"chapter 1"

9.1K 341 22
                                    

تبدأ أغلبية الرواياتِ بفتاةٍ غنية ، تعيشُ بقصرٍ شاهِق ، الخَدم حَولِها ، تتزوجُ بأميراً وسيماً و تنتهي علي خاتمةٍ تَرسَم الإبتسامة علي وُجوهِ الأشخاصِ.

لكن حياتي انا ليسَت رَواية ، هي واقِع.

و لِذلك عليكَ التذَكُر بأنهُ هناك فرقاً طائلاً بين الواقِع و الخيالِ الذي يتصورهُ المرء ، يَكتِبُ الناسِ عن أحلاماً يُريدون العَيشِ بها و يَنسونَ حقيقةِ ان الواقع ابعد ما يَكون من أحلامَهم.

كُنت انظر لسقف الغُرفة الذي تُزينه الفجوات والشقوق ، لقد بِت أنظُر لهُ يومياً ، كَمُرافِق لي لا يَنفصِل عني ، قد شَهد علي الأوقاتِ الأليمةِ اللتي حدثت تحت ذلكَ السقف.

اتخيل كيف سأقضي حياتي ، هل عليَّ ذكر ماضيَ المؤلم ام حاضري الاكثر ألم، ام مُستقبلي الذي لم يَعُد له ملامح، كأنه غير واضح ،سرابٍ بعيداً ، يُخيل لي حياتاً سعيدة ، لكن كُلما إقتربت ، يُسارع بالإختِفاء و التلاشي.

قاطع تفكيري الدموع التي هربت من جفناي، و تدحرجت بِبطئ علي وجنتاي ، بائس هوَ حالي ، من المُحزن شُعور المرءِ بالشفقة ، لكن مِن المؤلم شُعورهُ بالشفقة علي حالِه هو.

كُنت انظر ليدي التي تملأها الحروقَ التي لم تلتأِم بعد، بشعة، لا أعلم كَيف وصل بي الحالِ هكذا ، لكَني أكرهُ رؤية بشاعةِ أعمالِه علي يدي ، يُشعرني بالضَعف، الخَيبة ، الكُره.

لم يَصمُت بعدما شَوه يدياي ، لكنهُ حرص علي تَرك الكدمات التي تُغطي ظهري ، أغمضتُ عيناي بسبب تَذكري الأمر ، فقط إسترجاع الحَدث كافٍ بأيلام جروحي أكثَر.

ذَهب كُل شيئاً ملئ بالحياة بي ، و أِستُبدِل بآخر ميت ،حتي وجهي، .. الشاحب، كأن الروح قد سُحبت منه،
اثار الضَرب كانت تملأ قدمي و اثار السكين الذي اعتاد ان يكون سراً لم تذهب بعد، كُنت اجرح نفسي ، مُرددة كَلماتُه اللتي تَطوفُ بعقلي 'انتِ بشعة'

استطيع ان اتذكر كيف كانت ذكرياتُ الماضي،
حين اعتدتُ الألتحاق بمدرسة الفتيان والتعرض للضرب لأني كنت ضعيفة ، 'فتي' ضعيف.

لقد حُرمت من شعري حيث كان يُحلق كالرجال،

قد سأمت عدم مقدرتي علي إرتداءِ ملابسٍ أنيقة للفتياتِ و اتصرف مِثلهن، قد لُعنت من صِغري،
فقد جلبتُ العار لأبي ، مثلما يقول دائماً.

السيد جيمس، ابي، او كما احب ان اسميه،
القاتل، فقد قتل امي حين علم بأمر كذبتها،
لكنها كانت تحميني فقط، كانت لا تريدني ان أتعرض للقتل من قِبله لكوني فتاه لا فائدة لي،
اتذكر اليوم كالبارحة، يُعاد بكثرة أمام عيناي كالكابوس ، لكِن عقلي لم يُرد أن أحظي بوقتٍ لأبتسم بِه ليُذكرني بما مضي..

-عودة للماضي.

"ايتها الخائِنة ، بالطبع كنتي قد طَمعتي بثروتي و لم تريديني ان اقتلك ف كذبتي علي بشأن تلك الفتاة اللعينة! "

صرخ ابي حين كنت مُتهالكة بالبكاء، كنت اجلس بعيداً انظر له يصفعها علي وجهها بقوة مما ادي ذَلك  لفقدان توازنها و وقوعها علي الارض عدة مرات،

"قلت لك اني كنت ادافع عن ابنتي، لا أأبْيَ شئ منك، لا اريد مالك اللعين، فقط ان اري ابنتي حية أمامي تعيش مُسقبلها، لقد تزوجتني فقط طمعاً بأبن ليورثك ليس اكثر، كنت ستقتلني انا و الطفل ان كان فتاه ، حسناً كنت أريد ان اعيش مُدة لكي اربيها و كنت سأموت بأي حال، انت فقط تهمك أموالك و كأنها كل عائلتك، قلبك كالجحيم مملوء بالكره و عدم الانسانية"

صرخت امي عندما رأيتها تحاول النهوض
لكن سرعان ما رأيت ابي يحمل مُسدساً ليقتلها، كنت اركض نحوه احاول منعه ،كُنت صَغيرة ، لقد أعتقدتُ انه بذلك سيتوقف، لكنه قد سبقني و قتلها بوحشية.

و ما أسوأ رؤية الشَخصِ الوحيدُ الذي يَهتم بي يَرحل امامَ عيناي ، لقد كُنت بائسةٍ تماماً لأُشاهدها ترحل هكذا ، أُمي ، آخر شيئاً جميلاً بحياتي ، رحلت بأبشع الطُرق ، علي يدُ رجلاً ، و الذي يُدعي ابي.

حينها فقط استطعت ادراك مدي سوئهم، فقد كنت اكرههم، و كنت اخشي التحدث معهم، بعدما تَظاهرتُ بأني واحدةٍ منهم لفترةٍ طويلةٍ من عُمري ،ها أنا أتجنب الحَديث مع احدهم.

بعد الحادِثة الأليمةِ اللتي وقعت بالقَصر ،اصبَحتُ الان اعمل كخادمة في قصر المدعو "ابي".

اعمل بلا اجر، مُهددة بالقتل ان حاولت الهروب،
اعيش في غرفة صغيرة بداخلهُ ، بعد أن ظَننتُ ان حياتي لن تَسوء أكثر ، حَطّت علي كَسِربٌ ثائر علي فريسةٍ شهية.

حاولت عدة مرات التشبث بالنافذة والهروب لكن التسلق للأعلي قد يكون شيئاً خطيراً فقد كانت النافذة عالية و لم استطع الوصول أليها.

لكن بعد بعضاً مِن البَحثِ،  لاحظت السُلم الذي يوجد بغرفة السيدة مارجريت، رئيسة الخدم،
فقد حاولت الدخول الي غرفتها عدة مرات لكني كنت انشغل بشئ و أنسي الدخول، لكن الليلة ،  فقد قررت التسلل للغرفة و احضار السُلم.
-
'حسناً، هذه هي الغرفة المطلوبة ' تمتمت بهدوء لنفسي ،وقفتُ برُدهةٍ مُظلمة ، أمامِ بابِ خشبي بُني اللون.

دخلتُ الغرفة بعد محَاولاتٍ لفتحها تنتهي بالفشل لكن سرعان ما لاحظت المفاتيح المعلقة بجانب الباب

"حمقاء" همست ضاحكة بخُفوتٍ وانا اأخذ المفاتيح المعلقة بجانب الباب وادخل الغرفة، ببطئ.

"حسناً، اين هذا السُلم اللعين!'" قلتها ثم زفرت بملل بعد تضييع نصف ساعة احاوِل البحّث عن السُلم لكن بلا جدوي.

"اتبحثين عن هذا" قال صوتٍ اُنثوي من خَلفي لكني لم أكن اسّتطيع الرؤية في الظلام،  لكني استطعتُ تحديدَ  صاحبة الصوت العَميقُ، يا ألهي.

-------------
اول بارت
ايه رأيكوا؟
ايه توقعاتكوا للبارت الجديد؟

i used to be yours.| قيد التعديلWhere stories live. Discover now