رحلتي مع الشيطان

8.1K 287 2
                                    


هي 

خيوط ذهبية تكسر عزول اوراق الشجر لتتسرب عبر ثناياها و تدغدغ جفوني

أفتح عيني فتتكاسلان و ترفضان دخول الضياء تكابدان كبريائهما للتتقبلا تدريجيا غزل الشمس الذي ترسله عبر أشعتها اللاتي تلامسن ظلمتهما فتنرنها لألقى أخيرا الواقع الحي

التفت يمنة و يسرة لم يكن هناك احد بالجوار , أخذت التساؤلات تجوب خاطري لكنه واراها خلف جمود صوته

- انت على اليابسة , نجوت بعد مأزق اوقعت به نفسك , و لقد لقيت بسببك ارهاقا كاد ان يفقدني

توازني عقلي و روحي كدنا نصبح ذكرى تخلدها امواج البحر لو لم اتمسك بك و أكابد الوهن

أتستذكرين ما حصل ؟

نظرت اليه باستغراب جلي كتبته تقاسيم وجهي لتكشف عن خلجاتي فأجاب على سؤال جال بخاطري لكني لم افصح عنه

- كنت لتسألي أسئلة كثيرة , فعلك تنسين انك ثرثارة كبيرة

كنت لتسألي اين ؟ لم ؟ كيف؟ متى ؟ علني انزعج و أغضب و الويل لك من غضبي فأجبت حتى لا تسألي او بالأحرى قلت حتى لا أجيب

أيتقن لغة العيون أم لغة القلوب عبر العيون ,أ يلمح العقول أم يلامس العقول عبر القلوب

أ يفعل ما عجزت عن فعله  

أ تمكن من قراءة مقلة وقفت حائرة امام حل لغزه أيجيب خلجات عجزت كشفها فيه

كيف ؟ كيف تجرأ أن يسأل و يجيب أن يفصح عن خفايا عقلي عجيب

اقترب من خلفي غطآني بمعطفه الذي تمازجت فيه روائح عناصر الطبيعة و الحياة من ماء و شمس و نسمات الهواء و رائحته احسست حينما ملامسته بالدفء كانت عيني تتوق لرؤيته فالتفت خلسة حتى لا يراني لكنه كان ورائي مباشرة فعلقت عيناي في بحر سواد عينيه ,

و ابى رأسي العنيد ان يستدير بعد امر القلب الذي تولى عرش الملك في جسدي و حاصر عقلي الذي حاول جعلي ازيح ناظري

لكنه تراجع الى الخلف و قال بصوت متردد

- لم يكن ذلك من أجلك , او لأنك ذات قيمة , بل كان من أجلي , فلن اجني ارباحا منك ان كنت في حالة سيئة

هو 

صراحة ما قلته عبر جزئيا عما يجول بخاطري لكن في الواقع ناولتها معطفي لأشبع طلب ضمير أخذ يزعجني و يدفعني لأدفئها من صقيع الغاب الناء لا أعرف كيف و متى تولد هذا الضمير لدي لكنه

خارق لدرجة جعلت مني أخضع لأمره

هي 

 قلت بصوت خافت

- ما الذي دفعته من أجلي ففي النهاية لن تخسر شيئا

ضحك مستهزئا

- كدت أدفع حياتي ثمنا ألا يكفي هذا ؟

- و ... و ماذا عن جرحك أ تشعر بتحسن

اقترب مني انحنى حيث طولي و نظر في عيني ثم قال

- أ أنت ساذجة جدا أم ذكية كفاية لتستغبيني

ضحك بسخرية ثم أضاف

- أ أنت ملاك لتنقضي حياتي دون مقابل أو خبيثة تبحثين عن تعاطفي لتجدي حريتك

أ أنت بطلة الروايات و الافلام الصالحة الطيبة التي ترى في الناس الجانب الطيب أم المتملقة الكاذبة التي غيرت اسلوب تمردها أ تريدين رفعي الى اعالي السماء ثم الدوس علي

رأيت أمثالك كثرا فمن تكونين ؟ من انت منهن

-تريد ان تعرف من أنا , انا انسانة لكن شكرا لجعلي اندم على انسانيتي

ابتعد عني و ساد الصمت ثم قال

- استيقظي الان علينا البحث عن بقية المجموعة لنتمكن من مواصلة الطريق

استيقظت بصعوبة و اخذنا نتمشى في طرقات الغابة او بالأحرى متاهة الغابة كانت رجلاي تؤلمانني لكنني قاومت و فجأة رأيت نهرا جار يعكس أشعة الشمس فتلمع مياهه و تتلألأ وكانت مدعاة للمرح ركضت هناك

هو 

لحقتها وقفت حيث النهر اقتربت مني و ابتسمت بخبث و فجأة رشتني بمياه النهر و كانت تضحك و تسخر مني

قالت

- تبدو مضحكا

- لم فعلت ذلك

- لأنك تستحق ...

صرخت قائلا

- ألن تكفي عن هذه الحركات الطائشة أنت تافهة و غبية و لا تعين عواقب ما تفعلين

- لم تقول ذلك

تعالى صوتي

- لا تجادليني

-فقط اردت ان أقول انك تستحق القليل من المرح ثم لم تغضب بسرعة و تصرخ في وجهي عشوائيا

انا أردت ان أهبك المرح علك تدرك قيمة جديدة للحياة تجعلك تتغير و تترك الأفعال الشنيعة التي

انت بصدد ارتكابها , و لم تعبس كثيرا رغم اني لم اتمكن من رؤية وجهك الا انني على يقين ان

التجاعيد تغطيه من كثرة العبوس و الوجوم ثم ...

مسكت يدها بقوة و قلت بغضب كاد ان يفقدني بصيرتي

-ان لم تعتذري فأنا قد أفقدك روحك و أدفنك تحت تراب هذه الغابة و انت اعلم مني عن مدى قدرتي لفعل ذلك

تراجعت نظرات القوة الى مزيج من حزن , خوف و ألم ازاحت عينيها عني و خفضتهما

ثم قالت

- أنا اسفة لقد أخطأت لم يكن علي ان ألهو معك قليلا اسفة سيدي الخاطف نسيت ان داخل عالمك انت الملك و انا البيدق اسفة سيدي الخاطف نسيت لوهلة أنك الخاطف , ثم ان معصمي يؤلمني هلا أزلت يدك أرجوك فبالكاد أقف أساسا

قلت

-أنت ثرثارة كبيرة و عديمة الفائدة لا أدري كيف تحملك والديك أظن انني أرحتهما

ثم تركت يدها   

هل يحب الشيطان ؟- MAY  DEVIL LOVE ?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن