7- الغريمة

Start from the beginning
                                    

وعندما علم ممدوح بالأمر سخر من يقينهما وقرر أن يدخل بنفسه فى هذه التجربة قائلاً :

ـ من الواضح دون أن أرى هذه الجميلة التى تحكيان عنها أنها تزوجت هذا الكهل من أجل ماله ، ومن باعت نفسها مرة ، فما أيسر أن تبيعها مرة أخرى .

فى أحد النواد الرياضية حيث يجلسون قرر أن يبدأ مغامرته فجذب رفاقه إلى أحد الموائد القريبة منها ، وهتف بصوت يصل إلى مسامعها :

- إنها أجمل كثيراً من الصورة التى رسمتها لها يا أشرف ، يبدو أنك كنت طالباً فاشلاً .

اكتفت يومها برفع عينيها عن المجلة التى تقرأها لتلق عليه نظرة عابرة ، بينما ابتسمت لأشرف ابتسامة ناعمة عادت بعدها إلى جريدتها وكأن شيئاً لم يكن . فهتف ممدوح فى طرب :

ـ عذرك أيها الأحمق أن هذا الجمال لا يبدعه إلا الله وحده .

وحين تمادى ممدوح فى مغازلتها ، تركت النادى وذهبت مما أثار استهزاء أشرف وعادل ، لكنه أجابهما فى يقين قائلاً :

- هذه المرأة لى .

كان ممدوح قد اعتاد بما له من وسامة وجاذبية أن يحصل على ما يريده دائماً ، النساء والفتيات اللواتى يتهافتن عليه ، رغم علمهن بكونهن لسن أكثر من نزوة عابرة ومغامرة مؤقتة فى حياته ، زدن من غروره وثقته بنفسه إلى حد بعيد . ويبدو أن نجوى قد علمت بذلك فلم تستسلم له بسهولة وكلما ازدادت دلالاً كلما ازداد هو رغبة فيها وإصراراً على النيل منها ، استمر الأمر طويلاً حتى شعر رفيقاه بالضجر وأخبرا ممدوح بأن لا لوم عليه إذا تركها وبحث عن أخرى خاصة وأن الشئ نفسه قد حدث معهما لكنه أقسم على النيل منها ، فهو لن يسمح لامرأة أن تهزمه مهما بلغ فرط جمالها ودلالها . وبالفعل لم يمض وقت طويل بعد هذا القسم حتى سقطت نجوى فى عشقه كالبلهاء وهامت به حد الجنون ، فلم تعد تطيق زوجها الكهل الذى لاحظ نفورها منه فأخذ يضيق الخناق حولها حتى قررت أن تطلب الطلاق ، وشجعها ممدوح على ذلك ووعدها بأنه لن يبخل عليها أبداً فهو ثرى جداً ويستطيع أن ينفق عليها بسخاء أضعاف ما ينفقه هذا الكهل ، فما المبرر لهذه الزيجة الكريهة

التى تحصى عليهما أنفاسهما ؟ ومنذ ذلك الحين وهى تلازمه كظله فى معظم الحفلات والمناسبات التى يظهر فيها ، وأطلق عليه رفاقه لقب الزعيم الذى لا يقهر ، وهو إمعاناً فى إظهار سطوته عليها وتمكنه منها كان يدلى لهما بأدق التفاصيل التى تحدث بينهما حتى فى الفراش . لكنه كان يرفض رفضاً باتاً أن يشاركه فيها أحد مثلما يحدث مع الأخريات .

لم يمض وقت طويل حتى ضاقت نجوى بعلاقات ممدوح النسائية المتعددة فثارت واعترضت تارة بالتهديد وتارة بالدلال حتى أيقنت أخيراً بأنه لن يكتف بها مهما بذلت من أجله ، لقد أخبرها منذ البداية أنه لن يتزوج أبداً ، لكنها أطاعته أملاً فى أن يأت اليوم الذى لا يستطيع فيه الاستغناء عنها فيتزوجها صاغراً . قررت أن تهجره حتى ينصلح حاله ، بل تمادت فى دلالها وطلبت منه أن يتزوجها وإلا فهى لن تعود إليه أبداً ، وشعرت بخيبة الأمل القوية حين تجاهلها وهو على يقين من أنها سوف تعود إليه فهو يعلم بمدى عشقها الشديد له ، وإن كان عنادها الآن يمنعها من العودة إليه ، فأن عشقها له سيرغمها على ذلك عاجلاً أم آجلاً .

وحدك حبيبتي  (كاملة )Where stories live. Discover now