الفصل الخامس بعد الثلاثين الجزء الثاني

131 44 10
                                    

الفصل طويل شوية المرة دي ودا علشان خاطر الجميلة نوجة.
يلا بقا شوية تشجيع وتفاعل علشان دا بيفرحني جدا.
ولو بعد حين، الفصل الخامس بعد الثلاثين، الجزء الثاني:
خرج آدم تاركاً إياهما باحثاً عن شهين، بينما اتجه اللواء عبد الرحمن ببصره نحو عمرو هاتفاً بتساؤل:
عندك فضول قد إيه تعرف حكاية ماسة؟
ابتسم له ولقراءته أفكاره بهذه السهولة يجيبه:
كتير.
ثقة حضرتك بتقول لي إن في حاجة مشتركة بيني وبينها.
مع إن الاسم دا مش مألوف على دماغي. حاولت أفتكر أي علاقة ليا بيه من قريب أو من بعيد ما قدرتش.
ابتسم اللواء عبد الرحمن بغموض هاتفاً:
عموماً مش فاضل كتير وهتعرف كل حاجة.
هتف عمرو بنفس فضوله:
أتمنى.
انتبه على صوته الذي يأتيه من فوق رأسه فهتف بحرج:
يا خبر أبيض.
مش تقول لي إنك واقف.
ما قعدتش ليه؟
ابتسم له بود هاتفاً:
ما يجراش أي حاجة.
إحنة آخدين على الواقفة الكتير.
هتف بدعابة:
جراح بقى مين قدك.
رد له دعابته بقوله:
ما أنتوا ظباط شرطة بقى ومين قدكوا؟
وكمان أنتوا آخدين على الواقفة زينا بالظبط.
خلاص فكرني لما سيادة العقيد ييجي أسأله في الموضوع دا.
طرق الباب بخفةٍ ثم دخل حاملاً أكواب القهوة الورقية هاتفاً ببشاشة:
ها. خلصتوا فطاركم ولا لسة؟
ابتسم عبد الرحمن يجيبه:
أنا عن نفسي خلصت. أصلاً كنت جعان  واتلهيت في الكلام مع الدكتور.
نظر آدم نحوه هاتفاً وهو يشير نحو الشطيرة المتبقية:
وما خلصتش أكلك ليه يا دكتور؟
ابتسم عمرو برضى يهتف:
الحمد لله أنا شبعت جداً.
أي حد ياكله بقى بألف هنا.
ناوله آدم كوبه هاتفاً بعتاب:
ماشي. أنا لما آجي لك بيتكم مش هاكل كتير.
تعالى بس حضرتك وبعدين نتفاهم في الموضوع دا.
هتف عبد الرحمن:
لا. أنا لما هاجي هاكل كتير كتير.
أنا أحب السفرة قدامي تكون عمرانة بأشهى أنواع الأطعمة.
تنورنا يا سيادة اللواء.
هتف بها بترحابٍ صادقٍ فوضع له آدم القبعة على رأسه كما فعل في المرة السابقة ثم نظر نحو عبد الرحمن هاتفاً بتساؤلٍ وهو يشير على وجه عمرو المخفي:
ها. إيه رأي حضرتك يا سيادة اللواء؟ كدة كويس؟ ولا عندك تعديلات؟
هتف عبد الرحمن بعد ما رمقه بنظرةٍ سريعة:
لا تمام. ما عنديش تعديلات. كدة كويس جداً. نقدر نتحرك على طول بعد ما نشرب القهوة.
صمت لبرهةٍ يرتشف بعضاً من قهوته ثم هتف بحرجٍ بعض الشيء:
بس معلش هات لي كلابشات.
ثم أضاف معتذراً وهو يرمق عمرو:
معلش يعني يا دكتور.
ابتسم عمرو بتفهمٍ هاتفاً:
ولا يهم حضرتك. دا كفاية إنك هتخدمني خدمة العمر.
لمح الضيق على وجه آدم فربت على كتفه دون أن ينتبه عبد الرحمن بمعنى ليس هناك مشكلة، فنهض من مكانه بعد ما أنهى كوبه متناولاً الكوبين منهما لينفذَ ما أمره به عبد الرحمن.
غاب قليلاً في الخارج فهتف عبد الرحمن وهو ينهض من مكانه:
أنا هروح أجهز العربية.
ما تتأخرش يا دكتور أنت وآدم.
حاضر.
هتف بها باحترامٍ وهو يومئ له برأسه فخرج الآخر تاركاً إياه يحاول تذكر ماسة أو أي شيءٍ يخصها.
كيف تتذكره هي وهو لا يذكرها حتى؟
ظل يردد في نفسه:
ماسة.
مين ماسة؟
تعرفني منين؟
تأفف   بضيقٍ لعدم استطاعته تذكر أي شيءٍ هاتفاً:
يمكن لما أشوف وشها أفتكرها. ولو أني ما أعتقدش.
دخل آدم بعد  بضع دقائق من خروج عبد الرحمن يتفقد المكان سريعاً ببصره ثم أردف بتساؤل:
أومال فين سيادة اللواء؟
ابتسم على منظره وهو يخفي ما بيده خلف ظهره هاتفاً:
راح يجهز العربية وسابك أنت يا عيني في وش المدفع.
ابتسم آدم بحرجٍ هاتفاً باعتذار:
أنا آسف جداً يا دكتور. ما كانش نفسي دا يحصل.
ابتسم عمرو له بمودةٍ هاتفاً بثقة:
أنا عارف. أنت ما عملتهاش المرة اللي فاتت.
بس هو بيطبق القانون يا حضرة الظابط.
والقانون بيقول إن عمرو الألفي مالوش خروج من هنا غير لو في حكم أو.
قاطعه بحمائية:
على جثتي.
اللي اسمه عبد الله دا هيقع. أنا متأكد إنه هيغلط وهيقع. عاجلاً أو آجلاً.
ابتسم عمرو وآدم يتجه نحوه بخطواتٍ حثيثةٍ يقرب الكلابشات من يده ثم يبعدها ثانيةً لكنه حسم أمره في النهاية وهو يهتف معتذراً للمرة التي لا يعلم عددها:
أنا آسف جداً يا دكتور.
كان من الأحرى إنك تهرب مني أنا. لكن.
ابتسم له  عمرو هاتفاً ببساطةٍ مقاطعاً إياه:
يا حضرة الظابط. هو  مين اللي حط نفسه في الموقف دا كله من الأول؟
مين اللي سوأ سمعته وخلا اللي يسوى واللي ما يسواش يتكلم عنه؟
مين اللي شمت أعداؤه فيه؟
أنا. يبقى لازم أدفع الثمن.
بس تفتكر الزاني بقى ليه توبة؟
هتف بها بحزنٍ فنزل سؤاله على آدم كالصاعقة وهو يهتف مبهوتاً:
طبعاً. مافيش حد مالوش توبة.
وأنا قلت لك قبل كدة إن ربنا حب يطهرك من كل حاجة علشان تلجأ له وتبدأ معاه من جديد.
ربنا لا يمل من استغفار العبد وعودته ليه حتى يمل العبد نفسه.
ربنا خلقنا علشان نغلط ونتوب.
ولو ما كناش هنغلط يبقى ربنا كان هيخلق ناس تانيين يغلطوا ويتوبوا.
ربنا بيحب  صوت عباده وهما بيستغفروه فيغفر لهم.
بيحب يسمع صوتنا وحنة بنبكي وخايفين من عذابه فيحرم أجسادنا على النار.
ربنا أرحم بالعباد من العباد نفسهم.
ربنا أرحم على كل واحد فينا من أمهاتنا.
يلا يا دكتور علشان ما نتأخرش.
سكنت روحه لكلامه اللين الجميل فسار معه دون أن ينبس ببنتشفة حتى وصلا إلى السيارة.
فتح عبد الرحمن الباب الخلفي لهما هاتفاً بتوبيخ:
كل دا تأخير؟
مش قايل لكم ما تتأخروش.
هتف آدم باعتذارٍ وهو يدلف إلى السيارة:
معلش يا سيادة اللواء.
حق حضرتك عليا.
بس كنت في الحمام.
دلف عمرو هو الآخر لكن آدم هتف بإحراج:
بس ممكن آخد عربيتي معايا أفضل علشان لو حضرتك مش حابب ترجع القسم ما تضطرش ترجعنا؟
استحسن عبد الرحمن اقتراحه فهتف بابتسامة:
والله بتفهم يا واد يا آدم.
طب يلا. هات عربيتك وامشي ورايا.
نزل آدم من السيارة ثم دلف عمرو مغلقاً الباب خلفه فهتف عبد الرحمن بنفس ابتسامته:
والله أنا ما كنتش بفكر أكمل اليوم في البيت، لكن لما آدم اقترح اقتراحه الجميل دا يبقى ليه لا.
مع حضرتك حق. مافيش أحلى من البيت.
هتف بها بعمرو بنبرةٍ تقطر حنيناً لبيته وابنته و. حب ليلى له.
انصرفت أفكاره نحو ليلى وكيف سيجيبها عن كل شيءٍ كما أرادت، لكنه حسم أمره في النهاية وقرر أن يجيبها بصدقٍ عن أي سؤالٍ مهماً كان حتى لو تطرقت لحبه ليمنى.
لكن. مع الأسف. سيضطر لإخفاء سر عبد الله عنها.
لم يستطع أن يحكيَ ما حكاه لآدم ثانيةً.
هو أصلاً لا يريد تذكر أي شيءٍ يخص هذا الوغد.
ولا يستبعد أن يكونَ هو قاتل أماني، لكنه ردد في نفسه:
الله أعلم.
جايز ما يكونش هو.
لكن السجن دا لازم يكون بداية جديدة ليك يا عمرو.
ثم ما لبث وانحسرت أفكاره نحو سؤالٍ واحد:
مين أنتي يا ماسة؟
ربنا يسامحه أبوكِ بقى مش راضي يقول لي أي حاجة ولا يريحني.
خيم الصمت عليهما طوال الطريق حتى وصلا إلى وجهتهما.
توقف عبد الرحمن أمام العمارة الفخمة فاشرأب عمرو يطالعها بعينيه ليبتسم بحنينٍ مردداً بكلمةٍ واحدة:
يمنى؟
وصل آدم أخيراً بعد عشر دقائق هاتفاً بابتسامةٍ وهو يطرق على الزجاج بأطراف أصابعه:
بتسوق بسرعة يا سيادة اللواء.
فتح الباب لعمرو وهو يسمع عبد الرحمن يجيبه مدافعاً:
لا يا أستاذ. أنا ما بسوقش بسرعة.
أنا بمشي على السرعة المتوسطة.
الله أعلم بقى أنت اتأخرت ليه.
ابتسم آدم بثباتٍ يجيبه:
أنا اتأخرت. لا طبعاً. أنا كنت هنا من زمان بس حضرتك مش واخد بالك مني.
يلا يلا علشان ما نتأخرش.
نزل أخيراً من سيارته وسار ثلاثتهم نحو مدخل العمارة.
سلم عبد الرحمن على البواب بابتسامة ووضع أمامه على الطاولة ما فيه النصيب -كما يقولون- فابتسم البواب للذكرى هاتفاً:
ياه. من زمان كان في دكتور ساكن قبلكم وكان بيديني على طول وما كانش بيبخل عليا بأي حاجة.
ربنا يكتر أمثالكم يا سيادة اللواء.
ابتسم عبد الرحمن بحرجٍ هاتفاً:
شكراً يا رجل يا طيب. ممكن توسع الطريق بقى علشان نعدي؟
خد مفاتيح العربية بقى اركنها. أنا ما عدتش نازل.
تناولها منه وهو ينهض من مقعده هاتفاً بطاعة:
حاضر يا بيه. هطلعهولك بعد ما أركنها. ولو محتاجة تتنضف هنضفها.
هتف باقتضابٍ وهم يتجهون نحو المصعد:
تمام. بس ما تأخروش عليا.
انتظروا قليلاً حتى وصل المصعد فدخلوا وأغلقوا الباب خلفهم ثم ضغط الطابق الرابع.
كل هذا يحدث وعمرو غارقاً في أفكاره مع يمنى وقد بلغ منه الشوق مبلغه.
لم ينتبه لوصولهم نحو الطابق المنشود إلا على ربتة آدم برفقٍ على كتفه هاتفاً بما يشبه الهمس:
أنا عامل لك مفاجأة على فكرة. بس هي قيد الإلغاء لو ما حكيت ليش أنت كنت سرحان في إيه من ساعة ما وصلنا العمارة.
قلت إيه؟
هتف بسرعةٍ وقد نجح آدم في إثارة فضوله:
هقول لك حاضر وحنة راجعين.
بس إيه حكاية الغموض اللي من أول اليوم دا؟
هتف آدم بابتسامةٍ لحصوله على ما يريد:
ما تقلقش. الغموض أحياناً بيبقى حلو.
وكمان هي مفاجأة سعيدة.
انتبها على رنين عبد الرحمن للجرس ثم وضع المفتاح في الباب يديره ببطءٍ هاتفاً بصوتٍ مرتفع وهو يخطو نحو الداخل:
يا رب يا ساتر.
ابتسم آدم وهو يهتف في نفسه:
والله أنا حاسس إني سافرت الصعيد. كان رن عليهم قال لهم إنه جاي.
هتف عبد الرحمن بترحابٍ:
ما تتفضلوا يا جماعة. أنتوا محتاجين عزومة؟
هتف آدم وهو يرمق الحديد في يد عمرو بصوتٍ منخفض:
لو هتزعق ما تردش عليا واعتبرني ما قلتش حاجة. هو هيدخل بالكلابشات يقابل الآنسة ماسة ولا إيه؟
يعني هي عندها عقدة من الأقسام نقوم نجيب لها القسم لحد عندها هنا؟
ما يرضيش حضرتك بردو صح؟
ابتسم عبد الرحمن لبساطة آدم هاتفاً:
فكه وادخلوا. بس حافظ على الكلابشات علشان هترجع تربطه  تاني هنا قدامي قبل ما تخرجوا. ما هقولش تاني يا آدم.
ابتسم آدم هاتفاً بغيظٍ لنفسه:
يا أخويا اللي تحسبه موسى يطلع فرعون.
دخلوا أخيراً بعد ما نفذ آدم ما أمره به عبد الرحمن ثم اتجهوا نحو صالون الضيافة فاستأذنهما عبد الرحمن لدقائق قليلة.
بينما هتف عمرو بعد تثبته من خروج عبد الرحمن وابتعاده عن مرمى بصرهما بمسافةٍ مناسبةٍ بصوتٍ منخفض:
ساكت قوي اللواء بتاعكم دا.
ابتسم آدم له هاتفاً ببساطة:
حكم السن يا دكتور.
دا بنته دكتورة يعني ما شاء الله ماهيش صغيرة.
هتف  عمرو بدعاء:
ربنا يبارك له فيها ويحفظها له.
وما تتأخرش بقى أكثر من كدة علشان هموت وأعرف إيه علاقتها بيا.
هتف آدم ناصحاً بلين:
لما تلاقي نفسك فاضي وساكت كدة اذكر الله على طول.
هتبقى في الأول مش متعود وبتنسى، بس ربنا لما يلاقي نيتك صادقة كدة هيجري الذكر على لسانك من غير ما تحس، وشوية شوية هتذكره بقلبك.
تصدق ما كانش بييجي  في بالي.
أنا كنت بعيد قوي يا سيادة العقيد ومازلت.
هتف بها بحزنٍ صادقٍ فهتف آدم بتحفيز:
طالما لسة في العمر بقية يبقى لازم نستغل كل دقيقة فيه يا دكتور.
وكلنا مهما عملنا مقصرين.
وكلنا بعيد ومحتاجين نقرب.
وأنا وحضرتك هناخد إيد بعض وهنقرب.
وكل ما واحد فينا يلاقي التاني وقع يشده جامد وما يسيبوش لغاية ما يقوم تاني ويقف على رجليه ويقرب أكثر وأكثر.
ارتجف قلبه للفكرة لكن دخول عبد الرحمن ومن خلفه ماسة لم يمهله فرصة الرد عليه.
هتف عبد الرحمن وهو يجلس مشيراً للمكان الفارغ بجواره وباليد الأخرى يشير نحو ماسة:
تعالي يا ماسة قلبي جنب بابا.
شعرا بتوترها الواضح وهي تجلس بجوار أبيها وعيناها مسلطتان على قبعة عمرو مما جعله يتوتر فهتف عبد الرحمن مشيراً نحو ماسة:
دي ماسة بنتي يا دكتور. شيل الطقية اللي على وشك علشان تعرفوا تتكلموا.
رفع رأسه ينظر نحو وجهها يحاول تذكره لكنه فشل فهتف بترحاب:
أهلاً يا دكتورة.
توترت وهي تبتسم له هاتفة بفخر:
أهلاً بحضرتك يا دكتور. أنا سعيدة جداً إني شوفت حضرتك تاني.
ابتسم عبد الرحمن هاتفاً:
المشكلة يا دكتورة إنه مش فاكرك خالص. حتى بعد ما شافك.
معقول؟
هتفت بها ماسة باستغرابٍ فدخلت والدتها بعدها تضع أمامهم أكواب الشاي التي تتصاعد منها الأبخرة ملقية السلام ثم تسأل كل منهم عن مقدار السكر الذي يريده في كوبه.
بينما هتف عمرو بأدب:
طب ممكن تديني طرف خيط أمشي وراه وإن شاء الله هفتكرك.
ابتسمت للذكرى تهتف:
حضرتك كنت شغال في الجامعة في أول ما أنا دخلت.
ويوميها أنا اتأخرت قوي في الجامعة علشان كان عندي محاضرات كتير.
وبعد ما خلصت محاضراتي كلها كان في حاجة كنت عايزة أسأل فيها دكتور أمجد زميل حضرتك لكنه.
قاطعها عمرو هاتفاً بتذكرٍ أخيراً:
بس بس. افتكرتك.
حاول يعتدي عليكي يوميها.
وأنتي كنتي بتهدديه إن باباكي بيشتغل في الشرطة.
لمحتك صدفة وحاولت أنقذك من إيده.
بالظبط ووقتها هو عورني جامد وحضرتك اللي عالجت الجروح بسرعة بعد ما  بلغت عنه البوليس.
ومن يومها وأنا قررت أحضر لحضرتك كل محاضراتك.
وبدأت أتعلق بتخصص المخ والأعصاب بشكل كبير وأقرأ فيه أكثر وأكثر.
ابتسم هو الآخر للذكرى هاتفاً:
أخيراً افتكرتك. كان عندي فضول أعرف أنتي مين.
هتف آدم مؤيداً:
والله وأنا كمان يا آنسة ماسة. فرصة سعيدة.
ماسة بنتي مخطوبة وعلى وش جواز.
أكيد هتحضروا فرحها إن شاء الله.
هتف بها عبد الرحمن بسعادةٍ لا تخفى عليهما فهتف عمرو بابتسامة:
مبارك يا دكتورة. ربنا يتمم لك على خير يا رب.
هتف آدم بابتسامةٍ واسعة:
أنا أول المعزومين أكيد. أنا بروح كل الأفراح علشان كل الناس ييجوا لي فرحي.
لا.
هنيجي فرح شمس الأول.
هتف بها عبد الرحمن بابتسامةٍ سعيدة فهتف آدم بعفوية:
لا. فرحي أنا أنا اللي كنت بروح هي ما كانتش بتروح.
هتف عبد الرحمن بجديةٍ مصطنعة:
طب يا سيادة العقيد. هنشوف الموضوع دا بعدين بعد ما الدكاترة يخلصوا شغلهم.
هتف عمرو بعملية:
بصي يا دكتورة. أنا مش طالب من حضرتك أي حاجة غير إن المستشفى تمشي زي ما أنا كنت موجود وأحسن كمان.
هتفت بحماس:
أنا مش عايزة حضرتك تقلق خالص يا دكتور. كل حاجة هتبقى زي الفل.
بس العيادة أعمل فيها إيه؟
هتفت بها بحيرةٍ فهتف بعد برهةٍ من التفكير:
يا إما تعيني حد ينوب عنك في المستشفى آخر النهار وتروحي أنتي. يا إما تشوفي دكتور كويس تبقي واثقة فيه يديرها مكانك.
وتبقي تروحي تبصي عليه كل فترة قصيرة.
هتفت بتساؤلٍ بعد أن أماءت برأسها موافقةً على ما قاله تواً:
طب ولو احتجنا مصاريف أو حاجة أعمل إيه؟
هتف بنبرةٍ ممتنة وهو ينظر نحو آدم:
اطلبي من سيادة العقيد. وابقي هاتي لي الدفاتر عن طريقه.
ابتسمت ماسة هاتفة بدعاء:
إن شاء الله تفضل علاقتكم حلوة كدة يا دكتور.
أجابها آدم بدعاءٍ صادق:
إن شاء الله يا دكتورة.
فعلاً الدكتور من أحسن الناس اللي أنا اتعرفت عليهم.
هتفت هي مؤيدة:
فعلاً. مع حضرتك حق.
بس المفاتيح هستلمها منين  وإمتا؟
هتف آدم بحزن:
أنا هستلمها من شمس. مفاتيح المستشفى والعيادة. وهسلمهم لحضرتك بكرة الصبح إن شاء الله.
ابتسمت بسعادة تهتف:
أنا متشكرة جداً يا دكتور. وإن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك.
بإذن الله يا دكتورة. وشوفي حابة تعملي معانا عقد لمدة قد إيه وابقي هاتيه وأنا همضي لك عليه.
هتف عبد الرحمن بحب:
لسة عندك أي  سؤال يا دكتورة؟
لا يا بابا. وعموماً لو احتجت حاجة هسأل فيها سيادة العقيد وهو يسأل الدكتور.
هتفت بها ماسة باحترامٍ لوالدها ولم تخفَ سعادتها على الجميع فهتف عبد الرحمن بأمرٍ موجهاً نظره نحو آدم:
وهي لو احتاجت تكلم الدكتور في أي وقت خليها تكلمه على طول.
هتف آدم بطاعةٍ:
حاضر يا سيادة اللواء. تحت أمر حضرتك.
الأمر لله يا ابني. ما يأمرش عليك عدو.
هتف بها بأدبٍ ثم أضاف بأمرٍ مبطنٍ وهو ينظر نحو ابنته:
طيب يا حبيبتي. قومي يلا روحي فرحي خطيبك بالخبر الجميل دا.
نهضت ماسة من مقعدها ثم جمعت الأكواب المتراصة على المنضدة ثم هتفت بنفس سعادتها:
فرصة سعيدة جداً يا دكتور. وأتمنى نتقابل تاني في ظروف أحسن من كدة.
رد باحترام:
شكراً يا دكتورة أنا أسعد. وأنتي مش عارفة وجودك مهم قد إيه في المستشفى. ولولا اقتراح سيادة اللواء أنا كنت هخسر كتير جداً.
هتف عبد الرحمن برجاء:
إن شاء الله ماسة تكون مكسب ليك زي ما هتاخد خبرة من شغلها معاك.
هتف عمرو برجاء مماثل:
بإذن الله.
 
بعد إذن حضراتكم.
هتفت بها ماسة وهي تقف على عتبة باب الخروج وتحمل الأكواب في يدها.
انتظر والدها خروجها وابتعادها عن مرمى بمسافةٍ مناسبةٍ ثم هتف بنبرةٍ جادة:
فين الكلابشات يا آدم؟
أخرج آدم ما طلبه من حقيبته الصغيرة ثم هتف بهدوءٍ زائف:
أهي يا سيادة اللواء.
طبعاً أنت عارف هتعمل بيها إيه.
هتف بها بنفس جديته ثم اتجه بنظره نحو عمرو يهتف باعتذار:
أنا آسف يا دكتور.
بس الموضوع يتطلب.
ثم تطبيق القانون فوق كل شيء، ومافيش حد فوق القانون.
هتف عمرو موافقاً:
أكيد يا سيادة اللواء.
مع حضرتك كل الحق.
وأنا تحت أمر القانون.
اتجه آدم نحوه يقيد يديه بالحديد دون أن ينبس ببنتشفة.
ثم سار نحو الرواق المؤدي للخروج وتبعه عمرو ثم تبعهما عبد الرحمن لتوديعهما هاتفاً بمودة:
نورتوني. وياريت الزيارة دي تتكرر تاني.
ابتسم آدم بمجاملةٍ يجيبه:
إآ شاء الله يا سيادة اللواء.
إحنة نطول؟
تسلم لي يا آدم.
هتف بها بمجاملةٍ ثم أضاف:
طول عمرك ذوق.
ابتسم آدم يهتف بحيائه المعتاد:
شكراً لحضرتك على المجاملة الحلوة دي.
لا مافيش حاجة يا آدم. وأنا مش بجامل.
هتف بها اللواء بنبرةٍ عاديةٍ ثم أضاف بنبرته الجادة:
المهم تنزل من هنا تروح على طول.
يعني بلاش لف ودوران. ماشي يا سيادة العقيد.
ابتسم له آدم هاتفاً بطاعةٍ مصطنعة:
طبعاً يا سيادة اللواء.
هنروح فين يعني؟
عا القسم على طول.
فتح باب المصعد له وعمرو ودخلاه وهو يهتف بملل:
يا ساتر.
يعني أنا هخطفك.
ابتسم له عمرو وهو يرمق الشقة المقابلة بحنينٍ لا يخفى على آدم وهو يهتف:
الحق عليه خايف عليك؟
لم يجارِهِ آدم في ما يقول فهتف بتساؤلٍ وهو ينظر إلى ما ينظر إليه:
بتبص للشقة دي كدة ليه؟
تنهد عمرو بحزنٍ يجيبه:
كانت شقتي أنا ويمنى.
الشقة اللي اتجوزنا فيها وأهلي طبعاً عرفوا مكانها بسبب مراقبة عبد الله الدقيقة لينا.
ويا ترى الشقة دي اتباعت؟
هتف بها آدم بتساؤلٍ وهو يفتح باب المصعد الذي توقف بهما من لحظاتٍ ثم خرجا منه فهتف عمرو بعدم معرفة:
معرفش والله. ما اهتمتش آجي هنا بعد اللي حصل.
خرجا من البوابة مشيرين نحو الرجل بتوديعٍ دون أن يوجها له حديث يُذْكَرْ وهو يسأله بإدراك:
علشان كدة كنت سرحان؟
أماء برأسه إيجاباً وهو يجيبه:
بالظبط.
أنا أصلاً ميزت العمارة من ساعة ما جينا. واتأكدت منها أكتر ساعة ما شوفت البواب.
ثم أضاف مغيراً دفة الحديث بحماسٍ:
بس على فكرة حضرتك قلت لي إنك عامل لي مفاجأة. إيه هي بقى؟
فتح له باب السيارة يدفعه داخلها برفقٍ وهو يجيبه مشيراً على الحقائب الموضوعة في آخر المقعد الخلفي الذي جلس فيه للتو:
خلي بالك بس من الحاجات دي.
تفحص عمرو الحقائب بنظره سريعاً يهتف باستغراب:
دي فاكهة. إيه علاقتها بالمفاجأة؟
أجابه آدم وهو يدير سيارته وينطلق نحو وجهته المنشودة:
شوف بوكيه الورد ڑلكارت اللي معاه.
سأله بحرج:
عادي يعني؟
ابتسم باستغراب وهو يجيبه:
أيوة عادي. ما أنا اللي قلت لك شوفهم.
أمسك بالورد يتفحصه ثم أخرج الكارت المكتوب عليه اسم يوسف ففهم على الفور وجهتهما التالية فهتف بحماسٍ وهو يقفز نحوه يستند بصدره على ظهره وهم أن يحتضنه لكن قيوده منعته فتجاوز عن الأمر بهتافه:

رواية ولو بعد حين.، الجزء الأولWhere stories live. Discover now