إن أكثر الأزواج عرضة للتنازع على سلطة أخذ القرار في الحياة الزوجية هم:

330 2 0
                                    

-الزوجة المتسلطة والزوج المتسلط في منزل واحد حيث لا يمكن لأحدهما أن يتنازل عن رأيه.
-
اختلاف البيئة الأسرية بين الزوجين أي أن تكون الزوجة من بيئة أسرية تربت على التشاور والاحترام المتبادل بين الزوجين بينما يكون الرجل من بيئة أسرية تربى فيها على أن الرجل وحده الآمر والناهي (والعكس صحيح).
-
التفاوت الطبقي والثقافي بين الزوجين: عندما تكون الزوجة أغنى من الرجل أو من طبقة اجتماعية أعلى والعكس صحيح.
-عدم الانسجام الفكري وعدم النضج العاطفي والعقلي المتبادل بين الزوجين.
-
النقص المعرفي في الحقوق والواجبات الشرعية بين الرجل والمرأة.
-
فقدان الثقة المتبادلة بين الزوجين (الثقة هنا فيما يتعلق بالقدرة على اتخاذ القرارات السليمة).
-
إصابة أحد الزوجين بأمراض نفسية واضطرابات سلوكية (مثال البارانويا، العدوانية، النرجسية).
بعد الانتهاء من ذكر هذه التصنيفات لابد لنا من التحدث عن كيفية الوقاية من الوقوع في مشكلة صراع الأدوار، وكيف يتخذ الزوجين القرار في حياتهما الأسرية؟
ثانياً: الإرشادات الوقائية لاتخاذ القرار بين الزوجين.
في حديثنا عن الإرشادات الوقائية التي يجب أن نسترشد بها لتفادي النزاع الزوجي حول اتخاذ القرار، لا بد لنا أن نتوقف لتفسير لماذا يختلف الزوجان عند اتخاذ القرار وكيف نتعامل معه؟


1-وجهات النظر: ينظر الرجل والمرأة إلى أمور الحياة ومجرياتها من نقاط أفضلية متغايرة إذ كل منهما ينظر إلى نفس الموضوع بصورة مختلفة. وعادة ما يكون الاختلاف في وجهات النظر لكثير من الأمور نظراً لاختلاف تكوين الشخصية والخبرة الحياتية عند كل من الزوجين. لذلك على كل منهما أن يسعى لفهم وجهة نظر الآخر واحترامها وتقبلها. ومن الأمور التي تختلف وجهات نظر الزوجين فيها، هي:
أولويات الإنفاق: يختلف الرجل عن المرأة في تحديد أولويات§ الانفاق في المنزل. لذلك يستحسن منذ البداية تحديد هذه الأولويات بين الزوجين والاتفاق عليها، مثال : إعداد ميزانية العائلة، إعداد خطة لطرق الإدخار..
تربية§ الأبناء: يختلف الزوجان في أسلوب تربية الأبناء. وعادة ما تكون المسؤولية مشتركة بين الزوجين في تربية الأبناء بنسب متفاوتة. فقد تكون وظيفة الام أكبر من وظيفة الاب في مرحلة معينة أو في ظروف خاصة وقد تكون وظيفة الاب أكبر من وظيفة الام في مراحل معينة او في ظروف خاصة، والمهم أن يتفق الزوجان على سياسة تربوية موحدة يعتمدونها في تربية الأبناء تفادياً لنشوء خلافات زوجية حول هذا الموضوع.

2-
أسلوب المحادثة بين الرجل والمرأة: يتكلم الرجل بلغة مختلفة عن لغة المرأة أي أن طريقة تعبير الرجل عن ما يريده وما يفكر فيه مختلف عن طريقة تعبير المرأة. عادة ما يكون الرجل دقيق في اختيار عباراته وواضح. كما يعبرّ عن احتياجاته ومطالبه بطريقة مباشرة ومحددة. بينما نرى المرأة تتكلم بلغة المشاعر قبل توضيح المعلومات التي تريدها (أي تعبّر عن مشاعرها بالدرجة الأولى قبل الخوض بالمسألة المطروحة بين الزوجين)، وعادة ما تستعمل المرأة أساليب خاصة في الكلام مثل صيغة التفضيل أو صيغة المبالغة وأسلوب المجاز والاستعارة. وهذه الاختلافات في أسلوب المحادثة تخلق مشاكل زوجية نتيجة سوء فهم مقصد الطرف الآخر لعدم تفهّم أسلوب المحادثة المتغاير بين كل من الزوج والزوجة


3-الفرق بين الرجل والمرأة في اتخاذ القرارات: يختلف الرجل عن المرأة في اتخاذ القرارات لاختلاف أسلوب التفكير. فإن أسلوب تفكير الرجل في الحياة هو أسلوب تركيزي أما أسلوب المرأة هو التعميم وسعة الأفق. فالمرأة بسبب سعة الأفق في التفكير لا تتمكن من التركيز على أمر واحد بل تنظر إلى الاحتمالات الأخرى التي تكون لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بذلك الأمر. وعلى سبيل المثال فالمرأة التي تحاول شراء هدية لزوجها بمناسبة قدوم عيد الأضحى، نراها تقضي وقتاً طويلاً قد يستغرق أياماً تقوم المرأة باستعراض كل الهدايا التي يمكن أن تقدم في مثل هذه المناسبة. أما الرجل الذي يود شراء هدية لزوجته فإن أول ما يفعله هو التفكير أولاً وبعد ذلك التقرير ومن ثم الذهاب إلى السوق لشراء تلك الهدية. فرق كبير بين أسلوب التفكير.بما أن المرأة ذات طبيعة تتسم بسعة الأفق لذلك نراها أحيانا تتشاور مع أشخاص آخرين وتطلب رأيهم وبعد التشاور يتم اتخاذ القرار. أما الرجل وبسبب طبيعته التركيزية يفكر بمفرده وبعد ذلك يتخذ قرار وقد يقوم بعد ذلك بطرح تلك الفكرة على أشخاص آخرين من أجل التشاور معهم، وبعد التشاور قد يثبت الرجل على رأيه أو يغير موقفه. وما نريد أن نصل إليه في ختام هذه الفقرة أنه بدون إدراك لهذا الفرق في اتخاذ القرارات بين الزوجين فإن المشاكل ستظهر. لذلك نقول للرجل أنه عندما يطرح قضية للتشاور عليه ان يصبر ويتفهم حاجة زوجته في جمع المعلومات والتكلم عن الاختيارات والبدائل والخوض في تفاصيل الموضوع قبل ان تتخذ قرارا أو توافق على طرح زوجها. كما نقول للزوجة لا تغضبي إن رأيت زوجك يستغرق في التفكير بمفرده فهذه مرحلة من مراحل تفكيره ريثما ينتهي منها سيعود ليشاورك حتى تتخذان القرار النهائي معاً.
4-
الحياة الاجتماعية: هناك اختلافات في النظرة إلى الحياة الاجتماعية خاصة بالنسبة للصدقات والأقارب والجيران. هل نقلل الصداقات أو نكثرهم؟ كيف نتعاطى مع الأقارب؟... هذه الاختلافات تحتاج إلى كثير من الحوار والمناقشة بين الشريكين للوصول إلى نقطة توافق يرضى عنها الاثنان معاً. وتشمل الحياة الاجتماعية :
تحديد الأدوار بين الزوج والزوجة : دور الأب والأم، دور§ المعيل، دور الموجه، دور المرجعية في المنزل، دور الصديق والحبيب...
تحديد§ المسؤوليات: من مسؤول عن الإنفاق، الكسب وتوفير مستلزمات المعيشة، من يجلب حاجيات المنزل؟ من المسؤول عن تدبير شؤون المنزل؟ ...
في ختام سرد هذه الاختلافات بين الزوجين نؤكد هنا على أهمية تفهّم كل من الطرفين لهذه الاختلافات الموجودة بينهما واحترامها حتى يتمكنان من رسم حدود علاقتهما الزوجية بوضوح وتأني وبالاتفاق والتفاهم فيما بينهما. وأن يتساءلان : ما هي الأمور التي يجب أن تحدّد وتوزع فيما بيننا وما هي الأمور التي نتشارك بها وما هي الأمور الخاصة بكل فرد منا؟ وفي حال اختلفنا في حسم أمر ما كيف نعالج ذلك؟



اتخاذ القرار في الحياة الزوجيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن