كان ضوء الصباح قد بدأ يتسلّل بخجل من خلف ستائر شقة هيونجين، ينثر خيوطًا ذهبية على الأرضية الخشبية اللامعة. في المطبخ، كان هيونجين يرتدي قميصًا رماديًا فضفاضًا وشعره منكوش قليلاً، منشغلًا بإعداد الفطور - بيض مقلي، شرائح خبز محمصة، وبعض الخضروات المقطعة بعناية مدهشة لمن يُعرف بأنه "فوضوي".
ألقى نظرة نحو الساعة ثم نظر إلى الأريكة حيث نام فيلكس الليلة الماضية. كانت الساعة تقارب التاسعة، وقد تأخر عن موعد افتتاح المقهى الذي صار يشبه طفلهما المشترك.
وضع الملعقة جانبًا، مسح يديه في المئزر، ثم توجه نحو الصالة.
اقترب بخفة من فيلكس، الذي كان نائمًا بطريقة لا تصدق، يداه مرفوعتان للأعلى، رأسه مائل، فمه مفتوح على آخره وكأنه يحاول التهام الهواء، وشخيره الخفيف يتناغم مع تنفسه.
كتم هيونجين ضحكته وهو يهمس لنفسه:
"يالهي، هذا الفتى حتى وهو نائم مزعج ومضحك."
خطرت له فكرة طفولية، فأمسك بكومة صغيرة من المناديل الورقية وبدأ بوضعها في فم فيلكس المفتوح واحدة تلو الأخرى، بحذرٍ وكأنه يخوض عملية سرية.
فجأة، تحرّك فيلكس وفتح عينًا واحدة، ثم الأخرى ببطء. ارتفع حاجباه بتعب وهو يشعر بشيء غريب داخل فمه، ثم جلس بتكاسل وهو يسحب المنديل بفمه المتجهم:
"هل جُننت؟" قالها بصوت ناعس، متثاقل، لا يزال تحت تأثير النوم.
انفجر هيونجين بالضحك، ممسكًا بطنه، بينما جلس فيلكس يفرك عينيه وعبوس خفيف على وجهه:
"لقد بدوتَ مضحكًا جدًا، لم أتمالك نفسي!" قالها هيونجين وهو يشير إلى فمه متظاهرًا بتمثيل طريقة نومه.
ردّ فيلكس بصوت مبحوح:
"أنت مزعج، مزعج منذ ولادتك."
ضحك هيونجين أكثر، ثم أشار إلى المطبخ:
"هيا، أيها الزومبي، الفطور جاهز. أعددت طعامًا يعيدك من الموت."
تأفف فيلكس وهو ينهض بتكاسل، شعره منتفش وعيناه نصف مغمضتين، ثم قال بنبرة ساخرة:
"إذا وضعتَ سكاكر على البيض، أقسم أنني سأغادر شقتك إلى الأبد."
هزّ هيونجين رأسه وهو يضحك، وتوجها معًا إلى المطبخ، وكأن هذا المشهد البسيط - وسط المنديل والضحك والشجار الصباحي - كان يعكس ألف كلمة عن راحة غريبة بدأت تتغلغل بينهما.
جلسا إلى طاولة الإفطار الصغيرة في مطبخ هيونجين، حيث تفوح روائح الطعام الدافئ من الأطباق البسيطة: أرز أبيض مطهو جيدًا، شرائح لحم بقري مشوي، فاصوليا مطهوة بالكاري، كيمتشي، وبعض الخضروات الملونة.
كان فيلكس يعبث بملعقته، يضع بعض الأرز في فمه ببطء، ثم نظر إلى هيونجين بنظرة متأملة، كأنه يدرس ملامحه للحظة قبل أن يقول بنبرة مرحة:
KAMU SEDANG MEMBACA
when two words collide
Romansaفي أحد أحياء المدينة البسيطة... يعيش "فيلكس"، شاب في الثانية والعشرين من عمره، حاصرته الحياة مبكرًا بعد وفاة والده، فاضطر لترك دراسته والعمل في وظائف متعددة ليعيل والدته وأخته الصغيرة. بين تدريب الأطفال على التايكوندو، وتوصيل الطلبات، والعمل في مقهى...
