...
حديقة ساكنة ، والأشجار واقفة صامتة
كأنها حراس قدام الزمن ، أوراقها تهتز بخفة من
غير ريح ، وتلقي ظلالها الطويلة على الأرض الباردة..
أمشي ضايعة بين الممرات المبللة ، كل خطوة
أخطيها گلـبي يدق أسرع ، والظلال يتلوى
كأشباح غريبة تحاول تلتهم الضوء..
الهوى ثقيل ، ريحة الأرض الرطبة تخنق أنفاسي وأصوات خطوات تتردد بشكل غريب وكأنها
تتبعني من بعيد..
احاول اتذكر الطريق ، بس كل ما التفت ،
الأشجار تتحرك وكأنها فَي أحد يراقبها ، والليل يبتلعها أكثر فأكثر..
استوطني الخوف ورعب من كل جانب ، و
مُستمرة اسمع أصوات ترعب البدن ، اجفل كُل
ثانية بسبب أنين الذئاب ، وعيوني تدور بحيرة
وين أني ؟ شعندي هنآ!
بلعت ريگي بخوف وانا افرگ بايدية والرجفة
معتليه جسمي الليّ يرجف مثل السعفة..
فجأه أسمع صوت من خلفي ، ضحكات بنيه
بنبره متقطعه ، تصفگ وتهلاهل سوى ، تشنچت
كل ذرة بجسمي حتى أنفاسي گطعتها ، ماعندي
الجراءه التفت واشوفها منوو!!
تهلاهل وسط حديقة مسكونة ، ماحس غير
بيد باردة بدأت تتسلل حول رقبتي من ورا ، ضغطت
عليه أكثر ، تخنگني أكثر ، صوتي اختفه
اصرخ بلا حس ، أدفع بيها بس متتحرك..
صارت تشد رقبتي اقوه من أول كل ثانية تمر
يزيد شعور الخنگ ، سلمت روحي
الها ، كادت توصلني للموت وآخر نفس بالروحِ..
بآخر لحضه اللي بعدت ايدها ، فوراً طحت
بالگاع هزيلة مفقودة ، رفعت راسي أشوفها
منو هي ؟ لكن اختفت من الوجود تماماً،
تلمست عنقي طبع ايـدها البارد مطبوع برقبتي..
كمت اهرول بالحيل البقى عندي اشرد من
المستوقع دامس ، ماعرف وين اروح! ولآ
شنو مخبي اللي! بس اللي افكر بي حالياً
أنقذ روحـي المفقودة..
اركض اركض بكل حيلي بدون مالتفت وراي
ناسية الأصوات ، ورعب صوت رياح اللي تضرب
الشجر ، وماحس نفسي غير طايحة من السرير
فزيت بخوف فحطانه ، الهث بهلع كابوس مرعب
العرق يصب من جبيني ، ريكي ناشف
_ يـارب دخيلك كابوس يهدّ الحيل .
أباوع اليديه النفسي مابيه شي ، مسحت ركبتي
وجهي واتلمس بروحي وين الضرب گلـبي حيطلع
من مكانه..
اتنهدت براحة حمدت الله طلع حلم ، حلم
مريب يخوف طير النوم من عيني ، لميت
شعري وكمت اغسل وجهي لتفت شفته مشمور
بالگاع..
_ عزا ولك دقلمبص حَبيبي شواداك هناا !
سودة عليه تعال تعال وليدي..
نزلت اشيله من الكاع نايم على بطنه وليدي
صرت انگث بي ، تثاوبت بعده نعس بعيني
_ دقلمبص شو صاير وصخ ، شنو امي نست
تغسلك وي ملابس ابوي!
YOU ARE READING
لهاث رمايا
Romanceلا تبحث عَن ألبداية فالحِكاية بدأت قبل أن تُكتب. وما بينَ السُطور... صوت يلهث بأسمها. " لُهَاثُ رَمايا " ليست حكاية هروب ، بل صراع للبقاء.. بقلم : مۘــريآم
part 1𓆪 𓆩
Start from the beginning
