النفس الشعريه هي تلك النفس التي تتلألأ فيها تلك الخيالات الشعريه الجميله فاصحابها ينظرون للأمور بنظره الخيال والعاطفة لابنظره المال والماده وهم على النقيض من النفس الأخرى الطماعه الماديه فهي تحاول قدر المستطاع الابتعاد عن العاطفه والخيال وتنظر إلى قيمه الشي وليس إلى داخله وتغلغل في معناه.
إن من أجمل خلق الله هي تلك الطبيعه الخلابة ذات اللون الأخضر الذي قلما يقف الناس عنده في الوقت الحاضر. أصحاب النفوس الماديه تضيق صدورهم بكل مايخص الطبيعه من جبالها وسهولها وزرعها واوراقها أما الصنف الآخر فتراهم عندما تنزل بهم نازله من المصائب يلتذون بعزائهم الوحيد ألا وهي الطبيعه، فينظرون إليها نظره نظرة تختلف عن غيرهم فيتكلمون معها وكأنها صديق عزيز عليهم قد تذوق معهم مراره العيش و مراره المشاكل التي حدثت لهم.
في احد الايام صادف وان مررت بحديقة فمددت يدي لاقطف ورده لكنها كانت ذابله فبدأت أوراقها تتساقط أمامي فبقيت ساكنه جامده في مكاني أمام هذا المشهد المؤلم حينها جمعت بعضا من تلك الأوراق المتساقطة واخرجت مذكرتي وكتبت فيها : انت أيتها الورده عندما تفتحت لأول مره كنت محط أنظار وإعجاب الآخرين، أراد الجميع ان يقطفك ويجعلك ملكه أما الآن فما انت إلا محط أقدام الآخرين، لم يعد أحد يريدك أو حتى يريد النظر إليك، فكم من الناس خداعون ومحبون للمظاهر، كم منهم يصنفون ضمن النفس الماديه، أولم يفكروا في الجمال الحقيقي الداخلي؟ وضعت تلك الأوراق الذابله في مذكرتي لكي لايدهسها أحد واغلقتها وكذلك انتهت تجربه من تجربه حياتي التي لم اكتشف منها إلا القليل ومازلت اريد اكتشاف ماتخفيه تلك الأشياء القليله التي أصبحت اليوم غير مرئية...
