part 15

3 1 0
                                        

لم يكن هناك مجالٌ للعودة.
الطريق أمامهم فقط، ضيقٌ، متعرّج، يلتهمه الضباب، ويُخبّئ خلف كل شجرة احتمال كمين.

لكنهم استمروا…
وصوت المحرّك كان كنبضات قلبٍ تقاتل للبقاء.

فجأة، ظهر ضوء خافت أمامهم، كأنّه وميض نار صغيرة.
"آدم" أبطأ من سرعته، و"ريان" انحنى قليلًا للأمام، يُحاول التحقق.

آدم (بهمس):
"كوخ الصيادين… وصلنا."

أوقف السيارة بين الأشجار، وأطفأ الأنوار فورًا.
نزل "ريان" أولًا، ثم فتح الباب لـ"ماري"، وهمس:

ريان:
"خليكي قريبة مني… ولا تتحركي بدون إذني."

كانت "ماري" ترتجف، من البرد… ومن كل شيء آخر.
لكنها هزّت رأسها موافقة، وتمسكت بطرف سترته كما لو كان مرساتها الأخيرة في عالمٍ يتهاوى.

دخلوا الكوخ بصمت.
جدرانه الخشبية القديمة ما زالت صامدة، ورائحة الزمن تملأ المكان.

"ريان" تحرك بسرعة، فتح صندوقًا حديديًا خلف الموقد، وأخرج منه أدوات مراقبة وأسلحة صغيرة.

آدم (متفحصًا الخارج من النافذة):
"لدينا نصف ساعة على الأكثر… إن كان يتبع أثرنا فعلاً."

ريان (بجمود):
"نحن مستعدون… ولن تكون نهايتي هنا."

لكن "ماري" همست، بصوت بالكاد يُسمع:

ماري:
"لا أريد أن تكون هذه نهاية أحد…"

التفت إليها "ريان"، نظرته لوهلة خفّت، شيء من الرقة تسلل لعينيه القاتمتين.

ريان (بصوت ناعم):
"إذا أردتِ النجاة… عليّ أن أكون ذلك الوحش الذي يخشاه الجميع."

وقبل أن ترد، اهتزّ الكوخ فجأة…
وصوت طلقٍ ناريٍ اخترق الصمت.

"آدم" صرخ:
"لقد وجدونا!"دوّى صوت الطلقة في ظلمة الغابة، كأنّ الجبل نفسه قد انتفض.
ركض "ريان" نحو النافذة، عينيه تبحثان عن مصدر الطلق، فيما "آدم" سحب "ماري" نحو الزاوية، يحميها بجسده.

ريان (بحدة):
"من جهة الغرب… إنهم يتحركون على شكل قوس!"

آدم (وهو يشحن سلاحه):
"لؤي لا يلعب… لقد جاء بكل ثقله."

"ماري" كانت تتحرك كأنها في حلم، كل شيء يحدث بسرعة لا تُصدّق… أصوات أقدام، همسات أجهزة لاسلكية تتسرب من بين الأشجار، ولمعة فوهة بندقية من بعيد.

ريان (وهو يثبت عينيه على الخارج):
"لا نار حتى إشعاري… ننتظر لحظة الانقضاض."

لكن قبل أن تكتمل جملته، انطلقت قنبلة صوتية صغيرة من بين الأشجار، انفجرت قرب باب الكوخ فاهتزّت الأرض، وتناثر الغبار داخل الغرفة.

سحب "ريان" "ماري" إلى الأرض، جسده فوق جسدها يحميها:

ريان (بغضب):
"هل أنت بخير؟!"

"ماري... ظلّ المافيا" 🔥Where stories live. Discover now