٩

7.2K 161 1
                                    

9-خدعوك يا عروس
*******************
بعد ظهر اليوم التالي أشرفت الساعة على الثانية والنصف بدون أن يظهر أي أثر لرورك , لقد خيل لتيشا بطريق ما أنه حين قال لها أنه سيراها غدا , كان يقصد المجيء بعد الظهر , أمضت الوقت تتعلق بأمل واه وبأن يصل قبل عودة أبيها من مهمة أخرى
لكن أملها خاب أذ سمعت والدها يحيي عمتها وهو يدخل البيت , وأدركت أن رورك أذا لم يأت سريعا فلن تجد فرصة بعد ذلك لتراه على أنفراد.

تمنت الآن لو أنها ألحت عليه أمس لتعرف أكثر لتعرف الخطة التي ينوي أنتهاجها لتأجيل الزفاف, لقد وثقت به تماما قبل أربع وعشرين ساعة وأتاحت لأسلوبه الساخر المغري بأن يقنعها بتسليمه زمام المبادرة في حل المشكلة قبل فوات الأوان ...
أما اليوم فقد عنفت نفسها على غبائها السابق أذ الأمر يتعلق بمصيرها ومن حقها الأطلاع على كل ما يجري.

الماسة الكبيرة على أصبعها توهجت كالنار بفعل أشعة الشمس المتسربة من نافذة الأستديو العالية , وأجتاحت ظهرها رعشة باردة أذ ذكّرها خاتم الخطوبة بأقتراب ساعة الصفر , وأحست في داخلها ضجيجا وكأن مجموعة من الفراشات كانت تتخبط فيه وترتطم أجنحتها بجدرانه
غدا سوف يتم زواجهما الا أذا قرر رورك في اللحظة الأخيرة أن يتخلف عن الحضور كليا , وفكرت بخوف يائس , ربما هذا ما كان يخطط له !
لكن فعلة كهذه من شأنها أن تثير جنون أبيها ورورك يبدو عاكفا على أرضائه بكل وسيلة ممكنة , ليتها تعرف فقط أية خطة يدبر!

وفجأة تناهى اليها سؤال أيقظها من شرودها:
" ماذا كانت عروستي الصغيرة تفعل اليوم؟ مكبة على العمل؟".
لدى سماعها صوت أبيها أستدارت تيشا من أمام اللوحة البيضاء التي لم تقدر أن ترسم عليها شيئا , كان وجهه الوسيم الباسم يتطلع اليها من باب الأستديو وقد بدا يشبه كثيرا وجه صبي كبير يضج قلبه بسر مفرح يتلهف الى البوح به
ومع ذلك ما أستطاعت أن ترد على بهجته الا بأبتسامة حزينة , وقالت تدعوه بصوت خال تماما من العاطفة:
" أدخل يا بابا, أنا لا أفعل شيئا في الواقع".
" لا , تعالي أنت هنا , لدي شيء أريد أن أريك أياه".
أرادت تيشا أن ترفض لكنها لم تجد أي فائدة من ذلك , تبعته مترددة وهو يسير أمامها الى غرفتها فيما هي لا تشعر بأقل أهتمام بالشيء الذي أصر على أن تراه
وسألها برقة:
" لم تجدي اليوم رغبة في العمل؟ أليس كذلك؟".
" أجل".
فطمأنها بقوله وهو يفتح الباب الى غرفتها:
" لا تدعي شعور الأحباط يسيطر عليك, وما هو الا نتيجة طبيعية لتوتر الأعصاب الذي يسبق يوم الزفاف".
كانت تحس صداعا عنيفا ولذا أجابته بنبرة حادة:
" أرجوك بابا, لا أريد الخوض في هذا الموضوع".

تجاهل حدتها ولوح بيده فجذب أنتباهها الى علبة كبيرة كان قد وضعها على السرير , قال:
" أبتعت لك هدية أرجو أن تعجبك".
فحدقت اليها تيشا بصمت متجمد لأن حجمها أوحى بوجود فستان في داخلها , صرّت على أسنانها بشدة لعلمها بأنها أذا فتحتها ورأت فيها فستان عرس فسوف تصرخ لا محالة
حثها بلطف على التقدم وقال:
" هيا, أذهبي وأفتحيها".

روايات احلام/ عبير: عروس السرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن