part 3

1 1 0
                                        

---

مرت أيام وليلى لا تزال تزور آدم كل مساء، تتأمل لوحاتٍ لا تُشبه أي شيء رأته من قبل. كل لوحة تحمل طيفًا من شخص، كأنها تلتقط لحظة بين الحلم والاختفاء. ومع كل زيارة، كانت تشعر بأنها تنزلق أكثر نحو عالمه... عالم لا يخضع لقوانين الواقع.

في إحدى الليالي، دخلت إلى المرسم فوجدته خاليًا. لا آدم، لا شموع، فقط لوحة جديدة في المنتصف. كانت اللوحة مغطاة بقماش أسود، وعلى الأرض وردة حمراء واحدة، وكأنها وُضعت هناك عن قصد.

اقتربت ليلى، رفعت القماش...
فشهقت.

كانت اللوحة تُظهرها وهي نائمة، على سرير من الضوء، يحيط بها ظلّ رجل لا يظهر وجهه. عيناها في اللوحة مغلقتان، لكن شفتيها تنطقان باسمًا لا يُقرأ.

في تلك اللحظة، سمعت صوتًا خلفها:
"أردت أن أرسمك كما أراك... لا كما ترين نفسك."

استدارت، فوجدت آدم واقفًا، يحمل بين يديه زجاجة عطر صغيرة. قال:
"هذا العطر... لا يُباع. يُستخلص من لحظة واحدة: عندما تختار المرأة أن تكون لغزًا."

سألته ليلى، وقد بدأ قلبها يخفق بشدة:
"هل أنا لغز بالنسبة لك؟ أم ضحية؟"

اقترب منها، وضع زجاجة العطر في يدها، وقال:
"أنتِ اختيار... والاختيار لا يكون ضحية."

ثم همس:
"إذا فتحتِ هذه الزجاجة... لن تعودي كما كنتِ."

ليلى نظرت إلى الزجاجة، ثم إلى اللوحة، ثم إلى آدم.
هل تفتحها؟ هل تغوص في هذا العالم الذي لا يُشبه أي شيء؟ أم تهرب قبل أن تُصبح جزءًا من قصة لا تُروى إلا على الجدران؟

ابتسمت، وفتحت الزجاجة.

---

ظل العطر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن