الخطوة القاطعة

637 123 61
                                    

استمريت بالقراءة و طرح الأسئلة اكثر عن الاسلام ففي نهاية سنتي الثانية في الجامعة تغييييييييييرت كثيرا ، اصبحت اطول من طول ملابسي ! و ارتب من تسريحة شعري ! و احسن الفاظي و احسن من اسلوب كلامي ، و لم اعد افعل الافعال التي يعارضها الاسلام مثل : ( شرب الخمر و تناول لحم الخنزير ...الخ) حتى ان اصدقائي القدامى تفاجئو بتغيري و لاحظوه خففت علاقتي معهم لانني لم اكن مندمجة بمواضيعهم و لا بأسلوب حياتهم ، و في نفس الوقت اخذت علاقتي تزداد مع فاطمة و صديقاتها رأيت نفسي انتمي اليهم .

استمريت بالبحث عن الاسلام لمدة خمس سنوات حتى انهيت دراستي الجامعية .

فبعد ان انهيت دراستي الجامعية ، قررت اتخاذ خطوة قاطعة بحياتي خطوة سوف تغير حياتي ، و هي دخول الاسلام ، ذهبت الى فاطمة ...و اخبرتها بأني اريد اعتناق الإسلام ، فنادت صديقاتها ...و عند وصولهن كان الكل ينظر الي منتظرا نطقي لشهادتين... احسست بعظمة الكلام الذي سوف انطقه بعد قليل ...قالت لي فاطمة رددي ورائي : اشهد ...قلت : اااشهد ...نطقت الشهادة كاملة بصعوبة و ببطئ و ما هي الا لحظات الا ان شعرت برحمة الله تنزل من السماء الي...فاضت عيوني دموعا ...و شعرت بأن هذه الدموع طهرت ذنوبي ...و كأني ولدت من جديد! يا الله ما اجمل ذلك الشعور !.

بعد اسبوع اخبرتني فاطمة بأنها تريد الذهاب الى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة ، و دعتني للذهاب معها ... سعدت بسماع دعو انا سوف اذهب الى مكة !، تلك المدينة التي لم ارها سوى على صفحات الانترنت !.

و في طريقنا الى مكة المكرمة كنت في غاية السعادة و انا كلي شوق و حنين الى مدينة لم ارها من قبل !.. و حين دخولي للحرم المكي رأيت و لأول مرة الكعبة المشرفة و اخبروني بأن عند رؤيتي للكعبة لاول مرة ادعو دعاء و سوف يستجاب ان شاء الله ، و ادينا مناسك العمرة و ابتدأنا بطواف كان قلبي ينبض بسرعةلانني كنت حول الكعبة !  بقيت ادعو و اكبر و اهلل و انظر الى الكعبة يا سبحان الله ما اجملها! ، و لأول مرة ايضا ارى منظر الايادي مرفوعة لخالقها لبارئها و العيون تبكي خشوعا و تضرعا !، و لأول مرة ارى طواف المعتمرين اناء الليل و اطراف النهار و لأول ارى نفسي سعيدة و مرتاحة الى هذه الدرجة و لأول مرة ابكي خشوعا لله ، ابكي و ادعي دعاء المذنب الفقير للغفور الغني  لله رب العالمين...بكيت هناك بشدة! ...و اجواء تلك المدبنة لا تفارق ذهني و لا قلبي ابدا ♥ .

و بينما كنا على متن الطائرة عائدين الى نيويورك قلت لفاطمة : كانت هذه اجمل رحلة بحياتي تمنيت لو ....تمنيت لو ابي و امي و اخي كانو معي ، نصحتني فاطمة بالرجوع الى موطني الريف و العمل هناك و رؤية ابي و امي ، فرضا الله من رضا الوالدين حيث حيث قالت لي : اذهبي يا جني لرؤية و الديك و قبلي يمناهم و اطلبي منهم السماح على اي خطأ ارتكبتيه بحقهم ، قلت : لكنني كنت حقا متمردة عليهم و هم غاضبين مني كثيرا فبقيت ست سنين بدون ان اراهم او اكلمهم... قالت : الانسان خطاء ...و الوالدين لسي لهم اغلى من فلدات اكبادهم و انا متأكدة بأنهم سوف يمنحوكي فرصة اخرى ، استغفري ربك و تقدمي الى هذه الخطوة قلت: يا الهي اشعر بالخجل منهم لا ، لا استطيع هذا سوف اكمل حياتي بنيويورك مع انني اشتقت اليهم ...اشتقت الى فطائر امي في الصباح  ، و اشتقت الى سماع لقبي الذي كان ابي يناديني به وحشي الصغير ، ههه حقا اشتقت لتلك الايام ...لكن هذه الخطوة تتطلب الشجاعة يا فاطمة قالت :توكلي على الله و اذهبي ، اقنعتني و قررت اخيييييرا العودةالى موطني الريف .

عذرا نيويورك (المدينة التي لا تنام)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن