نظرتُ إليه بشكّ. "وأنت؟ كنتَ تعمل معهم. كنت جزءًا من هذا."

هزّ رأسه ببطء. "كنتُ أداة. قاتل مأجور لا يعلم من هي ضحيته. لكن عندما رأيتكِ، عندما بدأت أفهم… لم أعد قادرًا على تنفيذ الأوامر."

ابتلعتُ دموعي. لا وقت للبكاء.

"إذًا ماذا سنفعل؟"

ابتسم ابتسامة صغيرة، لكنها كانت قاتمة.

"سننهي اللعبة. سنجد من يقود هذه المنظمة… وسنُسقطه."

نظرتُ إليه بدهشة: "كيف؟ نحن فقط اثنان."

"اثنان… يكفيان لتغيير كل شيء، إن كانا مستعدّين للموت في سبيل الحقيقة."

شعرتُ بشيء يتوقد داخلي. للمرة الأولى، لم أعد أشعر أنني مطاردة.
بل محاربة.

أومأتُ. "إذًا… لنبدأ. لنعد لهم الزيارة."

نهض جونكوك، وعيناه تتألقان بذلك الحزم القديم. مدّ يده لي، فوضعتُ يدي في يده.

وهكذا، وسط الغابة الباردة، وفي ظلال الخطر، بدأنا مرحلة جديدة من الرحلة—رحلة نحو المواجهة.

لا هروب بعد الآن.


... لكن حتى عندما يبدأ الأمل في الظهور، فإن للقدر دومًا طريقته في اختباره.

كنا نجهز أنفسنا للرحيل—نحو المجهول، نحو مواجهة منظمة لا ترحم، حين شعرتُ فجأة بضعف في قدميّ. جسدي لم يعد قادرًا على التحمل، والجرح في كتفي بدأ ينزف مجددًا.

"كلارا!" صرخ جونكوك، وأمسكني قبل أن أسقط. وضعني على الأرض برفق، ثم نظر إلى الجرح بقلق.

"الضمادات لم تعد تكفي، النزيف عاد…"

همستُ بصوت متعب: "أنا آسفة… أنا أُبطئك فقط."

نظر إليّ نظرة غاضبة، مؤلمة، لكنه لم يقل شيئًا للحظة… ثم رفع وجهي بيده، وجعلني أنظر إليه.

"لا تقولي ذلك مجددًا. أنتِ لستِ عبئًا، هل تفهمين؟ لو كان الأمر بيدي… لحملتُ عنكِ كل ألمكِ."

كانت عيناه لامعتين، وصوته مشوبًا بالغصّة. لم أره هكذا من قبل. كان دوماً قوياً، صلباً، لكن الآن، بدا وكأنه ينكسر لأجلي.

مدّ جبينه ولمسه بجبهتي، بصمت… فقط يضمّني، وكأنّه يحاول أن يحميني من كل شيء حتى من هذا العالم القاسي.

"لماذا أنا؟" همستُ، بالكاد أستطيع الحديث.

"لأنكِ الضوء الوحيد الذي رأيته في هذا الظلام، كلارا." قالها وهو يغلق عينيه، يضمّني أكثر وكأنه يخشى أن أفلت من بين يديه.

"كنتُ وحيدًا طوال حياتي. مأجور، تابع للأوامر، لا أحد يهتم بي… إلى أن قابلتكِ. أنتِ جعلتِ قلبي ينبض من جديد."

دمعة ساخنة سقطت من عيني دون إرادة. "أنا خائفة، جونكوك… خائفة أن أخسرك، أو أن لا أعيش كفاية لأعرف من أكون."

هزّ رأسه، وبصوته المتحشرج قال: "لن تخسريني. أقسم لكِ… حتى لو تطلب الأمر أن أواجه العالم بأكمله. فقط تمسّكي بي، لا تتركيني وحدي."

وضعتُ يدي على وجهه، أشعر بخشونة لحيته الصغيرة، وحرارة وجنته. همستُ:
"حتى النهاية، أنا معك."

اقترب أكثر، وببطء شديد، وكأن اللحظة مقدسة، قبّل جبيني قبلة طويلة، ثم همس بين أنفاسي:

"أحبكِ، كلارا."

توقفت الدنيا للحظة.

لم تكن كلمات مرتبة، لم تكن في توقيت مثالي. لكن القلب يعرف متى يكون الصدق حاضرًا… وقد كان.

نظرتُ إليه، عيني تدمع، وقلبي، رغم الوجع، ينبض له وحده.

"وأنا أيضًا… أحبك، حتى لو كنا نهايتين مختلفتين لحكاية واحدة."

ضمّني بقوة، بينما كانت الشمس تغيب خلف الأشجار، والبرد يزداد، والدرب أمامنا لا يزال مظلمًا…

لكننا كنا معًا.
حتى وإن كان الألم ينتظرنا، حتى وإن كانت النهاية مؤلمة—

كنا سنواجهها… قلبًا بقلب.

لأن الحب، حين يولد وسط الرماد، يكون أكثر صدقًا من ألف بداية..
.
.
.

بينزل بارتي يكملوا قريب

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 23 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

♕MAFIAS♕ ♕BABY GIRL♕Where stories live. Discover now