عذرا نيويورك (المدينة التي لا تنام)

العودة للريف

و في يوم العودة الى موطني الريف :

حزمت حقائبي ووقفت على شرفة شقتي انظر الى المدينة التي لا تنام ، انظر الى صخبها و انشغالها ... فقلت لها :من كان يعتقد ان انتقالي اليك سبب لهدايتي ... شكرا نيويورك انا احبك فضلك مشكور لقد غيرتيني للافضل بينما اعتقد اهلي و الكثير العكس  ، لكن عذرا نيويورك ليس هناك مجال للمقارنة بينك و بين مكة المكرمة فمكة المكرمة هي المدينة التي لا تنام  ، فقلبي ملئ بحب مكة ، فقد طغى حبها على حبك و حب كل المدن !.

صعدت على متن الطائرة في الساعة 8 مساءً ووصلت الى الريف في الساعة 6 صباحا ، يا الهي لم يتغير بيتنا و لا حينا كثيرا ...مشيت في حينا حتى وصلت الى بيتنا شممت رائحة فطائر شهية اهه اعتقد انها فطائر امي  ...ركضت الى البيت و طرقت الباب حينها فتح لي طفل صغير لا اعرفه ...وقفت مصدومة قلت في نفسي :  (لا ، لا ، لا تخبروني بأنهم انتقلو من هنا )
قال الطفل : ابي من هذه الفتاة ابي تعال !؟ ،...جاء اب الطفل ...يا الهي انه ليس غريب علي ...انه اخي ، احتضنته و كاان مستغربا لانه لم يراني جيدا بالإضافة انني كنت البس الحجاب و اللباس الطويل !! ، قال لي : من انتي !؟ ، نظرت الى عينيه و قلت : انا ، انا اختك ، فرح كثيرا و نادى ابي و امي ...نظرت الى اعينهم بخجل ... تفاجؤوا ، لكن بكل سرعة تقبلوني و سألوني عن سر تغيري و دخولي الإسلام. ..اخبرتهم بكل ما حصل معي ...
و المفاجأة بأن دعوتي عند رؤيتي للكعبة المشرفة لاول مرة قد استجابت ،  فقد اسلمت امي لانها اقتنعت بما اخبرتها عن هذا الدين العظيم و ما يحويه من حقائق علمية و دلائل تدل على صدق هذا الدين و انه موحى من عند الله تعالى لانه يسعى الى سعادة البشر و الحفاظ على كرامتهم ، وما هو الا اسبوعين الا ان اسلم ابي ايضا ، و بعد سنة اسلم اخي و زوجته ، الحمدالله دعائي بأن يهدي الله تعالى اهلي الى الاسلام قد استجاب .

و الان انا اذوق معنى الحياة الحقيقي معنى الحياة الذي اريد معنى الحياة الذي كنت ابحث عنه ، فالشيء الذي كنت افتقده الان يملأ حياتي ...تملأ حياتي الروحانية و الطمأنينة الحمدالله .
و بدأت اعمل كطبيبة في مستشفى الريف و قد وجهت نيتي لله تعالى بهدف مساعدة المرضى ... و علقت صورة لمكة المكرمة على حائط مكتبي و كتبت عليها المدينة التي لا تنام ...الحمدالله على كل حال ... (آمل ان تكون قصتي قد اعجبتك و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ).

الحمدالله انهيت القصة اتمنى انها عجبتكم ، بالنسبة الي انا اندمجت بالقصة حتى صرت احس انو جيني و فاطمة حقيقين و اعرفهم ;)