18-لحظة قلق وارتباك

54 6 6
                                    

استيقظت رهف على ابتسامة عريضة على وجهها، وذلك لأن زوجها كان يعانقها بقوة. ضغطت رأسها على صدره العاري أكثر، فقد أصبحا الآن قلبًا واحدًا وجسدًا واحدًا. عندما فكرت رهف في ما حدث في الليلة الماضية، احمرّت وجنتاها وحاولت الانفصال عن زوجها ببطء، لكن قاسم شدّ ذراعيه حولها أكثر.

"لا تخجلي مني يا عيون الغزال." لم تدرك رهف متى استيقظ زوجها ومتى لاحظ خجلها، لكنها عادت إلى أحضانه بسبب خجلها وحاولت إخفاء وجهها. كان قاسم يتوقع هذا الموقف في الصباح، لكنه كان سعيدًا جدًا لدرجة أن زوجته تسللت إليه مثل قطة صغيرة واحتمت به رغم خجلها.

"هل ستحرمينني من عيون الغزال تلك يا عيون الغزال؟ هيا انظري إليّ." عندما واصلت رهف إخفاء وجهها، جذبها قاسم نحوه وجعل وجهيهما متساويين. عندما رأى خدود زوجته الوردية، أراد أن يعضها، لكنه تراجع حتى لا يزيد من خجلها.

"لماذا تهربين مني يا رهف؟ هل أنتِ نادمة؟" نظرت رهف على الفور إلى زوجها الذي حاول ألا ينظر في عينيها.

"لا، لست نادمة أبدًا. لقد منحتني يومًا لن أنساه أبدًا، لكن ما حدث الليلة الماضية ... أنا أشعر بالخجل فقط، أفهم ذلك؟" أنزل قاسم يده التي كانت على وجه زوجته إلى خصرها.

"يعني كان لا يُنسى." تدحرجتْ رهف عينيها عندما لاحظتْ أنّ هذهِ هي الجملةُ التي علقتْ في ذهنِ زوجها من كلّ ما قالته.

"لعلّه لم يكن كذلك بالنسبة لك. على الرغم من أنّك...." لم يُعجبْ قاسم اتّجاهُ حديثِ زوجته، فغطّى شفتيها بقبلةٍ لإسكاتها. شعرتْ رهف بالدهشةِ للحظةٍ، لكنّها سرعان ما بادلتْ زوجها القبلةَ.

عندما ابتعدا عن بعضهما البعضِ، كانتْ رهف تلهثُ.

"لا تُعيدِي قولَ مثلِ هذهِ الكلماتِ أبدًا. لم أخفِ عنكِ ماضيَ، بل أخبرتكِ بهِ لأنّني أردتُ أنْ لا يكونَ هناكَ أيّ أسرارٍ بيننا. أنتِ زوجتي، أنتِ امرأتي، إنْ حدثَ لكِ أيّ سوءٍ، فسأشعرُ بالألمِ الشديدِ. أنتِ أهمّ من كلّ شيءٍ بالنسبة لي، حتّى من نفسي. لا تنسي ذلك أبدًا. وأقولُ لكِ هذا أيضًا لكي تطمئنّي، فأنا أشعرُ أنّني كشابٍّ مراهقٍ أمامكِ. أنتِ أوّلُ امرأةٍ أحبّها في حياتي. المشاعرُ التي أشعرُ بها تجاهكِ، الحبّ، والرغبة، والعاطفة، كلّها مختلفةٌ عن أيّ شيءٍ شعرتُ بهِ من قبل."

قبلَ قاسم رهف مرةً أخرى، هذهِ المرّة بشغفٍ، وشعرَ كلّ منهما وكأنّهُ يمتصّ الآخرَ. بِكُلّ صعوبةٍ، ابتعدَ قاسم عن رهف.

"لنبدأ بهدوء يا زوجتي الحبيبة، فكلّ يومٍ بعدَ اليومِ سيكونُ لنا."

طبعَ قاسم قبلةً قصيرةً على شفتي رهف، ثمّ أخرجها من السريرِ وحملها على ذراعيه إلى الحمامِ.

"ماذا تفعل يا قاسم؟ أستطيعُ أن أفعلَ ذلكَ بنفسي."

"أعرفُ، لكنّني أريدُ أن أُغسلَ زوجتي. هلْ يُمكنُني ذلكَ؟"

أغلال الماضيWhere stories live. Discover now