البداية ... و مقابلتها للفتاة لاول مرة

1.6K 175 133
                                    

في مدينة صاخبة و مذهلة انا اعيش في سعادة و متعة و روعة انا اعيش في مدينة و لا بالخيال انا اعيش ...فيا ترى من اكون ؟ ...انا الفتاة العصرية التي تعيش في المدينة التي لا تنام (نيويورك)...كل ما اريده هو ان الهو و العب و ان اعيش كما اريد .

كنت اعيش مع ابي و امي و اخي في بيت متواضع في الريف الهادئ ...لكنني قررت الإنتقال من ذلك البيت الممل قبل سنة لدراسة في جامعة نيويورك ...بالإضافة الى ان ذلك البيت لا

يلائمني ...فأنا عصرية و اكره البساطة و التقاليد و انا صاخبة و اكره الهدوء ، فأنا قد بلغت الثامنة عشر من العمر (انا الآن مسؤولة عن افعالي ) افعل ما اريد اينما اريد وقت ما اريد

و كيفما اريد ...ياه ما اجمل حياتي !فأنا املك حقوق السعادة للعيش بأجمل صور الحياة .

بعد انتقالي الى مدينة نيويورك سكنت بشقة في وسط المدينة كانت صغيرة لكنها كانت جميلة ، هناك تعرفت على اصدقاء جدد و زرت مطاعم شهيرة و اشتريت من محال تجارية جديدة و عصرية ، فأنا اعيش حياتي كما اريد بدون تدخل احد ، ففي النهاية هذه حياتي ... نعم هذا ما اريده !! .

قد أمضيت سنتي الاولى في الجامعة و قد قدمت نصف امتحاناتي النهائية ، لكن في وسط فترة الامتحانات شعرت بوعكة صحية ، ذهبت الى المستشفى و اعطاني الطبيب الدواء و قال لي :

ارجعي في الثامن عشر من الشهر الحالي ...ماذا ؟ يا اللهي انه يصادف موعد مذاكرتي لآخر امتحان لدي !...لكن يجب علي الذهاب .

على كل حال انتهت امتحاناتي النهائية و قد بذلت اقصى جهدي و كانت فترة حقا متعبة لم يعد امامي الا اخر امتحان !.

اليوم الثامن عشر من الشهر :
آه لا اصدق ذلك ، اليوم هو موعد مذاكرتي لآخر امتحان لدي و موعد الطبيب ايضا ، يا لهذا الحظ ! حسنا حسنا ابقي هادئة (اتحدث في نفسي ) سوف احل مشكلتي ، الآن نحن في

السابعة صباحا و موعد الطبيب في الثامنة صباحا ،لا بأس لدي وقت كاف للمذاكرة ، يجب علي الذهاب بسرعة ، لبست بسرعة و حملت حقيبتي و دخلت سيارة الاجرة و اوصلتني الى المستشفى

...دخلت الى هناك و رأيت عددا هائلا من الناس ...قلت :لا بأس لا بأس سوف اجلس هنا ... يا اللهي اشعر بالغرابة ...

بجانبي فتاة ترتدي الحجاب و تقرأ كتاب ذا خط جميل...لا لا ادري بأي لغة هو و لكن اعتقد انه بالعربية...نظرت الي و ابتسمت ، حقا انها تبتسم !...يا اللهي تبدو لطيفة!، سألتها ما

هذا الذي تقرأينه ؟،اجابتني: هذا القرآن الكريم كتابنا المقدس نحن المسلمون ...قلت لها : و ماذا يحوي ؟ اجابتني : هذا الكتاب العظيم الذي بين يدي يحوي على قصص الأنبياء السابقين

مع اقوامهم و يحوي ايضا على حقائق علمية لم يكتشفها البشر الا قبل بضعة سنين و ثبت عدم امكانية ادراك تلك الحقائق في زمن رسولنا محمد و هو اخر الانبياء و المرسلين اي قبل 1400

سنة بالإضافة الى ان القرآن الكريم نسخة واحدة بكل العالم بينما الانجيل عدة نسخ و نحن نعتبر القرآن الكريم دستورنا و صديقنا في السراء و مواسي احزاننا في الضراء ..فهو كالمرشد و

الصديق في نفس الوقت ...قلت لها : يا للعجب !! ياه يا لجمال هذا الكتاب انتم محظوظين لامتلاككم هذا الكتاب ، فسألتها عن اسمها اجابتني :فاطمة ...انه اسم غريب لكن الفتاة تملك

جمالا عربيا فريدا ...وقلت لها بكل فخر : انا جيني ،قالت لي اسمك جميل ...وبدأنا بتناول اطراف الحديث و كان موضوعنا الرئيس عن الإسلام و كان حديثا جميلا و راقيا و مسالما ، شعرت معها بالارتياح ، كان كلامها ساحرا ، احببت حديثها و اخذت رقم هاتفها.

و اخذنا الوقت و قد حان موعدي عند الطبيب ، كانت كلمات فاطمة تدور في عقلي و لم اكن منتبهة لما قاله الطبيب و لكن انتبهت الى آخر كلماته :سوف تتحسنين بعد ثلالثة ايام ، لوحت

بحقيبتي و قلت له شكرا و خرجت مسرعة ، بدأت الافكار تتضارب في عقلي وكنت مشتة ...وفجأة !!

سمعت صوت زمور عال و شخص ينادي : انتبهي يا فتاة ما بالك ؟!... يا اللهي انا في وسط الشارع ! اسرعت لاركب سيارة الاجرة للعودة الى شقتي ، و قد نجوت بأعجوبة !...بدلت ملابسي و ذهبت للمذاكرة لكن كلام تلك الفتاة المسلمة يشغل تفكيري...هيا،هيا ركزي (قلت في نفسي ).

عذرا نيويورك (المدينة التي لا تنام)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن