٦

8.6K 159 0
                                    

الفصل السادس
لم تسترجع جيما واقعها الاحين استدعاها جايمس بواسطة الهاتف ,وعندما دخلت كان ينظر اليها والغضب والانزعاج واضحين على وجهه:.انت حقا تتعلمين,اليس كذلك؟سالها بالحاح منحنيا على مكتبه ومحدقا بها من دون اهتمام :.ظننت بان الزبدة لن تسيح في فمك ولكني اكتشف خطوطا جديدة كل يوم اولا وجدتك تتوحشين بين يدي ثم تتوسلين,والان اجدك تملين عني .
ثم نظر اليها قبل ان يتابع:.لقد تلقيت للتو اتصالا من معجبك,كما علمت انه يظنني محتالا سرقت منك منزلك وسارمي بك خارجا بعد عطلة الميلاد..
-سايمون ! هل ......هل اتصل بك؟وقفت تنظر مندهشة ,خاصة حين بدا مسرورا بينما كان يجب ان يبدو ثائرا ,ربما قوله داخليا هكذا ..هل لديك معجب اخر لااعرفه؟تابع قوله بسخرية :.في هذه الحالة انه كراينجر,من الواضح انه لا يريدك ان تلقي خارجا للبرد ,دون ماوى باكية,سيتزوج منك وياخذك الى اوستراليا معه.شفتاه تماوجتا لرؤية وجهها الماخوذ بالدهشة..
-لاتقلقي ,فقد اكدت له احتمال بقائك ورفضت ايضا طلبه عوضا عنك,ليس لديه فكرة عن الوضع برمته,قلت له لايمكنه الزواج منك لانك ستتزوجين مني..
-ولكني........ لن افعل .,
فاقترب منها ,محاولا تقريبها منه اكثر :.اتعنين انك مستعدة للعيش معي فقط ,هكذا ؟ انا اريد الزواج منك ,ارفض بان اكون صديقك..
-لن تكون اي شيء.قاومت ولكنه ظل ممسكا بها باحكام :
-.بعد عطلة الميلاد ساغادر .ورفعت راسها عاليا ابية ان تتهرب من نظراته فعلت ذلك دائما ولم ينفعها:.
-جيسي لاتحتاجني ,انا حرة لافعل مااختاره.
ضغطت يده عليها للحظة بغضب ولكنه سيطر على نفسه ونظر اليها بحيرة...
-لست حرة ياجيما ,تعلمين ذلك ,فقط اعترفي بذلك.لامست انامله خديها :.لقد تغيرت ياقطتي ,اطليت على الحياة جزئيا وتريدينني ,وهذا يغير الامور لصالحي ..
-انا لااريد ....اريدك !.لا؟
وفجاة لمعت عيونه وامسك بها بعنف ثم اطبق شفتيه على شفتيها بشكل عنيف وحاولت بجهد ان تتجنب هذه القبلة العنيفة واحست بانها لن تستطيع مقاومته واخذت ترتعش بين ذراعيه,كان ذلك امتلاكا واحست برغبة طوقتها كغطاء من لهب وجعلتها ترد قبلته.قال لها :.لن انتظرك اكثر ياجيما الى اي مدى تظنين ان في امكاني تحمل هذا الوضع ؟اضاف متوترا :.لست طفلة ,تعلمين ما تفعلين بي ,تزوجي مني ! كفي عن الاختباء ,لو اردت ان تستمري في العمل استمري,ولكن تزوجي مني قبل ان اجن.
لم تعرف جيما بما ترد,كانت تشتعل رغبة بحالة منهارة حتى انها في تلك اللحظة كانت على استعداد لان تعد باي شيء .لم تتح لها الفرصة ,اذ فتح الباب فجاة واطلت روما بريسكوت من الباب ,تنظر اليهما بعينين مندهشتين تحملان السخرية المبطنة..
-جايمس ! ياحبيبي بصدق ,متى ستكف عن هذا ؟لم اتصور ان نشاطاتك قد امتدت الى المكتب ومع صغيرتك المحمية ايضا! اهذا جزء من برنامج علاجها؟
احست جيما بان جايمس سينفجر من الغضب ولكنه تركها تبتعد ببطء ورفض ان تبتعد عنه كليا .يمكنه مواجهة روما ببساطة مدهشة ولكنه لن يدع جيما تبتعد ,فالرغبة مازالت قائمة بينهما.اعلن برقة:.حاولي ان تحددي موعدا في المرة المقبلة ان اردت مقابلتي ,ياروما ,بهذه الطريقة لن تصدمي ..
-لم اصدم ياحبيبي, اعلم ان لديك عددا وافرا من الصديقات, هذه تبدو وديعة اكثر
.قال بتعنت :.ليس كذلك بالضبط ,لقد رفضت الزواج مني ,وانا اقنعها
.وبدت كتمثال ينهار ,جيما لم تستطع الحراك يداه لاتزالان حولها ,وبدت حيوية روما تبهت امام عينيها حدقت للحظة دون ان تصدق ماتسمعه.
ثم استدارت نحو الباب ووجهها مكفهر من الغضب :.
-امتثلي ياانسة ليل ,افعلي .
اشارت اليه وتابعت:.انه دائما ياخذ مايريد,لم يرد الزواج من اي واحدة منهن قبلا لااستطيع ان اصدق انه سيستقر ,اظن ان هنالك مخططا في مكان ما الافضل ان تاخذي الحذر ,لا يفعل شيئا من دون غاية في نفسه.
اغلقت الباب في ماكنت جيما ترتجف من راسها حتى اخمص قدميها محدقة بجايمس وكانه من اسوا انواع الاشرار ,كانت نظرة استطاع ان يفسرها ببساطة مما زاد في غضبه..
-لماذا قلت لها هذا ؟همست بذلك وهي تنتزع نفسها من بين يديه.
اجابها :.لم لا ؟انها الحقيقة.
ورماها بنظرة غاضبة ورجع الى خلف مكتبه ليضع مسافة بينهما وتابع:.لاتتوقعي ان تمتد الامواج السعيدة ,روما تلعب لعبة قذرةلحسابها وهي ملحاحة
.,تداركت جيما بصوت مرتجف :.لا اهتم لما تقوله ,لن اتزوج منك..
-الوقت يمضي.اضاف بمكر :.قريبا ,ساتعب من انتظار يوم الزفاف للحظات مضت كانت اخر شيء في ذهني ,كلانا يعلم ماسيحدث اخرجي من هنا ,ياجيما ,قبل ان ابدا من جديد.
من الواضح ان جايمس مستعد للانتظار حتى يوم الميلاد برغم تهديداته,لانه لم يطالب بحقوقه حتى انه اتخذ موقفا طبيعيا مريحا حتى تصل جيما الى وضع مستقر من الانتظار.
منذ المرة الاولى التي راته فيها كان هناك احساس بالقلق حين يقترب منها.كان زائرا مواظبا للدروب الساطعة ,في اثاء زياراته كانت دائما تفكر به اكثر من استطاعتها على الاعتراف هنالك نوع من القدر في احساسها لجايمس ,العينيان الداكنتان راقبتاها وكان يسيطر عليها وكانه وجدها عند نهاية خط غير منظور وينتظر ليسحبها .الان فهمت لماذا ,وفهمت ايضا خوفها الدفين منه انه يريدها وهي تعترف بذلك,وهي تريده ايضا ولكنها بلا خبرة وتماسك لكي تدرك و تعترف بذلك,الان بدا المسؤول فجاة صديقا.انها ايضا فخورة بنفسها,بشيء لم يحصل سابقا في حياتها انها مساعدته الشخصية والعمل يوكل اليها اكثر فاكثر.لان بدات تدرك ماهية ماتعلمت منذ وجودها هنا وكيف دربها جايمس بجدية.
لقد خطط لها تحركاتها ولاول مرة في حياتها اصبحت شخصية مهمة ,لاشك في ذلك.اذ انه ليس من سبيل لان تصل بسرعة كهذه في اي شركة اخرى ,.,,انها هنا ,جايمس ارادها ان تكون بقربه ولكنها تقوم بالعمل بجدارة اذهلته.عيناه اللتان تضيقان ,تبديان ذلك حين تتصرف بادراك ,تخبرانها بكل شيء .
اعطاها هذاشعورا بالفخر ووجهها توهج وعيناها تلالاتا ,لقد انكبت على المخططات والتفاصيل مما جعل جايمس يشعر بارتياح.كانت تظهر الرغبة فقط بالمناسبات العابرة حين تلتقي عيونهما ولكن جايمس يطرد ذلك من باله في الحال مستديرا او قاطعا الصمت بملاحظات عابرة,كان مديرا قديرا ,عليها الاعتراف بذلك.لم يتصل سايمون بها ثانية,من الواضح انه قرر انها مخادعة,وهذا ما تركها تشعر بالذنب .
وفرحت عندما علمت بانه رحل الى اوستراليا،روما لم تات الى المكتب ايضا.ولكن جيما تشك في ان يكون جايمس يوم الجمعة خارج المكتب وترك لها اوامر عديدة تستطيع انجازها الان.مالا يمكنها السيطرة عليه هو الشعور بالاحباط لانها لن تراه لبقية اليوم وحتى يوم الاثنين...
-ساذهب لالقي نظرة على مشروع توسيع الخط السريع للسيارات.اخبرها بذلك وتابع:.ان كان هناك تاخير سنفسخ العقد معهم يلزمهم دائما الضرب على الذراع .طبعا سيتلقون واحدة ان ذهب جايمس شخصياوقفت للحظة ثم نظرت بانزعاج بعيدا ,كانت تحدق به بتمعن لكي تبقيه في راسه الى ان تراه ثانية.,انهى قائلا بعد مانظر اليها لدقائق:.ان حدث اي شيء ,دعيني اعلم من يدري.تمتم بسخرية:.نحن نعيش اوقاتا ممتعة برغم كل شيء.
استدار ليذهب وعادت جيما الى مراقبتها الخاصة يبدو انه يترك شعره يطول هذه الايام.هذا مضحك ,مهما تاخر في العمل لايبدو متعبا,انه لايقهر.هكذا ظنت, كيف ستجري الامور ان تزوجت منه لتستقبله في المنزل ,للتحدث عن الامور امام المدفاة؟.استدار بسرعة لينظر اليها ,فلمعت عيناه الداكنتان حين ادرك التعبير البادي على وجهها:.
-ان لم تنتبهي ,ستحبينني .انذرها برقة وتابع:.اضافة الى الرغبة,ستكون مشكلة.
حدقت به والاحمراريغمر وجهها فاضاف بسرعة:.لاتنسي من هو المسؤول عندما اكون خارجا.
حدقت جيما بالباب المغلق ,ايعني انها هي المسؤولة عندما يكون خارجا؟
هل يثق بها الى هذا الحد؟ صحيح انها تتصرف بكل الاتصالات وتنظم اعماله باطراد,وانه يترك العمل اكثر فاكثر لها.لكنها لم تكن تعمل اي شيء من دون الرجوع الى جايمس اما الان فان الناس باتوا يطلبون رايها,قبل ان تصبح مع جايمس لم يسالها احد رايها في حياتها.جيسي تدير المنزل ووالدها يدير كل شيء اخر.بالطبع حضرت حفلات العشاء وتاكدت بان كل شيء يتم بدقة ولكن هذا كانت تفعله دائما ,لو اعلنت الحقيقة كان الافضل لها ان تاخذ وظيفة مدبرة منزل بدل القدوم الى هنا.ولكن جايمس علمها وتعلمت بسرعة,لم يكن فقط من اجل تصميمها لتاخذ الافضل منه,ولكن الاكثر من ذلك كان التنويه هو ماارادته اكثر من الاعجاب.لربما كان الحب بالاضافة الى الرغبة,انها حقا مشكلة .مشكلة ارادت الاحتفاظ بها حتى لايشك جايمس ابداااا,الفكرة ضايقتها ربما لن تسير الامور كما تريد,وجايمس يسيطر بقوة على رغباته ,الى جانب انها تشعر بالكدر عندما لايكون موجودا.
يوم الاثنين كانت جيما باهتة ومنهكة ,تشعر بالم بسيط ابقاها في حال من عدم الراحة كل الوقت,كان ياتي ويختفي منذ وفاة والدها وفسرت ذلك بكون اعصابها منهكة اما الان فقط بدات تعتقد بان هذا لاعلاقة له بتفكيرها على الاطلاق.ربما السقطة في البناء,مهما يكن فهي متعبة ولكنها منكبة على عملها.جايمس لم يكن هناك ولم تصلها اي رسائل لم يطل الامر حتى رن جرس الهاتف وابتدات الاتصالات بكثافة وسرعة وبدات جيما تستجمع قواها المنهارة.دخل عند العاشرة ,وقد عرفت ذلك من خلال دخوله على الخط معها هاتفيا واخذ المكالمة بدلا منها مما ازعجها ذلك ,وقد ادركت تماما السبب.لانها تمنت ان يتصل بها اولا,شعرت بانها خرجت من حياته ,عزلت وهذا سخيف.حين اقتحم مكتبها كانت تجلس منكمشة باهتة تماما كما بدات الامور بينهما,وكل ذلك بسبب الغيرة.
ارادت ان تساله اين كان ؟لماذا تاخر ؟ولكنها اختبات خلف برودتها. .
-ساخذك للغداء .قدم لها عرضه رفعت نظرها اليه بسرعة اجابته:.لست جائعة شكرا..
-مابك ؟تحرك من مكانه نحو الباب عابرا الغرفة بسرعة الى مكتبها ناظرا اليها بتمعن..
-لاشيء البتة ,كنت منشغلة طوال فترة الصباح ,لم يهدا جرس الهاتف و......
-وانت محبطة لانك تركت وحدك في النهاية ,لدي اعمال اقوم بها..
-انا اعرف انك المسؤول وليس عليك ان تشرح لاحد.
تداركت بصوت منخفض ,بعد انتظار عودته طويلا تريده الان ان يرحل لانها شعرت بالالم اكثر.
تمتم بمتعة:.اذا انت غاضبة؟تعالي للغداء كفتاة طيبة وسترضين..
-انك تعاملني كمغفلة.
علقت جيما بحدة وغضب ونظرته المحدقة تتوهج بالمتعة .قال لها :.
-ماذا غير ذلك تتوقعين ان تكوني ,ياحبيبتي ؟لهجة السخرية اسكتتها ,اذ لم يدعها بكلمة حبيبتي من قبل تريد ان يدعوها بكلام جميل دائما وكل ماعناه هو السخرية الخفيفة ,فاعترتها قشعريرة وهو ادرك ذلك..
-هل انت بخير ؟ انت باهتة ,اخبريني ماالخطب؟حركت راسها قائلة:.لاشيء اطلاقا..
-جيما .
الصوت الملحاح دعاها لان ترفع نظرها نحوه وامتدت يده ليجذب وجهها نحوه ..ساخذك ليراك الطبيب في اسفل المبنى ,انه هنا هذا الصباح..
-انتظر ارجوك دعني وشاني ,اعلم كيف اشعر ولن اذهب ,لايمكنك ان تعاملني كغبية حينا ,وحينا ........
انهى بخشونة:.اريد ان اهتم بك...
-لماذا ؟كان دورها في ان تسال ,طريقة تعلمتها منه .فتجهم وجهه وهو ينظر الى وجهها الشاحب.وقال :.لانه ......تبا ,انتبهي لنفسك !لم ينقض يوم الرفقة للغداء على اية حال.ذكرها بواقعها وخرج من الغرفة ولم تعد لتراه طوال ذلك اليوم.
احست وكانه يتجنبها ,وبحلول يوم الجمعة تاكدت من ذلك خلال احدى المكالمات التي اجابت عليها كانت من روما.اذا الامر لم ينته بعد ,بدا الامر دمارا مزعجا وفجاة اتضح ان لاشيء يستحق الانتظار بعد الان
عندما دخل جايمس عند نهاية ذلك اليوم وقف ونظر اليها بتمعن ,اغلق الباب وتوجه نحو مكتبها .قال بتساؤل:.ماذا هناك ؟ لاتضعيني خارج الموضوع الان ياجيما لم ارك منذ يومين وتبدين شاحبة ..
-بالتاكيد لاتظن انه بسبب اشتياقي اليك.تمتمت باستخفاف وتابعت :.ليس عندي مثل هذه الاوهام .
قال قاطعا:.انا مدرك انه خلال الاحداث الطبيعية لن تنظري ناحيتي انا اكترث لحمايتك ,ماذا تتوقعين؟قساوه زادتها شحوبا .فقال لها:.تبدين بيضاء كغطاء طاولة ,ساخذك الى المنزل..
-لا انا بالف خير.كانت متوترة فوجدت نفسها تصرخ بوجهه فتبدلت تعابيره من الاهتمام للانزعاج .وقال بجفاء:.حسنا لااريد ان اناقش هذا ,ولكن شيئا واحدا اصر عليه بمااني المدير ,تغادرين الان,في هذه اللحظة. وقفت وبدات تجمع اغراضها,لكنه لم يتحرك عيناه تسمرتا على وجهها الابيض بتمعن ,فاغمي عليها من الالم .وبخطوتين كان امامها..
-انسي االامر,ستذهبين بسيارتي ,وان رفضت ساحملك للمصعد ,ثم الى الموقف تمنعي وجادلي بعد ان نعبر كل هذا ,انسة .......ليل.
-سيارتي .........اللعنة على سيارتك لقد حذرتك .بما انها تعلم انه قادر على حملها ,لم تمانع جيما .حين فتح باب السيارة لها ارتاحت لانها كانت تعلم انها لن تستطيع ان تذهب بمفردها.تزايد الالم في الطريق الى المنزل ,كانت صامتة تقاوم امواج الالم التي تجتاحها ,قساوته تزداد مع كل نوبة .
جايمس لم يقل اي شيء ولكنه زاد من سرعة السيارة.حين دخلا القاعة في الدروب الساطعة استدعى جيسي وامر بان تؤخذ جيما الى الفراش.كانت مسرورة لانها تذهب الى غرفتها,لمرة واحدة مستعدة لتجاهل سيطرته,كيف يمكنها ان تشعر بذلك؟لاتدري جاهدت لكي تبدل ملابسها,ثم جلست الى طرف الفراش لتتمكن من ذلك,حينها دخلت جيسي لتساعدها.,واعلنت وهي تنظر الى جيما بقلق :.الطبيب قادم, لست ادري كيف وصلت الى هذا الحد ظننت انك بخير وسعيدة تحت رعاية السيد ساندرسون.تجاهلت جيما الاطراء المقصود لجايمس ...طبيب ؟لست في حاجة الى طبيب ليس عليك ان تتصلي به ,ياجيسي ,سيظن باني غبية تماما ناتي به الى المنزل من اجل مغص معوي بسيط.
اخبرتها جيسي بفخر:.السيد ساندرسون اتصل بهارى من المستحسن ان يراك الطبيب حتى وان كان مغصا معويا ربما كان تسمما ,اذ تبدين مريضة جدا.ارادت جيما ان تشير الى انها لم تتناول الغداء وان اخر وجبة تناولتها كانت هذا الصباح ,هنا ولوتسممت فجيسي هي الملامة .ولكنها لم تستطع ان تبدي اية ملاحظة لانها اندفعت نحو الحمام تريد ان تتقيا ,وبعدها كانت في غاية التعب ولاتستطيع الكلام.قال الطبيب بعد فحصها :.سانقلك الى المستشفى ,انها الزائدة الدودية ياعزيزتي.كان طبيب العائلة منذ ان كانت طفلة وتعرفه جيدا ,لم تعهده رجلا كثير الكلام .جيسي اكثرت من الكلام وتمتمت حتى دخل جايمس فتماسكت .فقال قاطعا:-في استطاعتي ان انقلها الى المستشفى قبل ان تصل سيارة الاسعاف الى هنا .,ورمقه الطبيب بطرف عينه بمكر:.الخطيب المتحمس ..
تمتم قائلا دون ان يتعرف على جايمس ومن دون ان يعرف الاوضاع:.لاداعي للعجلة برغم اني اريدها هناك بالسرعة الممكنة انها امراة ياعزيزي الشاب ,ستحتاج الى وقت لتجمع نصف طن من متاعها لتاخذها معها.وجدت جيما نفسها تحدق به ووجهها الابيض مرتاح قليلا حين رات ان جايمس يفعل نفس الاشياء.لم يتعود بان يخاطب وكانه صبي .عيونهما التقت ببعضها وعبس بها مما اثار خفقان قلبهالم يعبس بوجهها من قبل ,كانت نظرة سريعة مرت بينهما وللحظة كانا على نفس المسار.
امر قائلا:.حملي شاحنتها ,ياجيسي ساخذها .
اضاف مخاطبا الطبيب الذي نظر اليه نظرة متضايق مما ازعج جيما ,فهذا الطبيب بالذات عنيد ايضا..
-لامناقشات . تمتم جايمس
حين خرج الطبيب لاخطار المستشفى .فقالت جيما :.
-لا ,انا لااحبه, اكون مسرورة حين يوضع في مكانه الصحيح..
-اذن نحن متفاهمان تماما.
اكد لها جايمس :.انا ارفض ان يطلق علي لقب الخطيب الولهان ..
-اسفة لذلك ,هذا فقط لانه لايعرفك..
-لاتاسفي كثيرا ,انا اعترضت على الولهان فقط توقعت ان يناديني ب (الشاب),كان الامر اسوا.ثم وضع عليها رداءها وقال :.لنتحرك الان..
-شكرا ......شكرا لك......
-مديرك في كل شيء,سابقى كذلك ,انها لخبرة جيدة..
-جايمس ,لايمكنني الزواج منك.تمتمت باكية ,وهي مجبرة على الاتكاء عليه نظرا لموجة الم اعترتها .فحملها بين ذراعيه بتان مبقيا صوته منخفضا:.ان لم تفعلي ,ستنتهين بالسكن معي وكلانا يعرف ذلك ياجيما ,ذاك الجدار الجليدي قد انكسر لقد تذوقت اول طعم للحرية ,وقد نفعك انت الان امراة فعلا..
-هل حقا انا ؟كان عليها ان تريح راسها على كتفه بينما كان يحملها على السلالم الى الاسفل .
رد معلقا :.انت امراة رائعة ساشرح لك ذلك بعد الميلاد .
-اما زلت تشعرين بدوار.؟
نظرت الممرضة الى جيما وابتسمت بطريقة محترفة المهنة :.سوف يزول هذا الدوار ,هذه العمليات الصغيرة هي بسيطة جدا في وقتنا الحاضر ,الا الم على الاطلاق .ارادت جيما ان تسالها مااذا كانت زائدتها الدودية قد ازيلت حديثا.ولكنها عفت عن ذلك,فالممرضة بدت لطيفة.فبادلتها ابتسامة :.هذا افضل ,فانا لااحب الشفقة في قسمي انسة ليل المخدرة ياخذ وقتا اطول مع بعض الناس كان الوقت متاخرا جدا ليل امس حين اجريت لك الجراحة,,اظن بانك ستطلبين العوة الى المنزل.
ادارت جيما راسها على الوسادة ووجهها يتماوج من الالم ..اخبروها بانها لن تتالم لدقيقة مرت ولو تاخر الوقت لكانت جراحتها دقيقة للغاية والوضع هكذا لايسعها ان تخرج قبل اسبوع,ثم ماذا ؟اسبوعان ويحل يوم الميلاد.ستبقى في عطلة لعدة اسابيع وخلال ذلك سيكون يوم الميلاد قد حل وفات ,لاتدري كيف سيحل من دون والدها .كانا سيفعلان شيئا حيال ذلك,برغم ان الاعياد كانت تجلب الحزن ايضا,اذ ان طيف والدتها يكون هناك فيغرق والدها في صمته ,والاجواء السوداء تخيم عليهما .
كانا يملان البيت بالاصدقاء ويعيشان الاجواء ,.,,لسنتين مضتا,كان جايمس ياتي الى منزلهما.تحركت جيما منزعجة في فراشها حين تذكرت كيف كانت تتجاهله وبأية برودة كانت تستلم هداياه وكيف عن قصد لم تقدم له يوما واحدا.بماذا كانت تفكر؟لم يكن يوما من دون صحبة,علمت ذك قبلا,وتعلم الان بالحفلات التي يحضرها مع النساء.
ان تجاريه شيء وان تصده شيء اخر,ترى ماذا يفعل الان ؟انه يوم السبت المكتب مقفل,ذهب تفكيرها الى شقته متخيلة انه هناك ,ولكنها قطعت حبل افكارها حين مر طيف روما بريسكوت في بالها .
سحابة من الالم ممزوجة بالغضب اجتاحتها,اقوى من الجراحة .كانت تشعر بالغيرة ,لايمكنها حتى التفكير في ذلك ,وبمن قد يكون هناك.كانت تحاول النوم بعدالغداء حين دخل جايمس لم يكن وقت زيارة ولكن لاشك في ان مامن احد يستطيع ان يثنيه عن عمل يريده.انه جناح من الطابق فيه ثلاث اسرة وفي الوقت الحاضر مامن مريض سواها.مع ذلك وقف ينظر الى ماحوله بانزعاج ثم توجه نحوها ونظر اليها بتمعن:.كيف تشعرين؟.
-بخير ! كما قالت الممرضة ,مامن الم .
تماوجت شفتاه بمتعة وجلس على السرير الى جانبها وقال :.قالوا لي اسبوع وبعده فترة نقاهة..
-انت اقترحت ,طبعا؟ثم نظرت اليه باستسلام وهي تشعر بقلة الحيلةفصمت ونظر اليها بخيرة:.الان من سيهتم بك ان لم افعل؟ لو ترك الامر لك لانتهى الامر بعملية طارئة.
جعلها هذا تشعر بالذنب ,وقبل ان تتفوه باي عبارة شكر او عتذار غير الموضوع..كيف ستقضين يوم الميلاد؟كان هذا الموضوع يسيطر على تفكيرها قبل وصوله نظرت اليه بقليل من الانزعاج ..
-مرتاحة ,افترضت جيسي وانا كنا سنحتفل اما الان يبدو الامر صعبا نوعا ما اتصور باننا سنشعل نارا في الموقد ونتعشى.
-اقضي يوم الميلاد معي ياجيما .ونظرت اليه بسرعة ,فوجئت :.لااظن بانني استطيع ان احضر اي حفلة ....لااستطيع ترك جيسي ,وعلى اية حال........
-يمكنك التفكير بامور افضل من ان تري وجهي . اكمل عنها ..
-لا, ليس هذا ماكنت انوي قوله,ولكنك فاجاتني..
-حقا ,انا فعلت ؟نهض وبدا يدور في المكان وفجاة قال دون صبر:.رباه ! السنتان الماضيتنا كانتا جيدتين بالنسبة الى حضوري الى الدروب الساطعة ..
-كان ذلك بؤسا لنا .لم تدرك تماما ماتقول :.
-كنا نفتقد والدتي ,بينما انت بالتاكيد تقضي الميلاد في كل حفلة تقام!
تمتم قائلا:.هكذا انا افعل منتظرا الزمن حتى ازور الدروب الساطعة بلياقة ثانية دون ان اقحم نفسي بوضوح الى المكان..
-لم اكن اعلم بانك تحب الدروب الساطعة الى هذا الحد.,قالتها جيما واضافت معلقة:.لاشك بانك سعيد لشرائك له..
-اردت ان اراك .
واستدار ثانية نحوها بنظرة متوحشة تحولت الى ممتعة حين راها تنظر اليه بعينين متسائلتين :.
-انا اناني نحوك ياجيما الاتعلمين .؟.شحوب وجهها تحول الى لون لطيف:.انا متاكدة من ان الانسة بريسكوت تتمنى لو........
-اه توقفي.تقدم وجلس على السرير ثانية ,ممسكا بيدها ..
-رغبت فيك لحظة رايتك,ولم يمض وقت حتى تحول الحلم ,الى ملاصقة وامتلاك ,التصرف كمراهق لايناسبني.
اجابت بتنهد:.جايمس.........
-لاتقولي شيئا قبل ان تفكري بذلك ياجيما ,لم اطلب منك ان تمضي الميلاد في شقتي قبل ان تدخلي حياتي ,كنت اسافر الى جزيرة بيرمودا لاهرب من كل شيء ,.,,خالتي تملك دار هناك ,سوف تعجبك انها اخت والدتي لاتستطيع العيش في لندن بسبب الطقس البارد,تعالي معي وارتاحي هناك في استطاعة جيسي ان تاتي ايضا
-..انا ........انا لااستطيع ماذا سيظن الناس بي .؟.
-اي ناس تتكلمين عنهم ؟اصدقاؤك؟
تمتمت جيما بحنق:. يبدو انهم تلاشوا ,وبرغم ذلك...
همس قائلا:.جيما ! .وكانت يداه تضغطان على يديهاوفجاة ادركت انها ستوافق حيث انها ستراه مرارا وروما بريسكوت لن تكون هناك
-على اية حال سوف اسأل جيسي...
-ستكونين بخير هناك كما هنا .,اشار ببسمة وكتفاه مرتاحتان:.سادعها توافق حالا.
قالت جيما بهدوء محاولة ابقاء ابتسامة خفيفة عن ملامحها:.سنرى امر ذلك.
فنظر الى داخل عينيها وقبل يدها :.
ماالمشكلة ؟عندما نتزوج ستهتم بنا نحن الاثنين ، سوف انسق الحجوزات والتذاكر .
ردت :.لم اقل بعد باني ساذهب .لكنه نظر اليها مرة ثانية بمتعة:.ولكنك المحت بذلك ,انت تضعفين ,يمكنك الرضوخ ويمكن النيل منك وانت مريضة وفي الفراش لا مكان تهربين اليه,اني اتعلم طوال الوقت.
حضرت الممرضة بينما كان يغادرفابتسم جايمس لها كعهده ,مما دعاها للاحمرار خجلا فقال لها:.اريد ان تنقلي الانسة ليل الى غرفة خاصة جرت الامور بسرعة ليل امس, لكنني اجريت كل المعاملات الخاصة بذلك حين حضرت اليوم.,قالت جيما بصوت عال قدر استطاعتها:
-.سابقى هنا.والنفس الكبير الذي تنفسته المها, كان عليها ان تتمسك باسلوب حياتها قبل ان يسحقها جايمس كليا:.ارجوك ,انقليها باسرع وقت ممكن..
-سوف اتصرف بالامر حالا ياسيد ساندرسون..
كانا يتكلمان عنها وكانها غير موجودة واحست بان جايمس يحاول تطويقها باغلال لايمكنها الافلات منها.تحركت جيما من دون انتباه ناسية العملية الجراحية في خضم انزعاجها ,فتدفقت الدموع من عينيها وعضت على شفتها محاولة اخفاء صرخة الالم .العينيان الداكنتان توهجتا نحوها فضاقتا ثم استدارتا الى الممرضة بسلطة حادة:.الانسة ليل تتالم ,ايتها الممرضة ,لاارى سببا لذلك في الوقت الحاضر..
-ماذا ؟لا ! ساحضر لها شيئا في الحال..
-انت طيبة .
بدا كلامه كتهديد مبطن ,كنمر ضار ,وخرج من دون ان ينظر الى جيما .مامن داع كي يبقى لان يرى اوامره تنفذ لانها دائما كانت تنفذ وجيما الان تواجه وجه الممرضة المتجهمه من الواضح انها سمعت التهديد ايضا وربما العقاب بعد ذلك,الحقنة بدل المسكنات .
تساءلت ان كانت ستستسلم لجايمس ؟بدات تحس بالبؤس المطلق حين لم يكن معها .,سالت الممرضة بغموض :.هل السيد ساندرسون خطيبك؟وافقت جيما بارتباك؟.نوعا ما .
بطريقة ما كان كذلك,انه ينوي الزواج منها وقد امرها بذلك.

روايات عبير/ احلام: حلم صعب المنالWhere stories live. Discover now