رحلة

11.9K 399 5
                                    


#Sarah

بدأت تمر الايام و كلانا متجاهل وجود الاخر كانت حقيقة كوننا في اتفاق واضحة جدا كنا نذهب الي بيت جدي و الى بيت عمي نتصرف كازواج جدد في مرحلة خجل و ذلك لتفادي التواصل.

بدأ الدوام اول يوم دراسي كان غريباً دخلت و استقبلتني الفتيات لمباركتي على زواجي مما جعلني اجلس معهن للتحدث لمحت وجود مهند الذي كان جالساً مع اصدقائه يضحك، من الجيد انه يضحك فلقد كان غريباً جدا في الاشهر الماضية.

بعد ان ابتعدت عن الفتيات اتى الي مهند
: اصبحتي قبيحة
: و انت اصبحت كالوحوش
: لهذا نليق ببعضنا
ضحكت: كيف حالك؟
: بخير، انتِ؟
: بخير

احسست اننا نريد التحدث لكن لم نستطع ربما هذه هي نهاية صداقتنا المقربة

في ليلة ذلك اليوم نزلت للمطبخ لتناول شي فلقد كنت جائعة ما ان دخلت المطبخ حتى وجدت مصطفى هناك
لقد كان موقفاً محرجاً فلم نعرف ان كان يجب ان نتكلم ام لا. ألتزمت الصمت و بدأت باخراج المكونات من الثلاجة بينما هو كان متوجهاً الى غرفته
قلت دون ان انظر أليه : هل انتَ جائع؟
لقد عرفت انه كان يبحث عن طعام
اجاب كأنه جائع حقاً فكان مضطراً: نوعاً ما
: اجلس سوف احظر شيء بسرعة.

اكملت و قدمت له طبقه و جلست على الكرسي الثاني
قال: شكرا
: لا عليك

بدأنا بالاكل لكنه حينئذ قال
: هل لديك خطط عطلة نهاية هذا الاسبوع؟
: لا لماذا؟
: ابي يريد ان نذهب كلنا برحلة لمدة يوم و ليلتين الى مكان سياحي
: آآه يبدو مسلياً بما ان حلا ستذهب حسناً
: سوف اخبره اذن و انتي اسألي جدك و جدتك
: اوك

صعدت الى غرفتي و انا متحمسة للرحلة فلم اخرج الى اي مكان في العطلة و انني سوف اكون مع حلا

ثاني يوم اتصلت بجدتي و اخبرتها لكنها و جدي تعذرا عن المجيء.

حان يوم الرحلة و كنا انا و حلا متحمسات كالاطفال ركبنا في الطائرة في الدرجة الاولى لكن للاسف انتهى بي الامر لاجلس بجانب مصطفى كنت قد خططت ان اجلس مع حلا، بعد التفكير اظن ان مصطفى ليس على علاقة جيدة بوالده لهذا لم يرد ان يجلس معه حتى لا يختلفا ففي نهاية الامر عمي قد ارغم مصطفى على هذه الزيجة.
لم اتكلم مع مصطفى ابداً فلم يكن هناك ما نتحدث به و انشغلت بالنظر من خلال النافذة لكن بعد ساعة من التحليق احسست بشيء ثقيل على كفتي كان مصطفى قد نام و سقط رأسه على كتفي خشيت ان ابعد رأسه فيستيقظ فجلست ساكنة و انتهى بي الامر نائمة و عندما استيقظت كانت الادوار معكوسة فلقد وجدت نفسي نائمة على كتفه وهو مستيقط يقرأ جريدة
تباً كم انا حمقاء ابعدت رأسي بسرعة و قلت بندم
: اسفة لم اكن اقصد
: لا بأس
و كل ما يدور في رأسي هي كلمة تباً

# Mustafa

استيقظت بعد مدة من النوم على رائحة زكية لكني فتحت عيني لأجد نفسي نائماً على كتف سارة و كانت هي نائمة ايضاً
اللعنة ما هذا!! هل كان علي ان انام ابعدت رأسي ببطء حتى لا تستيقظ و طلبت من المضيفة ان تجلب القهوة و جريدة.

بدأت بقرائة قسم الاقتصاد و شرب القهوة لكن اختلست نظرة لسارة كانت كطفلة كما تبدو دائماً. هل هي مثلي تفضل المهنة على الحياة حتى تقبل بهذا الوضع، ربما نبدو مختلفين لكننا متشابهين بشيء واحد و هو سوء الحظ بالحياة.

عدت الى جريدتي و قهوتي لكنني بعد فترة قصيرة اختلست نظرة اخرى أليها كانت تبدو غير مرتاحة فلقد كانت وضعية رأسها غير مريحة فمددت يدي و املت رأسها ببطء على كتفي و ما ان اقترب شعرها من وجهي عادت هذه الرائحة الزكية يبدو انها رائحة شعرها

#Sarah

وصلنا إلى الفندق و لقد كان يبدو فخماً و جميلاً دخلنا و عندها احد موظفي الفندق اخذنا لغرفنا حصل كل من عمي و حلا على غرف منفردة و عندما وصل فتح لنا باب غرفتنا كان جناحاً كبيرا بسرير مزدوج عملاق و اطلالة رائعة على البحر و قال الموظف
: هذه الغرفة للعروسين الجديدين مبارك لكما
ارتبكنا انا و مصطفى لكن مصطفى شكره و اعطاه بعض البقشيش و اغلق الباب و قال
: يبدو ان ابي يحاول ان يجعل هذه الرحلة كشهر عسل
: آآآه لهذا الموظف يتكلم هكذا
: يا ألهي لا يمل من هذه الامور
: لكنها بادرة لطيفة
: على كلاً ارتاحي الان لدي بعض الاعمال المستعجلة سوف اعود بعد فترة لنذهب كلنا للعشاء .
ما ان خرج مصطفى حتى اتصلت بحلا و قلت لها ان تأتي و اتت
: يا ربي سوف اضرب مصطفى عندما يعود انها رحلة للمتعة و ليست للعمل
ضحكت: انه مشغول بالمشروع الجديد و هذه فترة مهمة و عليه بذل الجهد
: يا ألهي لقد نسيت انتِ زوجته و عليكِ ان تدافعي عنه

ضحكت بقوة فهي لا تعلم ما هي حقيقة الامور

بعد ان عدنا من المطعم رجعنا متعبين فالسفر متعب دخلنا للغرفة و غيرت ملابسي لبست بيجاما طفولية و خرجت من الحمام وجدت مصطفى نائما على الاريكة فعرفت انه اعطاني السرير نمت بسرعة من شدة التعب لكني استيقظت في وقت متأخر في الليل سمعت صوت مصطفى يتحدث نظرت الى الاريكة فلم اجده عرفت ان الصوت مصدره الشرفة كان يتحدث برقة و صوت خافت و يضحك بكل لطف.
انا لست غبية كي لا اعرف ما يحصل ، انه على علاقة بفتاة و هو يتكلم معها كل يوم سمعته يقول لها
: مها انها ما زالت صغيرة، طفلة كما انها لا تكن لي المشاعر فلماذا القلق
مها؟ هذا اسمها اذا، كما انه يطمئنها مني، من زوجته .
ظننت انه يتألم بعد ان انفصل عن حبيبته السابق و انه لن يحب ابداً لكن ها هو وجد فتاة اخرى و متزوج بي.
كل الرجال خونة لهذا افضل ان اضمن عملي على حياة عاطفية لا نهاية مؤكدة لها

يتبع......

في وسط الفوضى وجدنا الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن