١١~

254 12 0
                                        

١١~
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
التوتر خيّم على الغرفة، ونبض تجمدت في مكانها، لكن شجاع كان أسرع منها، ناظرها بنظرة جادة، وبدون كلام، مدّ يده وسحبها لزاوية بعيدة في الغرفة، يهمس بأمر:اسكتي ولا تتحركين

ونبض كانت بين الغضب والخوف، لكنها سكتت، تراقبه بنظرات حذرة وتوجه شجاع للباب وحاول يسيطر على نبرة صوته، يرد ببرود:أنا بخير، غيمان، ما في شيء هنا روح أنت

لكن غيمان ما اقتنع بسرعة، وسأل بنبرة مليانة شك: أكيد؟ سمعتك تتكلم. في أحد معك؟

شجاع رفع صوته شوي وكأنه يحاول ينهي الموضوع: قلت لك روح! أنا تعبان وما فيني شي

وقف غيمان لحظة، ثم تنهد من خلف الباب وقال بهدوء: طيب، إذا تحتاج شيء ناديني.
وبعدها سمعوا صوت خطواته وهو يبتعد.

أخذ شجاع نفس عميق بعد ما تأكد إن غيمان راح، ثم التفت بنظرة مشدودة لنبض، اللي كانت واقفة في الزاوية، نظراتها تشتعل غضب وتحدي. بدون ما يقول كلمة، تأملها للحظة وكأن عنده كلام لكنه فضل يسكت، بينما نبض ظلت تناظره بنظرة تعبر عن مشاعرها المختلطة بين التوتر والغضب

شاف شجاع لنبض نظرة حادة، لكن بوضوح عرف إنه ما عنده خيار ثاني إلا إنه يساعدها تطلع قبل ما أحد يشوفها قال بلهجة منخفضة، لكن مليانة حده:يالله إذا ماتبين تخسرين حياتش أنا بطلعش، بس من دون ما تسوين حركة غبية

نبض رفعت ذقنها بعناد، وهمست بتحدي: ما حد قال لك تطلعني، أنا أعرف طريقي

تقدم شجاع نحوها ببطء، نظراته ما زالت ثابتة عليها وقال:طريقش مليان حرس، وأنا ما باتحمل فضيحة بسبب عنادش

قادتهم اللحظة لصمت مشحون بالتوتر، ونبض حسمت رأيها، ورجعت وأخذت العلبة الصغيرة اللي فيها العسل بقوة، تقول بتحدي:جبت لك العسل وكنت ناوية أساعدك، لكن باخذها معي، مابنطيك شي بعد تصرفك

رفع حاجبه بشك، لكنه تنهد بإستسلام وقال بنبرة خافتة لكنه عاجز عن إخفاء حدتها: براحتش، بس خلصيني

أنهى كلامه وقادها بسرعة بين الممرات، متأكد من خلوها من أي عيون ممكن تلمحهم، ووصلوا لنفس الجدار اللي اتسلقته أول مرة،  التفت شجاع لها وقال بجدية: أطلعي بهدوء، ولا تخلين حركتش تفضحنا

نبض، بنظرات كلها كبرياء، بدأت تتسلق الجدار بمساعدة شجاع اللي شابك كفيه ببعضها بقوه يرفعها ويساعدها إنها توصل، وقبل ماتقفز للجهه الثانيه،شافته لآخر مرة، بنظرات التحدي والخوف والتوتر تتلاعب بعيونها وابتسمت بسخرية خفيفة وقالت:ما أتوقع نلتقي مرة ثانية

شجاع اكتفى بنظرة ثابتة عليها، وبعدها التفت بعيدًا، كأن شيئًا ما في عيونه يخفيه عنها، ثم همس قبل ما يختفي:هذا اللي أتمناه
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثاني

ويا نبض شجاع جاء في غيهب الغسق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن