او يمنعوهم ؟ ، اين عدتهم وعتادهم ، جيشهم وشرطتهم ...- لقد باعوا ضمائرهم ياابنتي ، حسبنا الله ونعم الوكيل ..
عم الصمت بينهما وهن مايزلن يبكين ابو عصام ، بعدها اردفت غالية :
- و أين سيقام العزاء ؟- اتصلت على اخت سلوى - رحمها الله - نادية وقد اخبرتني انها سوف تقيم العزاء في الرفيف ، لوجود اخواتها هناك و سوف يقومون بدفنهم هناك أيضا ....
قامت بمسح دموعها بالمنديل واردفت بنبرة قنوط :
- لقد أعذرتني عندما تأسفت منها لعدم استطاعتي القدوم للعزاء ، ااااه ليتني استطيع الذهاب ياابنتي هذا اقل مايجب فعله ، فقد كانت سلوى رحمها الله اختي الصغرى وابو عصام ايضا كان اخٌ محترم يعول عليه ..لم تستطع غالية رؤية والدتها حزينة بهذا الشكل ، و ايضا صحتها لا تحتمل الضغوطات النفسية ، لذلك قامت بحضن امها وهي تقبل يدها وجبينها وتطلب منها ان تكف عن البكاء وتهم الى الراحة ، وقد
اذعنت امها لها ورقدت في سريرها بعد ان تناولت الدواء لتستغرق في نومٍ عميق ....
YOU ARE READING
حب تحت راية داعش
General Fictionهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...
بارت 12 : فقدان و رحيل
Start from the beginning