22-شغفٌ متصاعدٌ وترقبٌ حارقٌ

61 4 3
                                    

فتحتْ رهف عينيها صباحًا ونظرتْ إلى جانبها، لكنّها لمْ ترَ أمّها، فنهضتْ منْ الفراشِ وخرجتْ منْ الغرفةِ.

"صباح الخير يا ابنتي الجميلة!"

"صباح الخير يا خَالَة مديحة، أينَ أمّي؟"

"ذهبتْ أمّكِ إلى المنزلِ، يا ابنتي."

"ماذا؟ ولِمَا؟"

أشارتْ الخَالَة مديحة بِأنّها لا تعرفُ، ودخلتْ المطبخَ. في ذلكَ الوقتِ، دخلتْ أمّ رهف المنزلَ أيضًا.

"أمّي، ما الذي تفعليهِ هنا؟ ولِمَا تذهبينَ إلى ذلكَ المنزلِ؟"

"ابنتي، هذا هو منزلي، ماذا سأفعلُ غيرَ أنْ أذهبَ إليهِ؟ لقدْ أصبحتُ عبئًا على الخَالَة مديحة لِأيامٍ، حانَ الوقتُ لِلعودةِ إلى المنزلِ."

فتحتْ رهف عينيها بِدهشةٍ.

"أمّي، هلْ تفهمينَ ما تقولينَه؟ لا يمكنُ ذلكَ، لنْ أسمحِ لكِ، إذا كانَ الأمرُ كذلكَ، فلتأتِ إلى منزلنا وتقيمي معنا."

"لا يمكنُ ذلكَ يا ابنتي، ما الذي سأفعلهُ عندكم؟ علاوةً على ذلكَ، اتّصلَ بي بلال وأمرني بِالعودةِ إلى المنزلِ."

"أمّي، هلْ تؤمنينَ بذلكَ الرجلِ حقًا؟"

"رهف، من فضلكِ، اهتمّي بِزوجكِ يا ابنتي، سأكونُ بخيرٍ، لا تقلقي."

"لا أشعرُ بالراحةِ، لكنْ اتّصلي بي فورَ حدوثِ أيّ شيءٍ، حسناً، يا خَالَة مديحة، اتّصلي بي إذا حدثَ أيّ شيءٍ، قدْ لا تتّصلُ أمّي، أَخبريني أنتِ، أرجوكِ."

"حسنًا، يا ابنتي، لا تقلقي."

"هيا، تعالي لتناول الإفطار، ثمّ يمكنكِ المغادرةَ."

حاولتْ رهف إخفاءَ قلقها بصعوبةٍ وجلستْ على الطاولةِ. لمْ تتمكّنْ منْ تناولِ سوى بضعِ لقيماتٍ بسببَ قلةِ شهيتها، ثمّ ودّعتْ أمّها وغادرتْ المنزلَ. لكنّها لمْ تكنْ تتوقّعُ أنْ ترى قاسم أمامَ البابِ.

"قاسم، هلْ حدثَ شيءٌ؟"

وضعَ قاسم ذراعيهِ حولَ خصرِ زوجتهِ بلطفٍ وقبّلَ جبينها.

"ألا يمكنني أنْ آتي لأخذِ زوجتي؟ كما أنّني أردتُ الاطمئنانَ على أمّي أيضًا."

شعرتْ رهف بِالدفءِ في قلبها عندما سمعتْ قاسم يُخاطبُ أمّها بِـ "أمّي".

"كيف حالُك يا أمّي؟ أعتذرُ عنْ عدمِ تمكّني منْ رؤيتكِ بعدَ الزفافِ."

"أنا بخيرٌ يا بُنيّ، شعرتُ براحةٍ أكبرَ عندما رأيتُكما هكذا، لمْ أعدْ أفكّرُ في ماذا سيحدثُ لِابنتي إذا حدثَ لي شيءٌ، لأنّ ابنتي لديها زوجٌ قويٌّ مثلَ الأسدِ الآن، ولنْ أذهبَ إلى مثواي الأخيرِ وعيني مفتوحةً."

بدأتْ السيدة جمالات تبكي، فخرجتْ رهف منْ أحضانِ قاسم على الفورِ وذهبتْ لِتُعانقَ أمّها.

أغلال الماضيWhere stories live. Discover now