الفصل 30

32.9K 560 9
                                    


" طمني يا دكتور ماما عاملة ايه دلوقتي ؟ " , سألت ريتاج الطبيب بعد خروجه من غرفة والدتها بينما وقف ادهم بجوارها منتظرا بلهفة اجابة الطبيب هو ومحمود وكوثر وراندا الذين التفوا حول ريتاج في انتظار كلام الطبيب الذي تحدث بهدوء قائلا : الحمد لله جات سليمة المرة دي ...بس مش انا محذر ان الانفعال غلط عليها ؟ الضغط علي عليها مرة واحده وانا اديتها دلوقتي حقنه مهدئة وادتها حقنة علشان الضغط ينزل بس ماينفعش تتعرض لأي حاجه تضايقها لازم تاخدوا بالكم كويس من كدا , قالت ريتاج بلهفة: طيب ممكن ادخل اشوفها يا دكتور؟ , هز الطبيب رأسه موافقا وقال : عموما انت ممكن تلاقيها نايمة دلوقتي اهم حاجه ماترهقيهاش في الكلام وبقول تاني انفعال او قلق او توتر لأ خاالص مفهوم؟ , هزت ريتاج رأسها موافقة ثم اسرعت بالدخول الى غرفة والدتها ببطء , تقدمت حتى وصلت الى الفراش حيث ترقد أمها مستكينة , اخفضت رأسها حتى لامست شفتيها يد امها فقبلتها مغمضة العينين وقالت والدموع تنهمر من عينيها غير قادرة على ايقافها : ماتسيبينيش يا ماما ..انا معملتش حاجه غلط ...ارجوكى يا ماما ماتزعليش نفسك بنتك ماغلطتش يا ماما ولا يمكن اغلط انا بنتك يا ماما تربيتك انت وبابا ...ارجوك يا ماما ماتسيبينيش ..انا ماعادليش غيرك انت ...., جلست على الكرسي بجوار الفراش واضعة رأسها على طرف الفراش بجوار يد والدتها وهى تدعو الله في سرها ان يشفيها ويطيل لها في عمرها ...
شعرت بيد تربت على كتفها وصوت يقول بهدوء : هتبقى كويسة بإذن الله يا ريتاج ...ادعي لها انت بس وانا متأكد ان ربنا هيسمع منك ويستجيب لدعاكي ان شاء الله ..., رفعت رأسها ونظرت اليه ووجهها مخضب بالدموع وقالت : يارب يا ادهم يارب ...., سمعا أنينا ثم صوتا خافتا يقول : تاج ..تاج ..., التفتا الى مصدر الصوت فوجدا سعاد وهي تهمس منادية بضعف لريتاج التي اعتدلت في جلستها وقالت بلهفة وهى تمسك يد والدتها : انا اهو يا ماما ..انا تاج اهو ...., نظرت اليها بضعف ثم قالت بهمس : ماتعيطيش يا تاج ...ماتعيطيش, قالت ريتاج وهى تمسح دموعها بسرعه : مابعيطش يا ماما مابعيطش .., ابتسمت في ضعف ثم قالت بخفوت : ادهم فين يا تاج ؟ , سمعت صوته وهو يقول : انا هنا يا ماما سعاد تحت امرك ..., نظرت باتجاه الصوت فرأته ينظر اليها بلهفة فقالت بهدوء : انا ...عاوزة اعرف كل حاجه بالتفصيل ..كل حاجه يا ادهم ....ثم نظرت الى ريتاج مكررة ... كل حاجه يا تاج ....
نظرت ريتاج الى ادهم بتساؤل فقال لسعاد وهو ينحني فوقها : هنقولك على كل حاجه بس انت نامي دلوقتي الاول ولما تقومي وعد مني انا بنفسي هحكيلك كل حاجه ..بس دلوقتي لازم تهدي وتنامي علشان الدوا اللي انت اخدتيه والصباح رباح زي ما بيقولوا ......, اغمضت سعاد عينيها وقالت بهدوء : انا هنام بس اول ما اصحى اعملوا حسابكم انتم الاتنين في كلام كتيير بيننا واللي انا هقوله هو اللي هيتنفذ واضح ؟ , هزت ريتاج برأسها موافقة وقالت هي وادهم سويًّا : واضح ...., اغلقت سعاد عينيها لتنام بينما نظرت ريتاج لى ادهم ثم الى والدتها قبل ان تميل برأسها مقبلة يد والدتها الموضوعه امامها على الفراش..
في صباح اليوم التالي وبعد ان اصرت ريتاج على ملازمة سعاد وكانت شادية الممرضة تقوم بإعطائها ادويتها في مواعيدها المحددة ,استيقظت سعاد وكانت قد بدت احسن حال من اليوم السابق , زارتها كوثر وراندا والتي كانت توجه نظرات حائرة الى ريتاج فهي تعلم ان الوقت غير مناسب لتسألها عن حقيقة القصاصات التى رأتها والدتها فارتأت ان تؤجل الامر قليلا الى ان تطمئن على صحة والدتها جيدا , كما ان محمود آثر عدم توجيه أي اسئلة لأخيه عن ماهية حقيقة هذه القصاصات وان كان قد احس بأن مها لديها علم مسبق بحقيقة ما حدث ولكنها لا تريد الخوض فيه واكتفت بأن اشارت اليه انه ليس كل ما يُكتب في الصحف يكون صادقا ولمَّحت اليه ان ريتاج لم تفعل ابدا ما يُشين واكتفى بتأكيدها ذلك تاركا معرفة التفاصيل الى ان يحين الوقت المناسب ...
" ريتاج ..عاوزة اشوف ادهم خليه ييجي " , قالت سعاد بصوت على الرغم من ضعفه وهدوءه الاّ انه قوي في ثباته ونبرته الواثقة , قالت ريتاج : حاضر يا ماما هناديه , وذهبت لمناداته فقابلت صباح فأمرتها بأن تبلغ ادهم انها تريده في امر هام في غرفة والدتها وسبقتها الى هناك ...
دخل ادهم بعد ان طرق البا وسمع صوتا خافتا يأمر بالدخول , دخل واغلق الباب وتقدم حيث الفراش الذي ترقد في منتصفه سعاد التى نظرت اليه وقالت بثبات : انا عاوزة اعرف كل حاجه منكم انتو الاتنين وياريت ماتخابوش عليا أي حاجه وماتخافوش على صحتي انا الحمدلله كويسة ولو كان فيه حاجه هتتعبني هيبقى التفكير في ايه اللي حصل بالظبط...
نظرت ريتاج الى ادهم الذي سحب كرسيّا وجلس بجوارها وبدأت ريتاج في سرد تفاصيل ما حدث ...
لدى انتهائها من سرد ما حدث مدت امها يدها وقالت وهى تخنق بكاؤها : تعالي يا تاج ..تعالي في حضني يا بنتي .., ارتمت ريتاج في حضن والدتها التى حضنتها بكلتا ذراعيها وقالت وهى تمسد على شعرها : انت استحملتي كتير اووي يا تاج كتير اووي يا بنتي ..دا حِمل تقيل اووي ماخالتنيش اشيلو معاكي ليه يا بنتي ليه يا تاج ؟ , ابتعدت قليلا عن حضن والدتها وقالت بشبه ابتسامة على شفتيها : انا فداكي يا امي ..انت كنت تعبانه واي انفعال خطر عليك وانا ما كنتش قلقانه لاني كنت متأكده ان ربنا مش هيسيبني ابدا وانه دا ابتلاء من عند ربنا والرسول عليه الصلاة والسلام بيقول ما معناه " ان شكرتم أجرتم وأمر الله نافذ وان لم تشكروا كفرتم وأمر الله نافذ "وانا الحمدلله شكرت وصبرت واحتسبت الاجر عند الله وربنا أظهر الحقيقة ...وبعدين مش بابا الله يرحمه كان دايما يقول انى سندك من بعده وانا اللي هشيلك هحملك همِّي ازاي بأه ؟؟ , التفتت سعاد بابتسامة الى ادهم قائلة : وانت يا ادهم مش عارفة اشكرك على وقفتك جنب تاج ازاي ..بس عاوزة اسألك سؤال ممكن ؟ , قال ادهم مقطبا : اكيد يا ماما اتفضلي , نظرت اليه قليلا قبل ان تتحدث بهدوء : تاج ليه عاوزة تسيبك؟
نظر بقوة الى ريتاج التي نظرت الى والدتها في دهشة بينما تابعت سعاد في هدوء : اكيد حصل حاجه يا ادهم وبنتي مش عاوزة تقولها ..انا عارفة تاج بنتي ..مش بتاخد قرار باندفاع خصوصا لو قرار زي دا ؟ , نظر ادهم الى ريتاج التى قالت بتلعثم خفيف : ماما ادهم وقف جنبي وقرارى انى انهي ارتباطنا انا قلت لك سببه قبل كدا ان ...., قاطعتها امها بجدية : تاج لو هتعيدي نفس الكلام عن الشرارة والكلام دا يبقى تسكتي احسن انتو لما بتكونوا موجودين في حتة واحده بيكون الدنيا ناقصة تولع من كمية الشرار اللي بينكم ...امك مش غبية يا تاج انا عاوزة اعرف السبب ومنك انت يا ادهم ..انت صدَّقت في بنتي كدا ؟ , قاطعها ادهم بانفعال شديد : ابدا ...ولا كلمة ....مش ريتاج اللي تعمل كدا ولو انا صدقت دا فيها يبقى معرفتهاش بجد وما استهلهاش ..انا ..كل الموضوع انى سألت ...وأظن حقي اني اسأل وافهم خصوصا وانت عارفة ريتاج بالنسبة لي ايه ..لكن سؤالي كان بالنسبة لريتاج شك هي ما قبلتوش ..انا بعترف اني يمكن تهت في لحظة بس براءتها عمري ما شكيت فيها لحظة واحده لكن حقي اسأل ليه الشخص دا عمل كدا وليه هيا ماصارحتنيش من الاول ؟ , نظرت سعاد الى ريتاج وقالت : وانت ماقبلتيش سؤاله وكنت منتظرة منه انه يصدق كلمتك ومايحاولش يتأكد تاني ولا يسأل صح ؟ , قالت ريتاج بصوت يقطر مرارة : انا حبيت واحد في خيالي يا ماما لكن الواقع غير كدا ..انا ظلمت ادهم لما بصيت له انه غير البشر وادهم في الاول والآخر انسان ممكن يغلط ودي غلطتي وللاسف انا اللي مش قادرة اكمل العيب عندي انا مش هو!!
ابتسمت سعاد ابتسامة صغيرة بينما هتف ادهم بقوة : وانا سبأ وقلت لك انى مش هطلق وخلاص قفلي على الموضوع دا بأه, قطبت سعاد وقالت : اصلا مين اللي قال انه هيكون فيه طلاق ؟ , ابتسم ادهم ابتسامة صغيرة بينما قطبت ريتاج قائلة بدهشة : مش انت يا ماما بتقولي انك عارفة ان عاوزة انهي ارتباطي بأدهم يبقى ازاي مافيش طلاق ؟ , نظرت اليها امها قائلة بقوة : ازاي طلاق واللي حصل مالي الدنيا ؟ انت عارفة لو ادهم طلقك دلوقتي ايه اللي هيحصل ؟ , نظرت اليها بتساؤل فقالت بحدة اخف : الناسي هتقول انه صدق اللي كان بيتقال عليكي وانه وقفته جنبك وانت في عز محنتك كانت شهامة منه وعلشان ما يثبتش الكلام عليكي لكن بعد ما المحنة انتهت على خير سابك معنى كدا انه كان في شيء مريب فعلا بينك انت واللي اسمه سامح دا ولو فرضنا ان فيه ناس مش هتصدق بس الاغلبية هتصدق الناس عندها استعداد دايما انها تصدق الوحش يا بنتي مش الحلو ..., قالت ريتاج بتساؤل : والمطلوب ؟ , قالت سعاد بحزم : انكم تتمموا جوازكم في المعاد اللي ادهم قالو في خطوبة اخواته من غير ولا دقيقة تأخير!! , " وانا موافق.." قالها ادهم مندفعا بينما نظرت اليه ريتاج شزرا وقالت لوالدتها : بس انا يا ماما مش هقدر ....انا عارفة نفسي حتى لو اتجوزنا الطلاق هيحصل هيحصل المسألة مسألة وقت مش اكتر!! , زفر ادهم بحنق وقال بحدة : افهمها ازاي دي ....مافيش طلاق ..تحبي اكتبهالك على ورقة وامضي عليها ؟ مافيش طلاق انسي !! , التفتت سعاد اليه وقالت بجدية : مش معنى انى هجبر بنتي انها تتمم الجوازة انى مرخَّصاها ! تاج بنتي انسانة طول عمرها غالية وعمر ما حد رخصها ابدا وانا عمري ما هرخص بنتي ابدا !!, قطب ادهم وقال متسائلا : وهو جوازها مني هيرخصها ؟ حضرتك لو هي غالية عندك فهي اغلى حاجه عندي وبعدين اسمحي لي يا ماما مش فاهم ليه بتقولي كدا ؟ , قالت سعاد بهدوء : يعني انا مش هجبرها انها تعيش معاك لازم تكمل معاك بإختيارها بمعنى تاني انتو هتتجوزوا وهتاخدوا فترة سوا مكن نقول سنة لو بعد السنة دي لاقيت تاج لسه مصممة على الطلاق ساعتها هقف في صفها وانت تضمن لي دلوقتي ان الطلاق هيحصل ومش هترفض ايه رايك ؟ , نظر ادهم بقوة الى ريتاج التى كانت تنتظر سماع قراره الاخير وقال والغموض يغلف نظراته : وانا موافق ...وانا متأكد انى هكسب التحدي ....لأني مش من النوع اللي بيسلم بالهزيمة ابدا.., قالت ريتاج بنزق : هو ماتش ملاكمة ؟ , قال لها بنصف ابتسامة ساخرة : تقدري تقولي انه معركة البقاء والبقاء للأقوى يا ....مراتي !! , زفرت ريتاج بحنق بينما كتمت سعاد بسمة كادت ان تفلت هي تعلم بحب ابنتها لأدهم ومدى ولع وعشق أدهم لها ولكن لابد من درس صغير ليعلما هما الاثنان ان علاقتهما اغلى من ان تمر بمثل هذه العقبات التافهة ولابد ان يثبتا لبعضهما البعض مدى حب كلا منهما للآخر ولن يحدث ذلك ولن تقتنع ابنتها الا بإسلوب الضغط الذي مارسته عليها الآن .....
خرجا من غرفة سعاد بناءا على طلبها لهما لتركها لترتاح قليلا, ما ان غادرا الغرفة حتى نادته ريتاج بصوت منخفض وقالت ببرود : ممكن كلمة لو سمحت ؟ , نظر اليها مستغربا من لهجتها ولكنه أومأ برأسه موافقا واشار لها لتتقدمه الى غرفة المكتب , بعد ان اغلق الباب وراءهما اشار لها بالجلوس ولكنها رفضت وقالت : مالوش لزوم انا مش هاخد من وقتك كتير هما كلمتين اتنين وبس!! , نظر اليها وقال ساخرا وهو مكتفا ذراعيه امامه : كلمتين وبس يعني؟ عموما مش هضيع وقتي في اقعدي لأ ..عادتك ولا هتشتريها ..ها ....ممكن ندخل في الموضوع على طول ؟ , نظرت اليه مليًّا ثم تلكأت في الكلام مما جعله يندهش ومال برأسه ناحيتها وقال مقطبا : ايوة يا ريتاج سامعك ؟ , قالت تحدث نفسها بصوت هامس : وانا أقولهالو ازاي دلوقتي ؟ الله يسامحك يا ماما بس لازم اقولهالو مالهاش حل تاني ؟ , قال لها وهو يمد يده ليضعها على جبهتها : لا مش سخنه ولا حاجه , ثم ازاح يده وهو يقول مستفهما : هو ايه دا اللي لازم تقوليه يا ريتاج ؟ , قالت بعد ان تمالكت نفسها قليلا وحاولت اخراج صوتها بثبات : واضح كدا اننا لازم نتمم الجواز صح ؟ , أومأ برأسه موافقا وقال : صح .., قالت بعد ان اخذت نفسا عميقا : احنا هنتجوز فعلا بس....بس..بس مش هنتجوز! , نظر اليها مندهشا وعينيه مفتوحتين على آخرهما : نعم ؟ يعني ايه هنتجوز بس مش هنتجوز دي ان شاء الله ؟ , قالت وهى تهرب بنظراتها منه : ايه يا ادهم ..احنا هنتجوز..., قال لها مؤكدا : ايوة ..جميل , فأكملت : بس مش هنتجوز! , نظر اليها قائلا بريبة : انت حاسة بحاجه يا ريتاج ؟ تعبانه مثلا ؟ يمكن ما فطرتيش علشان كدا مهنجة ؟ , قالت له بنزق وحدة : انا مهنجة ولا شكلك انت اللي فاصل والاستقبال عندك مقطوع !! , نظر اليها لبضع ثوان مندهش من انفعالها وما لبث ان رمى برأسه الى الوراء مطلقا ضحكة عالية جعلتها تنظر اليه بدهشة واعجاب بالرغم منها بملامحه التي اصبحت اصغر من سنوات عمره المقاربة لـ31 عاما , بعد ان هدأت ضحكته قال : معلهش يا ريتاج بس اصل اول مرة حد يقول عليّا مابفهمش ....انا دايما الريسيفر عندي شغال هوا ..بس معرفش جه لغاية عندك ووقف !! , قالت له بارتباك نوعا ما : بص يا ادهم من الآخر ومن غير لف ودوران ..احنا هنتجوز بس شفهي مش تحريري !! , قال لها مقطبا جبينه : ما احنا متجوزين تحريري والمأذون كتب القسيمة وخلاص يبقى شفهي ازاي بأه ؟ , زفرت بضيق وقالت بحنق : جرى ايه يا ادهم اللاه ؟ معقولة تكون مافهمتش ...ثم تنهدت بنفاذ صبر وقالت : بص يا ادهم من الاخر علشان شكلك هتتعبني ..احنا هنتجوز على الورق بس ....وصلت ؟ ثم قالت ساخرة : ما اللا الخازووج تكون مافهمتش ؟ ( مقلدة سهير البابلي في مسرحية ريا وسكينة ) , سكت قليلا ناظرا اليها مقطبا جبينه ثم قال بهدوء وتساؤل : انت قصدك انا هنكون متجوزين بس مش متجوزين؟ , اشارت برأسها بالإيجاب فقال مستفهما بهدوء ادهشها : عاوزانا نقعد سنة كاملة متجوزين على الورق بس ؟ , اشارت له بالايجاب مجددا , سكت قليلا ثم قال بنبرة الهدوء التى تسبق العاصفة : ريتاج معلهش انت شايفاني ايه قدامك ؟ , ارتبكت من سؤاله وقالت مستفهمة : نعم؟ شايفاك ايه ؟ هو دا سؤال يا ادهم ؟ , قال بقوة : انا اللي بسأل ...انت شايفاني ايه قدامك ؟ , ارتبكت قليلا وتلعثمت وهي تقول : شايفاك راجل طبعا يا ادهم !! , تقدم منها حتى وقف امامها وقال وهو ينظر في عينيها بقوة : شايفاني راجل ..طيب كويس ..يعني مش كيس جوافة تبيعي وتشتري فيه براحتك !! , قالت له معترضة : ايه طريقة الكلام دي يا ادهم , قال بنزق : والله ؟ طريقتي مش عجباكي ! وانت اللي عماله تبيعي وتشتري فيَّا طول الفترة اللي فاتت دي كلها تبقي ايه ؟ وانا اقول معلهش حقها ..زعلانه واخده على خاطرها اصبر عليها انت بردو بتحبها وهي لو ماكانتش بتحبك ماكانتش زعلت بالطريقة دي زعلها معناه انك فارق معاها وبعد دا كله تقوليلي جواز ع الورق بس !! , قالت ببرود : والله دا شرطي وانت قرر , قال لها ساخرا : وايه اللي هيخليني أقبله ان شاءالله ؟ تفتكري لو مامتك عرفت بالشرط دا هتفرح بيكي ؟ مامتك عاوزانا زوجين بجد ..بحق وحقيقي يا هانم مش تمثيل وكدا وكدا !! ثم زفر بعنف وقال : عموما انا هريحك يا ريتاج انا عمري ما فرضت نفسي على حد ولا هفرض نفسي عليك ....انا موافق يا ريتاج ومش هلغي اتفاقنا غير بموافقتك انت ... ثم تابع رافعا حاجبه باستفزار وابتسامة ماكرة ترتسم على وجهه : وياريت بس انت اللي ماتجيش بعد كم يوم وتقولي رجعت في كلامي ! , نظرت اليه وقالت بحنق : يا سلام ....دا في الحلم يا ادهم بيه ..قال ارجع في كلامي قال!!
مرت الفترة التي تسبق الفرح على قدم وساق بين تجهيزات العروس وانشغال ادهم بتجهيز شقة الزوجية التي جهزها في طابق منفصل كامل في الفيلا لكي يضمن لهما الخصوصية من جهة وحتى لا يبعد عن والدته واخوته وتستطيع سعاد البقاء معهم بالقرب من ريتاج من جهة أخرى ....
وافقت سعاد على ترتيب ادهم ولكنها طلبت منه ان تظل محتفظة بمنزلها وتذهب من آن لآخر لتلقي نظرة عليه مع الاحتفاظ بابتسام وزوجها في رعاية المنزل ووافقت ريتاج على قرار امها ولم تعارضه فعقلها مشغول بما هي مقبلة عليه ويكفي ان امها ستكون معها لئلا تقلق عليها ...
في الليلة التى تسبق الفرح فاجئتها مها وصديقاتها بالقدوم وعندما سألت قالت مها بمرح : الليلة دي الحنة يا عروسة!!, قدمت راندا وهى تشير لسيدة سمراء اللون وتقول : اتفضلي يا قمر ......العروسة هنا اهي ...., وكانت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة , فقد اتفقت راندا مع نزار ومحمود ان يرافقا ادهم خارج المنزل ليتسنى للعروس وصديقاتها الاحتفال بحرية تامة, اندهشت ريتاج عندما جذبتها احدى مساعدات قمر التي اشتهرت بإقامة ليالي حنة للعروس يشهد لها القاصي والداني واشارت لها راندا الى غرفة لتستطيع تجهيزها بحرية , رفضت ريتاج ارتداء بدلة للرقص الشرقي كما هي العادة ليلة الحنه ولكن تحت اصرار امها وحماتها ارتدت جلبابا للرقص الشرقي على غرار سامية جمال , زيَّنتها قمر ثم بدأ الغناء والتف صديقاتها حولها وهن يشجعنها على القيام بحركات الرقص الشرقي كانت خجلة وصاحت في راندا بغضب وهى تقسم في داخلها انها لن تمرر لها هذه الفعلة وقالت لراندا من بين اسنانها والتى كانت مصرة على الرقص معها : راندا صدقيني انت لو عرفت انا عاوزة اعمل فيكي ايه دلوقتي هتختفي من قدامي في ثانية ..ابعدي عن وشِّي الساعه دي ...اشتري نفسك احسن لك!
ضحكت راندا وهي تقول غامزة لمها : بردو هترقصي ! , اشارت لصديقاتها اللاتي تجمعن حولها وقامت فرقة قمر بالغناء ....عارضت ريتاج في البداية وما لبثت ان استسلمت عندما قامت والدتها وامسكت بيدها لترقص معها ...وكانت راندا تسجل ما يحدث امامها بكاميرا الموبايل وهى تقول بمكر : ماشي يا تاج ابقي وريني هتعملي فيا ايه بجد لما تشوفي الفيديو بتاعك دا وانت بترقصي دا انت فشر كاريوكا في زمانها كنت مخبية دا كله فين ...ربنا معاك يا اخويا مش عارفة هتعمل ايه مع الموزززة دي ؟ ! ....
انتهت ليلة الحناء بضحك وفرح ودعوات من القلب ان يتمم الله للعروسين بالخير ويرزقهما الذرية الصالحة وقد احمر وجه ريتاج للكلام الضاحك الذي تبادله الموجودات عن العرس وليلة الزفاف !! .....
صباح يوم الزفاف استيقظت ريتاج لتطالع امها وقد جلست بجوارها على الفراش وهي تنظر اليها مبتسمة , اعتدلت ريتاج جالسة وقالت بقلق : صباح الخير يا ماما ..انت كويسة ؟ , اجابت امها بابتسامه وهى تداعب بيدها خصلات شعر ابنتها : صباح النور يا عروسة ..انا الحمدلله بخير حبيبتي ...بس حبيت اشوفك اول ما تصحي لأن من بكرة مش هينفع... حد تاني اللي هيتصبح ويتمسى بالوش الجميل دا !! , قالت ريتاج معترضة وقد احمر وجهها بشدة : ماما !! , ضحكت سعاد وقامت وشدت الستائر فتحتها لتدخل اشعة الشمس الى الغرفة وقالت لها وهي تشير بيدها : ياللا ياللا بلاش دلع اتفضلي حضرتك قومي خدي الحمام بتاعك علشان الكوافيرة قربت تيجي ..كويس انها هتيجي هنا علشان تكوني براحتك بس معرفش ليه ادهم صمم انها تيجي هنا وماتروحيش لها عندها في الصالون مع انها طلبت مبلغ كبير علشان تيجيك هنا في البيت لكن هو ماهموش ودفع ؟!! , تذكرت ريتاج مناقشتها مع ادهم عندما سألها عن صالون التجميل فأخبرته انه ذات الصالون الذي ذهبت اليه مع راندا ومها فأخبرها انه يفضل ان تأتي اليها مصففة الشعر في المنزل وعندما عارضته فقط لمجرد المعارضة مع انها في داخلها مقتنعه انه من الافضل ان تأتي المصففة لتكون على راحتها ولكن شيئا ما هو الذي يدفعها لمعاندته ولرفض اقتراحه فقط لمجرد الرفض !! , فما كان منه الاّ ان نظر اليه قائلاً ببرود: بصي يا ريتاج ..مافيش قدامك غير حل من اتنين يا تيجي الكوافيرة هنا يا اما مافيش كوافيرة خالص وابقي اعملي انت شعرك وماكياجك بنفسك ولا ماتعمليش مش مهم ايه رأيك؟ , نظرت اليه بدهشة وقالت : ايه ؟ انا أي نعم مغصوب عليا انى اكمل الجوازة بس بردو مش هفرَّح الناس فيَّا لما يشوفوني في الفرح ولا كأني عروسة خالص ....انا عاوزة افهم انت ليه رافض انى اروح الصالون ؟ العروسة بتروح الصالون والعريس بيروح ياخدها من هناك زي اخواتك كدا يوم خطوبتهم يعني مش تقليع جديد ولا حاجه يبقى ليه ؟ , تقدم منها ناظرا في عينيها وقال بثبات : هو انت لما تروحي الصالون دا مش المفروض بتلبسي كمان فستان الفرح هناك وهما اللي بيوضبولك كل حاجه ؟ , أومأت برأسها ايجابا فقال بهدوء : وانا ارفض انك تقلعي وتلبسي في مكان تاني غير بيتك ...مش بآمن من الآخر ..عرفت انا رافض ليه ؟ , تذكرت عند شراؤها لفستان الفرح ولباقي لوازمها الشخصية عندما شدد عليها الاّ تخلع ملابسها وان كانت تريد تجربة الثياب قبل شراؤها فلترتديها فوق ملابسها ولم يدعها تذهب للشراء بمفردها الا بعد ان اعطته وعدا بذلك ولكن لدى شراؤها فستان الزفاف لم تستطع ان توفي بوعدها فاتصلت به ليحلها من وعدها ولم يرض الا بعد ان أكد عليها ان تلتزم الحرص وان تكون راندا معها وان تعاين مكان قياس الثياب جيدا قبل ان تقيس الثوب مما اشعرها انها في حلقة من حلقات رأفت الهجان حيث عملت على التأكد من عدم وجود أي كاميرات مراقبة !!..
" بسم الله ماشاء الله ...قمر يا تاج ..الحمدلله يا رب اني عشت لغاية ماشوفتك عروسة قدامي منورة الدنيا كلها " , اقتربت ريتاج من والدتها واحتضنتها بقوة وهى تقول بينما تجاهد لئلا تسقط دموعها : ربنا يخليكي ليا يا ماما ومايحرمنيش منك ابدا , دخلت راندا وهى تضحك وقالت : ياللا يا عروسة ابيه مستنيكي تحت علشان نروح الفندق هو اتفق مع الاستوديو اللي هناك انه هيصوركم ..ياللا , رفعت ريتاج مقدمة الفستان

المتمردهWhere stories live. Discover now