هدفها الأخير ؟ أنها ليست متأكدة من هوية هدفها الأخير , كما تدرك أيضا أنها لا تملك موهبة عمتها الفريدة
وبدون هذه الموهبة لن تحصل على الأكتفاء الكامل الذي تنعم به بلانش , ولذا أجابت على سؤال عمتها بتردد أنما بصدق:
" الرسم هواية بالنسبة الي وأحاول من خلاله أن أكسب عيشي".

" وهي هواية تنسجم تماما مع الحياة الزوجية".
فقالت تيشا تتهمها وتلطف كلماتها بأبتسامة:
" الآن أنت تتحدثين كأبي أذ تحاولين أقناعي بالزواج من أجل مصلحتي".
" زواجك فقط من رجل تحبينه".
" أذا كان هناك مخلوق كهذا!".
وضحكت لتعزز تساؤلها وأردفت:
" سيكون الأمر رهيبا أذا كان جميع من سألتقيهم على شاكلة رورك ماديسون".

" لو كنت مكانك لما أستبعدت رورك كزوج صالح ... أنا متأكدة من أن أخفاقك في الوقوع عند قدميه قد أثار أهتمامه , وأنت من جهتك تهتمين به أيضا".
فجعدت الفتاة أنفها بعدم أستحسان وقالت:
" أنه يثير فيّ أسوأ المشاعر".
" ربما هي عملية دفاع داخلية لتمنعي نفسك من الأنجذاب اليه ".

فأجابت وشموخ أنفها المتحدي يبرز عنقها الطويل كعنق البجعة:
"لا أريد رجلا يفكر بأن يكون السيد والمولى على حياتي!".
" وأيضا لن تكوني سعيدة مع رجل ضعيف تسيطرين عليه .. لن يصعب عليك أحتمال بعض السيادة ما دامت اليد الحديدية مغلفة بقفاز مخملي".

فهزت رأسها بأستسلام:
" بلانش , أنت عنيدة كما أبي , هل تحاولين فعلا أن تزوجيني منه؟".
" أنه جاري ولا أريدك أن تعلني عليه الحرب , سيكون أكثر مدعاة للسلام أن تصادقتما".
فتنازلت تيشا بقولها:
" سأوافق على تسوية , فأعدك بألا أستفزه لمعركة".

فنظرت بلانش الى مجموعة من البنايات وقالت باسمة :
" هذه بداية على الأقل... الآن أنزليني عند هذه الزاوية فمركز الحمامات بات قريبا من هنا ".
بعد أن ترجلت عمتها عند الزاوية تابعت تيشا طريقها عبر المنطقة التجارية والى كاراج التصليحات ولما عبرت الممر
كانت أول سيارة رأتها السيارة البيضاء السبور التي تخص رورك ماديسون , فأطبقت شفتيها في خط متقلص وهي توقف سيارتها ثم سارت الى المكتب.

كان رورك يستند الى جدار جانبي فأستقام حالما رآها وغمغم:
" في الوقت المحدد تماما".
فسألته وقد نسيت كليا وعدها السابق لعمتها بأن لا تغيظه:
" ماذا تفعل هنا؟".
فأنّبها قائلا وفي عينيه تلك اللمحة من الضحك:
" الضرر لم يصب سيارتك فقط , ومن جملة أضراري أنكسار الضوء الأمامي , لقد أنتهوا الآن من أصلاح سيارتي".

" فهمت".
قالت بتجهم وهي تلوم نفسها على ظنها أنه ما جاء الكاراج الا ليراها... وهنا دخل رجل يرتدي مريولا ملطخا بالشحم فحولت أهتمامها اليه , ورحب به رورك قائلا:
" مرحبا ماك , هذه هي الآنسة كالدويل".

روايات احلام/ عبير: عروس السرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن