part 1

766 33 13
                                        


كانت طاولة الجلوس مزدانة بالأطباق الصغيرة، وقطع الفاكهة المرتبة بعناية توحي بأن هذا البيت لا يعرف العشوائية.

جلس هيونجين متكئًا على الأريكة، يحمل فنجان قهوته بيد واحدة، وعيناه تائهتان في الفراغ. بجانبه جلس والداه، كأنهما يستعدان لمحاكمة عائلية مرتقبة.

الأم، بصوت مفعم بالتوتر والقلق:
"ابني... ستدخل الثلاثين قريبًا."

أمال هيونجين رأسه ببطء، ثم زفر تنهيدة طويلة، مسح وجهه براحة يده وكأنه استقبل خبرًا عصيبًا.

هيونجين، بنبرة متعبة:
"أمي، لا زلت في السابعة والعشرين."

رفعت والدته حاجبيها في اندهاش مصطنع، ثم أشاحت بيديها في الهواء كمن يعلن يأسه من هذا الجيل.

الأم، بصوت درامي مرتفع:
"وما الفرق؟! ثلاث سنوات فقط وتدخل منتصف الثلاثينات! أتنتظر أن يخرج لك الشيب كي تبدأ بالتفكير في الزواج؟!"

الأب، دون أن يرفع نظره عن الصحيفة:
"اهدئي، يا عزيزتي. لا داعي للتهويل."

الأم، تستدير إليه بنفاد صبر:
"كيف لا أهوّل؟! ابنك لا يُبدي أدنى اهتمام بالزواج، ولا بالاستقرار، ولا حتى بتكوين عائلة! كل ما يفعله هو التسكع، العمل، والنوم في شقته الباردة!"

هيونجين، وهو يُحرّك ملعقته في فنجانه :
"ليست باردة، اشتريت مدفأة جديدة."

الأم، تمسك رأسها بكفها، وتغمض عينيها بتنهيدة طويلة:
"يا إلهي... مدفأة! هل هذا ما يُفرحك؟ لا زوجة، لا أولاد، لا حياة حقيقية... فقط مدفأة!"

الأب، يخفي ابتسامة خلف الصحيفة:
"على الأقل لن يُصاب بالبرد."

هيونجين، مبتسمًا بسخرية:
"والمدفأة تصدر صوتًا لطيفًا. يجعل المكان دافئًا ومريحًا أكثر من بعض الزيجات."

نظرت إليه والدته نظرة طويلة، بين الغضب والشفقة، ثم التقطت قطعة تفاح من الطبق أمامها وبدأت تأكلها ببطء، وكأنها تواسي نفسها.

الأم، بصوت حزين يختلط بشيء من التمثيل:
"يبدو أنني سأرحل عن هذه الدنيا من غير أن أرى أحفادي يركضون في هذا القصر..."

هيونجين، واضعًا عنبه في فمه بهدوء:
"يمكننا أن نُربي كلبًا... أو سلحفاة. أقل ضجيجًا."

----------

في مكانٍ بعيدٍ عن ضجيج القصور والمجادلات العائلية، كانت قاعة التايكوندو تعجّ بأصوات الأطفال، صرخاتهم الصغيرة، ووقع أقدامهم الخفيفة على الأرضية المبطّنة.

الجدران كانت تكسوها ملصقات ملونة لأوضاع القتال الصحيحة، وأوسمة وشهادات،

أما فيلكس فكان واقفًا في المنتصف، مرتديًا بزته الرياضية البيضاء، حزامه الأسود يلتف حول خصره بإتقان، وعيناه تتنقلان بين وجوه الأطفال بتركيز وابتسامة لا تفارقه.

when two words collide Where stories live. Discover now