ترددت لحظة ثم سألت بارتجاف:
"هل… هل يمكن أن أرى أشخاصًا؟ أشخاصًا غيرك وغير بيدرو؟"

هز رأسه مبتسمًا ابتسامة غامضة:
"سترين أكثر مما تتوقعين، لكن ثمن المعرفة ليس بسيطًا يا لينا."

شعرت بنشوة غريبة وأنا أتصفح موقع إنستا، ووقعت عيناي على فيديو لفتاة بدا مألوفًا، فدخلت لأكلمها. كانت تلك الفتاة لطيفة جدًا، بدأت محادثتنا بتحية مرحة: "مرحبًا!"

ابتسمت وبدأت أكتب، أحكي لها قليلًا عن حياتي اليومية، لكن عندما شعرت أنني اقتربت من الحديث عن الغرفة، ظهر مارك فجأة وقال بصوت هادئ لكنه حازم: "لا أحد يجب أن يعرف"، ثم غادر الغرفة.

أغلقت الهاتف بسرعة، خرجت لأتأكد من نوم بيدرو، ثم عدت إلى الهاتف وكأن مارك لم يحذرني من قبل. كان اسم الفتاة روز، وكانت لطيفة حقًا، كلماتها مشجعة ودفء حضورها عبر الشاشة منحني شعورًا بالراحة لأول مرة منذ زمن.

جلست أراقب شاشة الهاتف وأشعر بدفء حديثها وكأنني أتنفس هواءً نقيًا بعد فترة طويلة من الاختناق. كانت روز تسأل عن حياتي بطريقة عفوية، وأنا كنت أبتعد عن التفاصيل الحقيقية قدر الإمكان، أخبرها فقط عن أشياء بسيطة: هواياتي، مقاطع الفيديو التي أحبها، والأغاني التي أستمع إليها.

مع كل رسالة، شعرت بقلبي يخفف من ثقل الخوف الذي يملأ روحي، وكأن وجود شخص آخر يفهمني ويستمع لي دون أحكام يمنحني طاقة جديدة. لكنني كنت أعرف في داخلي أن كل لحظة سعادة كهذه مؤقتة، وأن الحقيقة الواقعة خلف الباب المغلق لا يمكن تجاهلها.

رغم ذلك، واصلت الحديث معها، أحكي وأضحك، وأشعر أنني أحتفظ ببصيص أمل صغير وسط الظلام الذي يحيط بي.

أخذت نفسًا عميقًا، وبدأت أكتب لها بحذر، أحكي عن الغرفة بطريقة غير مباشرة، أصف الجدران الرمادية، الصمت المخيف، شعوري بالوحدة والرعب، دون أن أذكر بيدرو أو أي تفاصيل قد تكشف أمري.

قلت لها شيئًا مثل:
"الغرفة التي أعيش فيها صغيرة ومظلمة، لا يوجد فيها سوى القليل من الأثاث، وأحيانًا أشعر أن الوقت يتوقف فيها. أحيانًا أشعر أنني أسمع أصواتًا غريبة، وكأن المكان نفسه يراقبني..."

كانت روز تستمع بتعاطف، ترد برسائل تشجعني على التعبير، وتطمنني أن ما أمر به ليس خطأً مني، وأن الحديث عنه يخفف بعض العبء عن قلبي.

كل كلمة كنت أكتبها تجعلني أشعر بالقليل من الحرية، كأن الحديث مع شخص آخر يمنحني مساحة صغيرة من الأمان وسط عتمة حياتي.

كتبت لها بصوت متردد، كأنني أخفي جزءًا مني:

"لا أعرف في هذا العالم سوى سيدي، وصديقه مارك… وأنتِ."

كان قلبي يرفرف من هذه الصراحة، فقد كنت أفتح لها جزءًا من وحدتي الحقيقية، وأشعر بمزيج من الخوف والارتياح، كأن وجود شخص آخر يعرف عني شيئًا يمنحني بعض الأمان وسط كل الرعب الذي أحياه.

☠︎༒︎غرفة واحدة༒︎☠︎  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن