الفصل الثاني عشر | عادة

352 9 2
                                    

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
في اليوم التالي ..
كان قابعاً في على كرسيه في العيادة .. كالعادة .. بجلسته المعتادة ، يقرأ روايته المفضلة ، المعتادة ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
إنتفض بقوة إثر صدى صوت عطسة مدوية في الممر ، ادار رأسه بصدمة للباب حيث فتحته ماري و هي تشفط انفها بالمنديل .. قالت بنبرة مكتومة من الزكام :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_صباح الخير ، سيدي ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
تنهد بملل و أعاد بصره للكتاب و هو يقول بنبرة بحة :
_صباح النور.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
إنتفض مجدداً عندما ضربت ماري الطاولة بيديها و هي تقول بلمعان :
_أتعرف من قابلت في المطعم هذا اليوم !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_كلا ، من تعيس الحظ هذا !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ضمت يديها لصدرها قائلة بشاعرية :
_اه انه رايني ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_رايني !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
عبست بملل و هي تقول :
_اقصد راين ، انت تعلم ، يجب عليّ تدليعه قليلا و ايضا تحدثت اليه دون توتر او قلق ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
نظر اليها بتعجب ثم شهق بصدمة و قال :
_ألم يمت !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
هزت رأسها يميناً و يساراً نافيةً و هي تبتسم بسعادة مفرطة ، قالت بحماس :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_كلا ! قال لي بأنني صرتُ مختلفة ، و قد اعطاني موعداً لنلتقي فيه مجددا ، اه يا قلبي ! بدأ حظي يتحسن منذ ان قابلتك .. سيد جين ، ان وجهك يجلب الخير. ✨
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
إبتسم جين بتكلف و هو يقول متظاهراً بالسعادة :
_اوه كم هذا رائع .. شكرا لك ، اذا أتريدين إكمال جلسة علاجك ، ام احذف ملفك من النافذة !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
جلست بقوة و قالت بإصرار :
_كلا !! لم أتعالج بعد ! خطوة جيدة لا تعني بأن الخطوات القادمة ستكون جيدة كذلك.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_واو !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
بعد ان انتهت الفترة المحددة لجلستها و التي هي ساعة واحدة فقط ، نهض جين و هو يخلع نظارته ثم إلتقط سترته الرمادية من على الكرسي .. قال ببرود :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_أتريدين إيصالاً لمكان ما ام لا !؟

بقيت ماري فاغرة فاهها و هي تنظر اليه ثم قالت بسرعة :
_لا شكراً سيدي ، لقد أخبرت راين ان يصطحبني من عند المطعم المقابل.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_لماذا !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ازدردت ماري ريقها من التوتر و هي تقول :
_قد يبدو كلامي وقحاً ، لكن انت تعلم ، لا أحد يعلم انني أزاول مستشاراً نفسياً سوى جدتي و عائلتك ، لذلك لا اريده ان يعلم ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
غمغم جين بتفهم و هو يرتدي سترته ، ثم قال ببرود و هو يفتح الباب :
_لقد تقدمتِ كثيرا خلال فترة العلاج ، لكن تنقصك الصراحة و القوة ، ارجو ان يمر موعدكما على خير ، اراك بالغد.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
احنت ماري رأسها بإمتنان و هي تقول :
_الى اللقاء ..
_هيا غادرِ ، لقد تخدرت يدي يا إمرأة !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ما ان غادرت ، حتى فرك جبينه المتصفد عرقاً بكم سترته ثم تمتم بكلمات مبهمة مهوناً على نفسه.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
اثناء ما هو يقود سيارته لمنزله بسرعة ، فرك عينه اليسرى بسبب هذا الصداع النصفي الذي عندما يتوتر ، فجأة ظهرت شابة واقفة في قارعة الطريق .. خفف سرعة سيارته بسرعة و كاد يصطدم بها لكنه غير مسار السيارة.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
تراجعت الشابة بقوة لتسقط منكمشة على نفسها ، ترجل جين من سيارته و سار ناحيتها و هو يقول :
_سيدتي ! هل انتِ بخير !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اومأت ببطء ثم مد يده لها ليساعدها على النهوض ، نهضت من فوق الارض و اخذت تنفض ملابسها الرسمية ، قالت مسرعة :
_اشكرك !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
رفعت رأسه لتنظر اليه ، بقيت مشدوهة حتى تمتمت بريبة و هي ترمقه من رأسه الى اخمص قدميه :
_تبدو مألوفاً .. كأنك ..-
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
صاحت مبتسمة و هي تقول :
_أانت جين !؟ انا آي .. ألا تذكرني !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
بقي يرمقها بغباء الى ان قال بصدمة :
_آي !؟ اه إبنة جارنا !! مرت فترة طويلة منذ آخر مرة قابلتك فيها ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
عانقا بعضهما بخفة ثم قال جين ببلاهة :
_لم تتغيرِ ابدا يا هذه !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ضيقت عينيها بإرتياب و هي تزم شفتيها قائلة :
_مالذي تقصده .. بـ لم أتغير أبداً !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
قال جين بملل :
_لا تطيرِ بالك بعيدا ، اقصد ما زلت تلك المتأنقة الغبية ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
رمقته بريبة الى ان اخذت تقهقه ثم ضربت كتف جين بقوة -و الذي تراجع للوراء متألماً- ، قالت ضاحكة :
_اووه كفى مزاحاً ايها المغفل ☺
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
دلك كتفه بألم و هو يهمس قائلا :
_احح ..💔
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اردف قائلا ببرود :
_هل تأذيتِ ؟! اقصد ما حدث قبل قليل ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_اه إن كنتَ تقصدني فأنا بخير ، لكن حذائي الجديد ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
رفعت قدمها ثم خلعت حذائها و الذي كعبه يتدلى بإهمال ، نظرت اليه بحسرة و الدموع تسيل قائلة بشهقة :
_لقد .. كُسر كعبه !! اه يا راتبي لقد طرتَ هباءاً.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
هز جين كتفيه بلا مبالاة و هو يقول :
_بسيطة ، ضعِ الغراء عليه و سيعود افضل من السابق .. ثقِ بي 💔☺
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
نبض عرقٌ في جيبنها ثم صاحت بعصبية قائلة :
_غراء !؟ أتراني إبتعته من سوق الحراج !؟ انه ماركة بـ ٥٠٠ دولار ! أسمعت !؟ خمسمية !!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
قوس فمه بملل و هو يقول :
_لو كان هاتفي لـ حزنت عليه ، لكن حذاء !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
رمقته بحقد ثم عادت للبكاء متحسرة على حذاءها ، شفطت انفها ثم قالت :
_حسنٌ .. ألديك غِراء !؟

إبقى معي | stayWhere stories live. Discover now