الفصل الثاني عشر: الماضي

65 21 8
                                    

الفصل الثاني عشر:
وصلنا إلى سيارته، ووقفت أمام الباب منتظرة منه أن يفتحه، سمعته يقول من خلفي:

- "منذ اللحظة التي رأيتك فيها لأول مرة، وأنا علمت أنك ستكونين زوجتي."

احمر وجهي ولم أنبس ببنت شفة، وعندما سمعت طقطقة القفل، ورأيته يفتح لي الباب؛ جلست بدون كلمة، ونظرت أمامي، وأنا أحاول تجاهل ضحكته المكتومة من خلفي.

لم أقابل أحدا في حياتي، يجعلني اشعر بالإحراج في كل لحظة أقضيها معه هكذا، راقبته وهو يلتفّ حول السيارة؛ ليجلس في مقعد السائق. لقد كان يرتدي أحد أطقُمهِ الأنيقة تلك مجدداً.

استرحت في مقعدي، وانا أستنشق رائحته الطيبة؛ كانت مزيجاً من عطر برتقال البرجاموت، وأريج صنوبر أوريغون الكولومبي، احببت هذه الرائحة كثيرا.

عندما استقر خلف عجله القيادة، سمعته يقول:
- "ضَعي حزام الامان!"

زممت شفتي بقوة، مستحيل!  لن أسمح لك  بإخباري بما يجب علي فعله.

قلت بنبرة لا تدع مجالا للنقاش: "لا! لن أضعَه"

على أية حال أنا كنت معتادة على هذا، فسيارة الخنفساء المستعملة خاصتي ليس بها اي احزمة أمان أصلا.

رفع كاليب حاجبه، كنت قد بدأت ألاحظ أنه يفعل هذا كثيرا. قال:
- "حسنا، كما تشائين..."

هز كتفيه، وهو يكمل:

- "ولكن إن مررنا بأي مطبٍ في طريقنا، فكل ما سأفعله هو أن أمد ذراعي هكذا؛ حتى لا تندفعي للأمام."

قال وهو يمد ذراعه أمامي، موضحا ما يقصده. زفرت بهدوء، وأنا أضع حزام الأمان؛ ولم يحاول هو كبح ابتسامته حتى.

سألته بحنق: "أين سنذهب على أية حال؟"

فربما حينها سينتهي هذا الأمر سريعاً، واستطيع العودة الى غرفتي لأتابع عرض "جريز أناتومي". فالأبطال الخيالين يمكن تقبلهم بسهولة أكبر من الرجال في الواقع.

نظر اليّ وهو يغير السرعة بيده، ثم أجاب قائلا:
- "إلى مكان مواعدتي المفضل."

كانت يده كبيرة، وعروقها البارزة كانت كأنهار تجري لتختبئ خلف كم قميصه، يد مناسبة لخاتم زفاف حقا!.

قلت أذكّره: هذا ليس موعداً ... وأيضاً! إنه لمنَ المثير للاشمئزاز أن تقول لي أنك ستأخذني إلى مكان قد أخذت فيه العديد من الأخريات قبلي."

رد، وهو ينظر إلىّ بجانب عينه:

- "اه...حسناً، في المرة القادمة سأتذكر أن أكذب عليكِ."

-  "وما الذي يجعلك تظن أنه سيكون هناك مره قادمة؟"

فرد قائلا: "وما الذي يجعلك تظنين أنه لن يكون؟"

لم اهتم حتى بالنظر اليه، كتمت غيظي، ونظرت من النافذة بدلا من ذلك.

كان مطعم "جاكسون للبوظة"، مطعماً قديم الطراز، ويقبع في أحد أكثر الشوارع ازدحاما في "دَيانا".

الانتهازيةWhere stories live. Discover now