رمقها الرجل بأعجاب ثم نظر الى رورك وقال بعينين ملتمعتين:
" الآن فهمت لماذا أصطدمت بها ... لديك طرق غريبة في التعرف الى فتيات جديدات".
فتوردت وجنتاها بدفقة غضب لكنها كبحتها بسرعة وقالت للرجل:
" هاك مفاتيح سيارتي , أنها الموستانغ الزرقاء".
" ستكون جاهزة بعد ساعتين".

أجابها الرجل المدعو ماك وهو يتناول منها المفاتيح , وقد أخطأ تفسير التوهج الذي غزا عينيها الخضراوين حين نظرت الى رورك , ولما أستدار ليخرج سمعته يغمغم لرورك:
" أنت بارع حتما في أختيارهن , أنها أفضل من سابقتها وأصغر سنا".
وحالما خرج الرجل قالت لرورك بصوت كالفحيح:
" هل دائما تنشر أخبار غزواتك في كل الأوساط؟".

" وهل تصنفين نفسك كواحدة من غزواتي؟".
ورفع رأسه بسخرية في أتجاهها فتماوجت على جبينه خصلة شعر قد بيضتها الشمس ... وأجابته متحدية:
" يسرني القول أنني لم أحصل على قلة الشرف هذا!".
فبدت على وجهه أبتسامة ملاطفة وقال:
" هل كنت تفضلين أن أخبر الرجل بأننا لا نطيق بعضنا؟ ما كان ليصدقني ... وسواء ظن هذا أم ذاك , فأي فارق سيحصل؟".
فأقرت تيشا لنفسها بمنطقية كلامه , وأجابته:
" لم تعجبني الطريقة التي أوحى بها بأشياء معينة".

ولاحظت بروز الغمازة في ذقنه كلما حاول أخفاء أبتسامة ما ....
وأجابها متهكما:
" تزعمين بأنك أمرأة متحررة ألا أن مبادئك الخلقية تمت الى عصر قديم ".
فقالت بحلاوة سكرية مصطنعة :
" على الأقل , لا يمكن أتهامي بتعدد العلاقات فأنا لست مثلك , أقفز الى السرير مع كل رجل ألتقيه".

فغمغم متكاسلا:
" ولا أنا أفعل ذلك".
فرفعت حاجبيها الدقيقين بأرتياب وسألت:
" ألا تفعل؟".
كان في عينيه نوع من الأغراء وهما يتجولان على محياها فخفق قلبها لذلك الأغراء الشبيه بضغطة حقيقية
وتشدق رورك بنعومة وبأثارة مقصودة:
" لم أشاركك شيئا .... بعد".
" أوه!".

لبطت الأرض بغضب ثم أستدارت خارجة من الباب .
لكن تلك الخطوات الرشيقة المتفوقة لحقت بها في لحظات , وسألها ضاحكا ويده تقبض على ذراعها وتوقفها:
"ألى أين تذهبين؟".
" ألى أي مكان بعيد عنك!".
أجابت وقد ألقت رأسها الى الخلف لتنظر بكره ساخط الى وجهه الوسيم بخشونة.

فقال وقوة سحره الذكرية المتوثبة تتركز مباشرة عليها:
"آسف , كنت أشعل عود الثقاب مرة أخرى".
كانت أنفاسها تروح وتجيء بلا أتزان
وقالت وهي تحاول جذب ذراعها برشاقة من قبضته:
" أعتذارك مرفوض , والآن , أترك ذراعي!".

فقال ملاطفا ومتجاهلا محاولاتها للأنفلات:
" أعدك بأن لا أحتال عليك بالكلام بعد الآن".
" أنك تزعجني حتى بتنفسك!".
" حسنا , لن أموت في سبيل أثبات أسفي".
ثم أبتسم وأردف:
" أذن لنعقد هدنة ما دمنا على أرض محايدة".
" حقا؟ لم أكن أعلم أن أي أرض تحت قدميك يمكن أن تعتبر حيادية!".

روايات احلام/ عبير: عروس السرابWhere stories live. Discover now