الفصل السادس بعد الثلاثين، الجزء الأول:

80 27 3
                                    

ولو بعد حين، الفصل السادس بعد الثلاثين، الجزء الأول:
وضع يده على كتفها ينبهها من انبهارها من النظر إلى المصوغات غالية الثمن يهتف بجوار أذنها بعشقٍ جارف:
حبيبتي. أنتي معايا؟
استدارت له بوجهها هاتفة بانبهارٍ لم تستطع إخفاءه:
أنا بدور على حاجة آخدها.
مش عارفة أختار إيه؟
كلهم حلوين قوي يا معاذ.
ابتسم لها هاتفاً بتشويق:
أومال لو شوفتي السوليتير بقى هتعملي إيه؟
مش بعيد يغمُ عليكي من الانبهار.
هتفت بحماس:
الله يا ميزو.
دا أكيد شكلهم ولا في الخيال.
هتف بابتسامةٍ:
طبعاً. أنتِ ما عمركيش شوفتي الحاجات دي خالص. يوم ما أخوكِ كان بيفكر يجيب لك حاجة يادوب كان بيجيبها لك فلصو كدة على قد فلوسكم يعني.
هتفت بحزنٍ مؤيدة:
معاك حق يا معاذ والله. قال إيه كان بيحوش الفلوس لجهازي.
ويا ترَ بقى هيعرف يجيب لك حاجة تليق بفيلا معاذ بيه؟
هتف بها بنبرةٍ متعاليةٍ قليلاً وهو يساعدها على اختيار المصوغات خاصتها فهتفت بثقة:
طبعاً يا معاذ.
آدم عايز يشوفني أحسن واحدة في الدنيا.
وطول عمره بيتمنى لي الخير.
هتف بسخرية:
خير؟
وهو لو بيتمنى لك الخير كان ضغط عليكي علشان ترفضي الجواز مني؟
هتفت بدفاع:
ما هو في الآخر ساب لي الحرية الكاملة في الاختيار. وقال لي أنتي المسؤولة عن قرارك.
دا اختيارك وأنتي هتتحملي نتيجته.
ضحك بنفس سخريته هاتفاً:
أنا مش فاهم أنتي بتفكري إزاي يا شمس؟
أخوكي يا حبيبتي حاقد عليكي وعلى المستوى اللي أنتي وصلتي له واللي هتعيشي فيه بعد الجواز إن شاء الله.
ردت بحمائيةٍ وهي تضع الخاتم من يدها:
لا طبعاً.
آدم مش دا طبعه.
رد بعدم اقتناعٍ وقد أنهى اختيار المصوغات لها:
جايز.
أنتي أدرى بردو بأخوكِ.
دفع حساب ما اشتراه وتوجه معها خارج المحل وسط  مباركات الصائغ والعاملين في المحل.
فتح لها باب سيارته الأمامي وهو يهتف بتساؤل:
ويا ترى بقى أاخوكِ يعرف إن إحنة اشترينا الذهب؟
هتفت بضيق:
لا. للأسف.
رنيت عليه ما ردش فقلت آجي أنا بقى وأبقى أعرفه بعدين.
هتف بضيق:
آه بقى. هيعمل معاكي بسلامته خناقة رب السما.
وهيفضل يلومك ويعاتبك ويقفلها عليكي كأنك أنتي الوحيدة اللي بتغلطي في الكون دا كله وهو ما بيغلطش.
وهيقعد بقى يلومك إنك إزاي  ما استنيتيش لحد ما يفتح تليفونه أو يرد عليكي. ويفضل يقول لك إنك ما كانش ينفع تخرجي مع خطيبك لوحدك. دا مهماً كان هو لسة غريب عنك وبمثابة أجنبي وما يحل لكيش.
قاطعته بضيقٍ مماثل تهتف:
في إيه يا معاذ؟
أنا حاسة إنك متحامل  على آدم زيادة عن اللزوم.
آدم بسيط جداً وكل اللي بيعمله دا علشان بيخاف عليا مش أكتر.
هدأ من نبرته قليلاً وهو يضمها إلى صدره هاتفاً:
حبيبتي أنا أقصد أقول لك إن آدم دا أفقه ديق وبيتعامل زي الناس المتخلفين بتوع زمان.
ودا هيبقى مش كويس على دكتورة شمس بعد ما تمسك مستشفى من أكبر   وأشهر مستشفيات البلد.
أنتي هتتنقلي لمستوى تاني خالص.
مستوى أعلى بكتير من اللي كنتي  عايشة فيه.
هتتنقلي لحياة تانية مليانة بكل ما لذ وطاب.
ما ينفعش تبقي على علاقة  مع حد بيتعامل مع المجرمين كل يوم حتى لو كان أخوكِ.
هتفت باستنكارٍ وهي تحاول تحرير جسدها من ضمته:
نعم يا معاذ؟
ما هي  دي وظيفة أخوك بردو ولا أنت نسيت؟
وبعدين هو أنت هتقاطع أخوك زي ما أنت عايزني أقاطع أخويا؟
شعر أنه على وشك خسارتها ففكر سريعاً في مخرج من هذا المأزق فأعادها لضمته ثانيةً هاتفاً بعتابٍ رقيقٍ وهو يمسد على ظهرها:
ينفع كدة؟
ما تسيبيش حضني مهماً كنا بنتخانق.
جوة حضني هنقدر نصلح كل حاجة.
خدرها  بكلامه المعسول فرفعت ذراعيها تحتضنه هي الأخرى هاتفةً بعتابٍ مماثل:
ما هو أنت يا معاذ اللي بتتعمد تستفزني وقاعد تقول كلام يضايقني.
قال إيه بتقول لي أقاطع أخويا.
هو معنى إني مختلفة مع آدم في حاجة يبقى أقاطعه؟
عادي. دا مجرد اختلاف في وجهات النظر.
وكمان أنا ماليش في الدنيا غيره.
ظهر الضيق على ملامحه قليلاً لكنه  أخفاه باحترافيةٍ هاتفاً:
حبيبتي. أنا آسف جداً. ما  قصدتش كل اللي وصل لك.
أنا بس كنت أقصد إن آدم بلبسه دا ما ينفعش يلتقي بعلية القوم.
ما ينفعش يحضر حفلاتنا ولا يتعزم عندنا على عشا أو غدا.
افرض جه يزورنا وحد عندنا من الناس العليوي؟
ساعتها بقى هتعرفيهم على مين؟
المنصب اللي وصل له مش حاجة خالص قدام مناصب عيلتنا وفلوسها.
تشنج جسدها ثانيةً وهي تهتف:
يا معاذ أنا كدة مش هشوف أخويا خالص بعد الجواز.
مش عايزة دا يحصل أنا. أرجوك.
همهم بتفكيرٍ مصطنعٍ وهو يقربها منه أكثر ليبدأ في حركاته المدروسة على جسدها والتي تتعمد تجاهل جراءتها في أحيانٍ كثيرة ثم أضاف:
خلاص يا حبيبتي. زوريه أنتي في بيتكم زيارة سريعة. وقبل ما ييجي لك ياخد ميعاد. علشان لو عندنا حد ما نخليهوش ييجي بصنعة لطافة كدة.
بدى الاقتناع على وجهها وهي تسأله:
يعني أنت شايف كدة؟
رد بتأكيد:
هو دا الحل الوحيد.
أنا ما يرضينيش بردو تخسري أخوكي الوحيد اللي ليكي في الدنيا.
مع إننا لما نتجوز هبقى لك أنا كل حاجة في دنيتك وهتنسي بيا العالم.
ابتسمت له بحبٍ وهي تهتف بعدما اعتدلت على كرسيها:
طب يلا يا أستاذ وصلني للمستشفى علشان آخد حسابي ومكافأة نهاية الخدمة عند الدكتور.
وأنا؟
هتف بها بتساؤلٍ فهتفت بعملية:
لا. أنت هتقارن مكافأتي بمكافأتك ولا إيه؟
أنت يادوب لسة شغال مع الدكتور ما بقى لكش فترة طويلة.
وكفاية اللي لميته من الحالات.
زفر بضيقٍ ثم أردف بعشق:
طب وعلشان خاطري؟
همت أن تقتنع وتعطي له ما أراد لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة هاتفةً بحسم:
معاذ. أنت عايزني أسرق الرجل اللي شغلني ووثق فيا؟
وييجي يراجع بقى الدفاتر ورايا يلاقيها مش زي بعضها ويلاقي في حاجة غلط فيعند عليا وما يدينيش شهادة الخبرة؟
لا يا حبيبي. مش هعرف أعمل كدة أنا.
الشهادة دي اللي هنعتمد عليها في المستشفى.
توقف بسيارته في منتصف الطريق هاتفاً بتساؤلٍ:
طب هتيجي تشوفي البيت إمتا؟
هتفت بهدوء:
بمناسبة البيت. أنا مش هقعد في بيت العيلة. حاول تشوف لنا حاجة قريبة منه وأمري لله علشان تبقى عينيك على إخواتك.
هتف باعتراض:
لا. أنا متعلق بذكرياتي هناك. مع ماما.
قاطعته بلا مبالاة تهتف:
الله يرحمها يا ميزو هي وباباك ومامتي. بس الذكريات كانت قدمت لنا إيه يعني؟
خدنا منها فلوس مثلاً؟
اعمل اللي قلت لك عليه يا معاذ لو سمحت. مش هقعد في بيت العيلة يعني مش هقعد في بيت العيلة.
هتف بضيقٍ وهو يدير محرك السيارة:
حاضر يا شمس هجيب لك أوسع بيت قدامي.
ابتسمت له بحبٍ وهي تقبله سريعاً على وجهه هاتفة بدلال:
دي مكافأة صغيرة كدة علشان بتعمل لي اللي أنا عايزاه.
ربنا ما يحرمنيش منك يا حبي.
هتفت بها بدعاءٍ ثم أضافت سراً:
ولا من فلوسك اللي هتنقلني في حتة تانية خالص.
قال ذكريات قال.

....................
ظلا يسيران في أروقة المشفى وعمرو يحمل الحقائب لكن آدم فاجأه وجذب منه واحدةً لكنه قبض عليها بأصابعه هاتفاً بعند:
انسى. مش عمرو الألفي اللي يتاخد منه حاجة غصب عنه.
ابتسم له وهو يهتف بوعيد:
والله اللي عملته دا مش هيعدي.
اصبر عليا بس.
هتف وهو يتوقف أمام الغرفة القابع خلف بابها يوسف:
طب وريني بس هتعمل إيه. خبط بقى.
طرق الباب بهدوءٍ فهتفت سندس بحزن:
مين؟
أنا آدم يا آنسة سندس. هينفع ندخل؟
هتف بها بأدبٍ فصمتت قليلاً ترتدي حجابها  وتعتدل في جلستها ثم تهتف بترحابٍ  وهي تحاول رسم ابتسامة صغيرة على شفتيها بصعوبة:
اتفضل يا سيادة العقيد. أهلاً وسهلاً.
فتح الباب ودخل منه ثم تبعه عمرو ملقيان السلام وعيناهما تتفحصان الغرفة بحثاً عن يمنى ويوسف فردت عليهما السلام وهي تتابع نظراتهما المتفحصة فأجابت عن سؤالهما الغير منطوق بنفس ابتسامتها المهتزة:
ماما ويوسف راحوا يقعدوا في الجنينة شوية وأنا ماليش مزاج.
رمقها عمرو بنظراتٍ متفحصة فلمح دمعة خائنة تترقرق على طرف عينيها فهتف بتساؤلٍ قلق:
مالك يا آنسة سندس؟
اختنق صوتها وهي تجيبه وآدم يرص الحقائب على المنضدة:
كل ما تتعدل من حتة تبوظ من الناحية التانية.
فهم عمرو مقصدها فهتف يطمئنها:
ماتخافيش. إن شاء الله هتتحل.
مش على البيت يا دكتور. واضح إنك عارف. بس أبويا سرق اللاب توب بتاعي وعليه كل شغل الشركة.
أنا كنت سكرتيرة صاحب الشركة. ولو أبويا باع الشغل للمنافسين هتبقى مصيبة فوق دماغي.
وهو عايز مننا مقابل علشان ما يبيعش أسرار شغلي.
ابتسم لها آدم بودٍ هاتفاً:
ولا تشيلي هم خالص.
أنا باباكي بيشتغل عندنا في القسم ساعي.
هو صحيح يوم بييجي وعشرة لا بس هنحاول نجيب لك اللاب بتاعك.
ما هو ممكن ما يكونش معاه أصلاً.
هتفت بها ببكاءٍ فهتف عمرو بتساؤل:
يعني هيكون فين؟
عند عزيز مثلاً.
كان واحد عايز يتجوزني غصب عني وواعد بابا بورشة باسمه.
هتف عمرو باستنكار:
وهو عادي كدة يبيعك مقابل حتة ورشة لا راحت ولا جت؟
هتف آدم بعد تفكير:
أنتي لازم تتجوزي يا آنسة سندس. علشان تخلصي من اللي اسمه عزيز دا.
لا طبعاً.
أنا هتجوز بقى حد ما أختاروش وبعدين نبقى مش متفاهمين. لا مش منطقي. مش هعرف.
عزيز مش هتنتهي مطارداته ليكي إلا إذا اتجوزتي وبقى معروف إنك في عصمة رجل.
ودا مين دا بقى؟
هتف بها عمرو بحماسٍ للفكرة فهتف آدم بتفكير:
سيف صاحبي  خدوم جداً.
بس دا جواز.
قاطعته بها بتوترٍ فأراد عمرو كسر هذا الحاجز فهتف بابتسامة:
ما شاء الله رجليكي اتحسنت أهو.
وبقينا بنقدر نمشي ونقعد على الكرسي كمان.
لو كنتي كبيرة شوية كنت هتبرع وأتجوزك أنا.
هتف بها بمجاملة فهتفت بعفوية:
علشان كانت يمنى تقتلني.
هتف آدم بحماس:
الله على الإثارة.
بينما هتف عمرو بتساؤلٍ:
هي فين صحيح؟
لكنه توتر مما سيصل لهما الآن فهتف مصححاً:
قصدي هي ويوسف.
ابتسمت له سندس تهتف تذكره:
الشوق غلاب يا دكتور. واضح إنك نسيت إني قلت لكم أول ما جيتوا إن ماما ويوسف في الجنينة.
الحمد لله إن يوسف اتحسن.
إحنة كنا فين وبقينا فين.
هتف بها آدم بسعادةٍ جليةٍ فهتفت سندس بابتسامة:
واضح إن في صداقة هتبدأ بينك وبين أخويا العزيز.
كنت بسمعه بيتكلم معاك على طول.
طرقات خفيفة على الباب لكن يوسف دخل بصخبه المعتاد هاتفاً:
ها يا سوسو. أنتي هتفضلي مضايقة نفسك كدة كتير؟
ما كاد أن ينهي عبارته حتى وجد نفسه مغموراً بين ذراعين يعرف صاحبهما جيداً وتقف يمنى على الباب متفاجئةً من وجوده الغير متوقع.
إزيك يا مدام يمنى؟
هتف بها آدم بودٍ فتحركت نحو الداخل ترمق حقائب الفاكهة وهي تهتف برضا:
الحمد لله يا حضرة الظابط نورت المستشفى. أنت هنا من زمان؟
هتف يذكرها وهو يشير نحو عمرو الغارق مع يوسف في حديثٍ لا يسمعه سواهما:
آه إحنة هنا من حبة.
قلنا نسيبكم تيجوا براحتكم.
كنا جايين نتطمن على يوسف.
ابتسمت يمنى تهتف متجاهلة وجود الآخر:
فيك الخير يا حضرة الظابط. غيرك سابه سنين ما سألش فيه.
تنحنحت سندس بصوتٍ عالٍ وهي تهتف بتلعثم:
إيه يا ماما؟ مش هتقطعي لنا شوية فاكهة ولا إيه؟
تحركت يمنى تنفذ ما طلبته منها سندس بينما أردفت الأخيرة بأسفٍ وهي تصوب نحوهما نظراتٍ معتذرة:
أنا آسفة يا سيادة العقيد.
ثم أضافت بالفصحى بنفس نبرتها الآسفة التي أطفت عليها بعضاً من المرح:
لكنني لا أعرف ماذا دهى والدتي. لم تكن هكذا من قبل.
ابتسم لها آدم بتقدير يهتف:
مافيش مشكلة يا آنسة سندس. الله أعلم باللي في القلوب.
بينما كان الصمت يخيم على عمرو ويوسف في أول الأمر لفترةٍ قصيرةٍ حتى ضمه الأخير بقوةٍ قليلاً هاتفاً بشوقٍ جلي:
وحشتني يا يوسف.
تنهد يوسف براحةٍ وهو يريد أن ينهلَ مزيداً من حنانه:
أنت كمان وحشتني يا دوك.
إيه دا يا ولد؟
مافيش احترام خالص؟
هتف بها بابتسامته العذبة وهو يضربه بخفةٍ على ظهره فتأوه الأخير باصطناعٍ هاتفاً:
خف إيدك بس عليا شوية.
هتف عمرو بنفس ابتسامته:
خفيفة على فكرة.
تحب تجربني في الحقن.
ارتد إلى الخلف خطوتين مما جعل الحضور ينتبه لهما وهو يهتف باعتراض:
لا. حقن لا.
انفجرت يمنى وسندس ضاحكتين وسندس تهتف:
طول عمرك بتخاف من الحقن يا يوسف وبتقعد تعيط كمان.
إنما أنا لا. كنت شاطرة وما كنتش بخاف خالص.
هتفت بها بصوتٍ طفولي ينضح منه الكذب فلم تملك يمنى إلا أن احتضنتها تقبلها عدة قبلات متفرقة على وجهها وسريعة في آنٍ واحدٍ وهي تهتف مؤيدة :
فعلاً يا حبيبتي.
أنتي كنتي أشجع واحدة.
تركتها تهز رأسها ببلاهة مؤكدة ترد بنفس صوتها الطفولي:
أيوة.
هتف عمرو بدعابة:
أنتي عارفة إن البنات الحلوين اللي بيقعوا على رجليهم زيك كدة لازم يخدوا حقنة علشان يتعافوا خالص ويبقوا كويسين.
هزت قدميها بعنفٍ تهتف معترضة:
لا. أنا بقيت كويسة.
هتف عمرو مشجعاً:
استني بس. هنختبر الشجاعة. هديها لك بنفسي.
وضعت يمنى أمامه طبق الفاكهة فوكزه آدم بمرفقه في خصره بقوةٍ بعض الشيء وهو يهتف هامساً بجوار أذنه:
سلم عليها.
لكنه تجاهل هتافه وهو يضع يده على خصره يهتف بتألم:
آه.
ابتسم آدم باتساع يهتف:
علشان لما أقول لك مش هسكت يبقى تصدقني. سلم عليها وإلا هتاخد واحدة تانية أقوى منها.
فهتف عمرو سريعاً وهو يحاول حماية خصره بكفيه:
لا. لا. إزيك يا؟
لم يعرف بأي اسمٍ يناديها فقطع حديثه ثم أضاف بتوتر:
إزيك؟
أشاحت بوجهها عنه تجيبه:
الحمد لله يا دكتور.
هتف يوسف بسعادة موجهاً نظره نحو يمنى:
شايفة يا ماما العقيد آدم جاب بابا يتطمن عليا. أنا فرحان قوي.
تبدلت ملامحها في جزءٍ من الثانية وهي تهتف بدعاءٍ:
ربنا ما يحرمك منه يا حبيبي.
بينما هتف آدم بجديةٍ وهو يقضم قطعة من التفاح الطازج:
المهم يا جماعة. دكتور عمرو قرر يشتري لكم شقة تقعدوا فيها وتبقى باسم يوسف أو باسمك يا مدام يمنى.
قاطعته يمنى باعتراض:
لا.
شهقت سندس بصدمة وهي تجادلها:
ليه يا ماما؟
كانحل حلو.
بينما هتف يوسف بحياء:
بس يا بابا.
وضع الأخير طبق الفاكهة من يده يسرع نحوه يحتضنه بشوقٍ وهو يهتف بنبرته القوية:
الفلوس دي زي ما هي بتاعة حور بتاعتك أنت كمان. وليك فيها زيها بالظبط.
أنا مش هعيش قد اللي عشته. والله أعلم القضية هترسى على إيه.
لم تملك يمنى قلبها الذي دق بعنفٍ لتصور ما يمكن حدوثه ولا لسانها الذي انطلق يخونها بكلمةٍ أعادت له الأمل في مسامحتها له على الأقل:
بعد الشر. إن شاء الله مافيش.
قطعت كلامها عندما شعرت أنها لم يعد لها مكان في حياته ثم أشاحت بوجهها عنه في الناحية الأخرى بينما تصلب ذراعيه بل جسده بأكمله إثر عبارتها المقتضبة فهتف يوسف يكمل عنها بصدق:
بعد الشر عنك يا بابا. ربنا يبارك لي فيك.
ربنا أرحم من إنه يعرفني بوجودك ثم يحرمني منك تاني بسرعة.
إن شاء الله هجيب لك البراءة. مش هسكت لحد ما أوصل.
ابتسم له عمرو يهتف بحنان:
ربنا ما يحرمنيش من وجودك يا حبيبي.
المهم تخلص الإجراءات مع سيادة العقيد.
هتف يوسف بصوتٍ عالٍ:
هو أنا نفسي أفهم. هو سيادة العقيد دا مالوش اسم؟
أجابه آدم وهو مستمر في تناول الفاكهة:
أنا عارف. قل له.
لا إله إلا الله. مش المفروض أحترمك.
هتف بها ببساطةٍ فهتفت سندس بدعابة:
يا دوك أنت يا محترم. كان نفسي أبدل الكلمة والله بس عيب بقى.
ابتسم لها عمرو هاتفاً بثقة:
والله أنتي ليكي كل الصلاحيات.
إذا نفذتي اللي هطلبه منك.
قفزت بحماسٍ من فراشها وأصبحت أمامه بخطوتين تهتف بفضول:
إيه هو؟
هتف بغباءٍ مصطنع:
هو إيه؟
فهتفت بنفاد صبر:
اللي هتقول لي عليه. قول بقى.
ابتسم لها بحنانٍ ثم هبط لمستواها قليلاً يهمس بجوار أذنها مما جعل يمنى تشطاط غضباً وتسرع نحوهما كي تجذب سندس من ثيابها لولا كف يوسف الذي منعها من التقدم أكثر هاتفاً بغناء:
عندك. استنا دقيقة.
...................

رواية ولو بعد حين. Where stories live. Discover now