1-وعدٌ قديم

307 16 11
                                    

Flash back

في منزل ذي حديقة صغيرة مستقلة، ساد جو من الحزن. كان رب الأسرة، وائل الجندي، مريضًا ينتظر الموت، بينما كانت زوجته وابنته الصغيرة تصليان لشفائه. استيقظ وائل الجندي من نومه ونادى زوجته:

"جمالات، جمالات". هرعت جمالات إلى جانب زوجها.

"نعم يا وائل، هل تشعر بألم؟" كان ألم الرجل الوحيد هو عدم قدرته على الوفاء بوعده.

"جمالات، لدي ما أخبرك به. أغلقي الباب حتى لا تسمع رهف". أغلقت المرأة الباب بقلق وجلست بجوار زوجها.

"جمالات، لم أخبركِ بهذا من قبل لأني لم أرد أن تحزني، لكن بينما كنت في الجيش، تعرضنا لهجوم ليلي... كان لدي صديق عزيز في الجيش اسمه عاصي من ماردين. كان دائمًا يتحدث عن ابنه وزوجته ويحلم بيوم لم شملهما. كنت أحلم أيضًا بيوم لم شملي بكِ وبمولودنا". أخذ الرجل نفسًا عميقًا.

"كنت أنا في الخدمة تلك الليلة، وكنت الهدف الأول... أنقذ عاصي حياتي تلك الليلة. كنت مدينًا له بحياتي. قلت لعاصي، إذا كانت ابنتي بنتًا، فسأزوجها من ابنك. لقد وعدته. عندما ولدتِ رهف، نسيت كل شيء، لكن الليلة رأيت عاصي، رأيت تلك الليلة، قال لي: إلى أين تذهب يا وائل دون الوفاء بوعدك؟..." بينما كان الرجل يتحدث بصعوبة، أطلقت السيدة جمالات العنان لدموعها، مستمعة إلى قصة زوجها عن خدمته العسكرية التي لم يخبر عنها أحدًا من قبل، وعن هذا الوعد الكبير الذي قطعه.

"وائل، لكن..." ضغط الرجل على يد المرأة.

"أعلم يا جمالات، أعلم، لكن يجب عليّ أن أفي بوعدي لعاصي، فهو صاحب فضل عليّ، وأيامي معدودة. أنتِ من ستفي بوعدي بعدي".

"لا تتحدث هكذا يا وائل، ستُشفى وسوف نزوج ابنتنا معًا". بينما ازدادت دموع المرأة حدة، بدا الرجل هادئًا قدر الإمكان.

"أعديني يا جمالات أنكِ ستفيّن بوعدي لعاصي".

"حسنًا، أعدك".

"لقد أحببتكِ كثيرًا يا جمالات، ويصعب عليّ ترككِ وحيدة، لكن أكثر ما يؤلمني هو ترك ابنتنا بدون أب... اهتمي بـ رهف جيدًا، أليس كذلك؟" خرج من فم المرأة شهيق مُرّ آخر، فقد أدركت أن زوجها يُودّعها. قبّلت يد زوجها وراحة يده، بينما كان الرجل قد أغمض عينيه، وانزلقت دمعة من عينيه.

"بعد وفاة زوجها، بكت الأم وابنتها كثيرًا وحزنتا كثيرًا. في البداية، كان الجيران يُساعدونهما، لكن في النهاية لم يتمكنوا من مساعدتهما. كان صاحب المنزل يأتي كل يوم ويطلب الإيجار المتراكم، ولم تتمكنا من مغادرة المنزل أو النظر في وجه أي شخص. في أحد الأيام، جاءت الجارة المجاورة وقالت إن هناك من يرغب في الزواج منها، في البداية لم توافق جمالات، لكنها فكرت لاحقًا ووافقت من أجل ابنتها."

أغلال الماضيOù les histoires vivent. Découvrez maintenant