وعندما علم ممدوح بالأمر سخر من يقينهما وقرر أن يدخل بنفسه فى هذه التجربة قائلاً :
ـ من الواضح دون أن أرى هذه الجميلة التى تحكيان عنها أنها تزوجت هذا الكهل من أجل ماله ، ومن باعت نفسها مرة ، فما أيسر أن تبيعها مرة أخرى .
فى أحد النواد الرياضية حيث يجلسون قرر أن يبدأ مغامرته فجذب رفاقه إلى أحد الموائد القريبة منها ، وهتف بصوت يصل إلى مسامعها :
- إنها أجمل كثيراً من الصورة التى رسمتها لها يا أشرف ، يبدو أنك كنت طالباً فاشلاً .
اكتفت يومها برفع عينيها عن المجلة التى تقرأها لتلق عليه نظرة عابرة ، بينما ابتسمت لأشرف ابتسامة ناعمة عادت بعدها إلى جريدتها وكأن شيئاً لم يكن . فهتف ممدوح فى طرب :
ـ عذرك أيها الأحمق أن هذا الجمال لا يبدعه إلا الله وحده .
وحين تمادى ممدوح فى مغازلتها ، تركت النادى وذهبت مما أثار استهزاء أشرف وعادل ، لكنه أجابهما فى يقين قائلاً :
- هذه المرأة لى .
كان ممدوح قد اعتاد بما له من وسامة وجاذبية أن يحصل على ما يريده دائماً ، النساء والفتيات اللواتى يتهافتن عليه ، رغم علمهن بكونهن لسن أكثر من نزوة عابرة ومغامرة مؤقتة فى حياته ، زدن من غروره وثقته بنفسه إلى حد بعيد . ويبدو أن نجوى قد علمت بذلك فلم تستسلم له بسهولة وكلما ازدادت دلالاً كلما ازداد هو رغبة فيها وإصراراً على النيل منها ، استمر الأمر طويلاً حتى شعر رفيقاه بالضجر وأخبرا ممدوح بأن لا لوم عليه إذا تركها وبحث عن أخرى خاصة وأن الشئ نفسه قد حدث معهما لكنه أقسم على النيل منها ، فهو لن يسمح لامرأة أن تهزمه مهما بلغ فرط جمالها ودلالها . وبالفعل لم يمض وقت طويل بعد هذا القسم حتى سقطت نجوى فى عشقه كالبلهاء وهامت به حد الجنون ، فلم تعد تطيق زوجها الكهل الذى لاحظ نفورها منه فأخذ يضيق الخناق حولها حتى قررت أن تطلب الطلاق ، وشجعها ممدوح على ذلك ووعدها بأنه لن يبخل عليها أبداً فهو ثرى جداً ويستطيع أن ينفق عليها بسخاء أضعاف ما ينفقه هذا الكهل ، فما المبرر لهذه الزيجة الكريهة
التى تحصى عليهما أنفاسهما ؟ ومنذ ذلك الحين وهى تلازمه كظله فى معظم الحفلات والمناسبات التى يظهر فيها ، وأطلق عليه رفاقه لقب الزعيم الذى لا يقهر ، وهو إمعاناً فى إظهار سطوته عليها وتمكنه منها كان يدلى لهما بأدق التفاصيل التى تحدث بينهما حتى فى الفراش . لكنه كان يرفض رفضاً باتاً أن يشاركه فيها أحد مثلما يحدث مع الأخريات .
لم يمض وقت طويل حتى ضاقت نجوى بعلاقات ممدوح النسائية المتعددة فثارت واعترضت تارة بالتهديد وتارة بالدلال حتى أيقنت أخيراً بأنه لن يكتف بها مهما بذلت من أجله ، لقد أخبرها منذ البداية أنه لن يتزوج أبداً ، لكنها أطاعته أملاً فى أن يأت اليوم الذى لا يستطيع فيه الاستغناء عنها فيتزوجها صاغراً . قررت أن تهجره حتى ينصلح حاله ، بل تمادت فى دلالها وطلبت منه أن يتزوجها وإلا فهى لن تعود إليه أبداً ، وشعرت بخيبة الأمل القوية حين تجاهلها وهو على يقين من أنها سوف تعود إليه فهو يعلم بمدى عشقها الشديد له ، وإن كان عنادها الآن يمنعها من العودة إليه ، فأن عشقها له سيرغمها على ذلك عاجلاً أم آجلاً .
YOU ARE READING
وحدك حبيبتي (كاملة )
Romanceعندما يتحول الجمال من نعمة إلى نقمة .. والسحر الناعم يتبدل لعنة .. عندما تحملني هفوتي إلى ذنبِ لا غفران له إلا الموتُ عشقًا .. فعذرًا .. لن أكتفي بأن أكون أقربهن إلى قلبك .. لا مفر من أن أصبح إلهتك وإن بات قتلي أولى طقوسك .. فاركع سيدي وقلها علان...
7- الغريمة
Start from the beginning