"ماري... ظلّ المافيا" 🔥

part 12

انطفأت الأضواء تدريجيًا في أرجاء القصر، تاركة فقط ضوء القمر يتسلل من خلال النوافذ الكبيرة، يرسم ظلالًا هادئة على جدران الغرفة.

جلست "ماري" على طرف السرير، تنظر إلى نافذة الغرفة حيث تراقب النجوم بصمت.

دخل "ريان" بهدوء، تعب واضح في ملامحه، لكنه حاول أن يخفيه بابتسامة خافتة.

اقترب منها وجلس بجانبها، ومد يده نحو يدها التي كانت ترتعش قليلًا.

ريان (بنبرة ناعمة):
"كنت شجاعتك اليوم… لم أتوقع منك أن تصبري كل هذا الوقت."

رفعت "ماري" عينيها نحو وجهه، ورأت في عيونه ذلك الحزن المختلط بالألم.

ماري (بصوت مرتجف):
"أنا لا أملك خيارًا آخر… لأنني لم أختر هذا المكان، لكنك أنت من جعلتني أشعر أن لي وطنًا، حتى وإن كان قصرًا مسجونًا."

ابتسم "ريان" برقة، وضم يدها بين يديه.

ريان:
"كل شيء تغير، حين عرفتكِ. لم أعد ذلك الرجل الذي يحكم بالقوة فقط، بل أصبحت أقاتل من أجلك."

سكت للحظة، ثم أضاف بصدق:
"لكني أخشى أن أكون سببًا في خسارتك، أو أن أضعك في خطر أكبر مما تتصورين."

نظرت "ماري" إلى عينيه بثبات، وقالت:
"لا شيء في هذا العالم يمكن أن يجعلني أتراجع عن الوقوف بجانبك… حتى لو كان الخطر نفسه."

ارتفع صدر "ريان"، تنهد وأمسك وجهها بلطف.

ريان:
"سأحميكِ مهما كلف الأمر. وعد مني."

وفي تلك اللحظة، كان الصمت يجمعهما، والقلوب تتحدث دون كلمات، وسط هدوء القصر الذي لم يكن يومًا أكثر دفئًا وأمانًا من هذه اللحظة.في صباح اليوم التالي، بعد ليلة لم يذق فيها أحد طعم النوم، كانت الشمس خجولة خلف الغيوم، ترسل ضوءًا باهتًا على أرجاء القصر.

كانت "ماري" تقف عند النافذة في غرفتها، شعرها منسدل على كتفيها، وعيناها شاردة نحو الحديقة، حيث لا يزال أثر الخراب باقٍ من الليلة الماضية.

لم تسمع خطواته، لكنه كان هناك… "ريان"، يقف خلفها بصمت، يراقبها كما لو كانت الجزء الأخير المتبقي من العالم الذي يريد حمايته.

قال بصوت خفيض:
"تفكرين بالرحيل؟"

التفتت إليه ببطء، وابتسامة حزينة على شفتيها:
"لأكون صادقة… فكرت، لكنني لا أعرف إلى أين أرحل، ولا من أنا حتى بعد الآن."

تقدّم خطوة نحوها، ونظر إلى عينيها بعمق:
"أنتِ... ماري. الفتاة التي دخلت عالمي دون استئذان، وغيّرت كل قوانيني."

نظرت إليه طويلًا، وكأنها تبحث عن صدق كلماته في ملامحه، ثم قالت:
"ريان… أنت لا تعرف كم أخاف. ليس فقط مما حولنا، بل منك أنت أيضًا."