روح وقفت مكانها، عيونها على الفرس، ثم قالت
بتردد: بس لو صار شيء؟
سكت لثواني وعيونه عليها، يحس نفسه مو داري كيف يطمنها أو لأنه مو متعود يكون صبور وهادء مع أحد، لكنه بالنهاية بلع ريقه قبل لا يردف:أنا معش، مابيصير لش شي
حست بسرب من الفراشات يداهم صدرها،وهي تسمع هذي النبره منه و ترددت للحظه، لكن وجوده معها كان كافي ، فتقدمت بخطوات حذرة وقربت من آمان تتمسك فيها برقه وهدوء، وحاولت تاليها تركب بتوازن، ومقداد يراقب الفرس ويراقب روح بنفس الوقت يستعد لأي حركه عدوانيه مُمكن تضرها، وشافته روح تهمس بتردد وكأنها تجر نفسها لتطلب
منه: سـ ساعدني؟!
وقف مقداد في مكانه، يتملّكه الصمت والتراجع، ما عرف كيف ممكن يساعدها، كيف يمد يده وهو يدري أنها ما تحل له؟

لكن بعد لحظة تردد طويلة، تنهد بهدوء وقال: طيب، بمسكش بس خلي يدش على ذراعي من فوق الثوب!!؟
شعت  بعيونها بتوتر وهي تشوفه يمد ذراعه، وترددت للحظة قبل ما تمد يدها بخفة تلمس كمّه وتشد عليه بقبضتها الناعمه وماغاب عنها كيف إن مقداد يحاول يحافظ على هدوءه، ويبعد عن أفكاره أي شيء غير إنه يساعدها ببطء،ويسندها عشان تركب الفرس وعيونه ما تفارق الأرض، وكأن كل اللي يهمه هو إنه يبعد عنها بأسرع وقت
ركبت فوق الخيل وشعت له بخجل تقول بصوت
هادء: شكرًا...
هز رأسه بهدوء، قبل ما يلتفت ومشي بإتزان بإتجاه خيله يصعد على ظهره بخفة، بينما هي كانت تتقدم بفرسها بحذر. وبدأت تمشي بخطوات بطيئة قريب من مقداد، تحاول تتجاوز إحساسها بالإحراج، وعيونها تركز على الطريق قدامها.

مقداد كان يراقب خطواتها من فوق حصانه، عيونه تتابع حركتها كأنه يتأكد إنها بخير، وكأن كل خطوة تاخذها تهدّي شوي من توتره.،وكان يحس بداخلها شجاعة خفيّة... ومع كل ثانية يقضيها
إبتسمت له لما التفتت بسعاده تنطق:شع كيف إنها هاديه؟
هز مقداد رأسه برضا، وقال:خليها تتحرك على مهل، وأنا معش
هزت راسها بطاعه وواصلت إلي تسويه وهو مشي وراها بخطوات متسوايه عشان يكون قريب منها، ومع إن آمان كانت هاديه وتمشي بتوازن إلا إنه ماكان مطمن، ومستعد لأي غدر منها.....
نطقت بصوت مرتعش تبلغه:أحس إني بطيح؟!
فوراً مقداد أقترب منها عشان يبث لها الآمان وبعنايه أردف كلامه:مابتطيحين بس ركزي معي احرصي على توازن جسمش

شجعها، وبدأت روح تستعيد ثقتها تدريجياً واتسعت إبتسامتها وهي تمسح على ظهر الفرس بهدوء تكلمها:إنتِ آماني شكراً لأنش ماخوفتيني

نظراته لها كانت عميقه وبسكون من غير مايشاركها أي كلمه، حس بفرحها وثقتها اللي تتزايد!!، وروح استمرت تتكلم مع آمان وكأنها تعرفها من زمان، وطلع صوت مُريح من الفرس، ورغم الحذر اللي كانو عليه حس مقداد بشي من الارتياح وهو يشوف روح تستمتع
وقال يبا يتأكد من شعوره أكثر:حبيتيها؟!

روح أومأت برأسها بحماس:إيه حاسه إني افهمها
ابتسمت بعد كلامها له، وكان لهذا أثر كبير على قلبه،
لحظة ابتسامتها كانت كافية لتحرك مشاعر ما كان يعرف لها تفسير، نظراته ما فارقتها وكأنها صارت جزء من هدوءه الداخلي، شال عينيه عنها ونظر للأفق وقال بهدوء: سبحان الله... الخيل تعرف اللي يحس فيها، تقدر تفهمش لو انتِ خايفة أو مرتاحة

ويا نبض شجاع جاء في غيهب الغسق Where stories live. Discover now