7- الغريمة

Depuis le début
                                    

حضرت نجوى الحفل الذى أقامته سميرة بمناسبة عيد ميلادها بدعوة منها ، حاولت الرفض لكن رغبتها القوية فى رؤية ممدوح أرغمتها على القبول ، فهو سوف يسعى إلى عودتها إليه بلا شك ، محال أن يكون قد نجح فى نسيانها بتلك السهولة ، ربما لم يعشقها بعد لكنه يكن لها إعجاباً شديداً ، يمكنها أن تجزم بهذا . ارتدت أحلى ما عندها وتزينت بأبهى المساحيق والحلى ، جذبت كل العيون إليها بينما تعلقت عيناها بالباب تنتظر حضوره حتى ظهر أخيراً بأناقته البالغة وابتسامته الساحرة ، وتلك الأخرى التى تتأبط ذراعه هائمة ، نظرت إليه فى عتاب لكنه أشاح بوجهه عنها وكأنه لا يعرفها ، سقط الكأس من يدها وتحجر الدمع فى عينيها ، استدار إليها الجميع يحاولون التخفيف عنها وبقى هو جالساً على الأريكة يدخن سيجارة ويتحدث إلى رفيقته وكأن الأمر لا يعنيه . شعرت سميرة بشفقة بالغة على نجوى وعاد قول أشرف يطن فى أذنيها " ممدوح يبدل النساء كما يبدل أحذيته " . حمدت الله على تلك الصداقة التى تربطه بأشرف والتى منعته من الاستجابة لتوددها إليه ذات يوم ، أسرعت تلحق بنجوى التى اتجهت إلى إحدى الغرف الجانبية وانفجرت تبكى فى هستيريا . عادت إلى أخيها تستنجد به وتطلب منه التدخل والتحدث إلى هذا المستبد الذى فاقت قسوته الحد ، نجوى لا تستحق منه ذلك بعد كل ما فعلته من أجله . عاد إليهما أشرف بعد قليل بصحبة ممدوح الذى ما أن تنبهت نجوى إلى وجوده حتى ازداد نحيبها ولوعتها فى حين ابتسم هو قائلاً :

- إذا كان وجودى يضايقك إلى هذا الحد يمكننى الذهاب

ازدادت نجوى نحيباً بينما لكمته سميرة فى عتاب قائلة :

- كف عن سخافتك يا ممدوح

ثم أردفت وهى تدفعه نحو نجوى قائلة :

- هيا قدم فروض الولاء والطاعة

اقترب ممدوح من نجوى ورفع وجهها إليه ، أشاحت بوجهها بعيداً تحاول أن تخفى دموعها المنهمرة ، ضمها إليه وطبع على شفتيها قبلة طويلة حتى تنحنح أشرف قائلاً :

- كفى أيها الزعيم ، سميرة ما زالت فى الحجرة .

ابتسم الأخير وهو يلف خصر نجوى بذراعه قائلاً فى تهكم :

- يا إلهى ، لقد نسيت أن أختك بكراً

هتفت سميرة فى استنكار قائلة :

- يا لك من وقح يا ممدوح

ثم التفتت إلى نجوى وأردفت :

- أهذا من كنت تذرفين الدمع من أجله ؟

ضحك الجميع حتى نجوى التى التفت إليها ممدوح قائلاً :

- سأذهب نصف ساعة على الأكثر ثم أعود إليك كى نكمل السهرة معاً

تعلقت بذراعه قائلة :

- أين ستذهب ؟

ابتسم قائلاً :

وحدك حبيبتي  (كاملة )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant