والدتها تنهي تنظيف المنزل وبعدها تخرج الى البستان لزراعة البذور والسقي فهي تحب الفلاحة و تراها كهواية ممتعة و ليست مجرد عمل ..
بعد عودة الابنة من المدرسة تقوم بمساعدة والدتها في الفلاحة و تنظيف البيت حتى يحين موعد الغداء تتناولانه وحيدتين دون ابراهيم...
احيانا في اوقات العصر تخرج للعب مع اطفال الحي ، حتى يحل المساء ويعود والدها من عمله..
تقوم الام وابنتها باعداد العشاء ، وبعد تناوله ، كلاً يذهب الى غرفته ، لكن الطفلة لا تنام بل تكمل فروضها و واجباتها المدرسية حتى تنهيها بأكملها ، لكن احيانا يفاجئها انقطاع التيار الكهربائي ، مما يجعلها تضطر ان تدرس على ضوء المصباح الزيتي لحين عودة التيار ... )
هكذا كانت هي حياتها بسيطة لكنها جميلة ..
قد وعدت نفسها منذ الصغر ان تجتهد في دراستها ، وتحصل على علامات مرتفعة لكي تحقق حلمها مستقبلا ، وتصبح مدرسة لغة انكليزية ، ولكي تساعد والداها وتحمل عنهم جزءا بسيط من مشاق الحياة التي تحملاها من أجلها خاصة ان الحياة اصبحت ليست سهلة كما في الماضي ، فكلما تكبر سنة او سنتين يزداد غلاء المعيشة ..حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم . فعلى الرغم من اختلاف الكثير من الاشياء ، فلم تعد تلك الطفلة البريئة التي تخرج وتلعب مع اطفال الحي ، اصبحت هادئة جدا وخجولة أكثر ، لا تخرج كثيرا من المنزل فقط الى البستان ، فهواء البستان النقي ، و رؤية العشب الاخضر والاشجار المحملة بالفاكهة و رائحة الخضار الطازجة تبعث النفس اليها من جديد
وتجدد خلايا جسمها الميتة وتنشط دورتها الدموية ...تحولت من طفلة صغيرة تلعب و تدور طوال الوقت الى شابة نشيطة في عمر الثانية والعشرين ، وبفضل جهودها المضنية أصبحت طالبة في السنة الثانية من كلية ( آداب انكليزي ) ، الاولى على قسمها والثالثة على كليتها ، لم تخلف وعدها لنفسها ولعائلتها ، بل قويت عزيمتها وارادتها فحلمها تراه قريب منها وعلى وشك التحقق ..
هذا كله بفضل الله وحده سبحانه جل علاهاصبح لديها اصدقاء مقربين جدا ، و جميعهم من قسمها ... يدرسون معاً ، يأكلون معاً ، يضحكون معاً
فمجموعتها بمثابة عائلة ثانية لها
( هي ، زينة ، رؤى ، بشائر ، جمال ، احمد و مهند )
هؤلاء هم زملائها واصدقائها
معا دوماً في السراء والضراء***********
كالعادة اكملت عملها في البستان - الذي كان سابقا عمل والدتها - قامت باعداد الفطور وايقاظ والداها ، ثم ذهبت مسرعة الى غرفتها لتغيير ملابسها ، وتسريح شعرها الحريري الاسود ، فالحافلة على وشك الوصول الان ...
بعد ان ارتدت ملابس الجامعة قامت بتصفيف شعرها ورفعه الى الخلف ، رتبت كتبها ودفاترها واخذت معها اقلامها ، ثم تناولت حقيبتها في يدها وهمت مغادرة غرفتها وهي تمتمت قائلة " يا الهي سوف اتأخر مجدداً " ثم نزلت مسرعة من السلم لكن ، قبل ان تخرج استوقفها صوت امها الدافئ :
- غالية !!
- نعم يا امي الغالية ..
- هل نسيتي شيئا ؟؟
اجابتها بإبتسامة بلهاء :
- اجل ، بالطبع نسيت هاتفي كيف اخرج من دون عزيزي ...قهقهت والدتها وهي تجيبها بحزم :
- لا ياحمقاء بل قصدت شيئا اخر ..- تقصد لم تقبليها ..
قالها والدها وهو يبتسم لابنتهقامت بضرب جبينها بكفها :
- اووه اجل كيف نسيت ذلك ، حسناً امي هذه لكِ " امووووواح "
وبسرعة هرولت خارجاً وهي تصرخ لهما
" مع السلامة "صاح عليها والدها وهو يخرج خلفها :
- انتبهي على حالك غاليتي ..وقبل ان تصعد الى الحافلة ، التفتت اليه ملوحة :
- سوف افعل ذلك ابي ، انت ايضا انتبه على حالك ..يتبع ........
أنت تقرأ
حب تحت راية داعش
General Fictionهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...
البارت الاول : المقدمة
ابدأ من البداية