الفصل السابع

167 12 2
                                    

الفصل السابع

سطحية!

تعرف يا عزيزي السطحية ؟!

تعرف هذا الوهم الساقط به كل الخيالات الزائفة؟، عرف الحياة من قشرتها الخارجية كم هي خضراء وزاهية كفستان أتقن صنعه أحدهم من الخارج ناثرا أعلاه الزهور ومعانيها، ملونا إياها بلون ينعكس لكل عين بطريقة مختلفة ، هذا الصانع للفستان صنع لونك المفضل ولون الأخرين! وكل ذلك في درجة واحدة وكل عين لها ما ترى وتحب..

ولكن !

لقد نسى داخل الفستان كل الخيوط المتشابكة بعقد نحاسية لامعة تلك العقد التي تبهرك من بعيد أنك على شفا الحل والتخلص منها إلا إنها كاذبة .. ماكرة.. متلاعبة تلك العقود بك وبمهارة محترف.

لقد نسى داخلها مقامع حادة مدببة مجهزة لكل من لم يفهم الخدعة بعد.. حتى أنك ما أن تتخلى عن سطحيتك وانبهارك ستنزف يداك من لمس الفستان.

ولكن عفوا..

هو لم ينسى هو أدرك ما يفعل !

وهنيئا للحمقى السقوط في الخدعة، هنيئا للسطحيين الغوص حتى الأعماق حيث العقود والمقامع!

وهي تلك السطحية التي مالت للحب تارة وللسعادة تارة أخرى ناسية أن في المنتصف سقطة يجب خوضها.

هي تلك الأنثى التي زهدت مرار القهوة وسوادها مقبلة على عصير الورد بطعمه المسكر ولونه المزهر..

راقبت الحديقة أسفل شرفة الغرفة القاطنة بها بابتسامة مرة تتساءل (ما بال الألوان والطبيعة ؟، لما كل ما تراه العين مظلم؟)

والعين لمست العبرات كغيمة معتمة تخفي عنها كل الحياة..

غيمة حملتها لذكريات لا تريدها ولكن كيف ؟

ربما آن أوان إدراكها أن الحياة لا تمنحنا ما نريد.

-أحبك يا غادة..

قالها بهمس عاشق، بقلب نابض، بجسد مشتاق لعناقها ولو جبرا..

يدها ارتفعت رابته برفق أعلى قلبه، مستشعرة صدقه الذي لا يخطئه أحد مقابلة همسه بآخر أشد صدقا وحبا:

-وأنا أحبك..

ابتسمت صادقة ببراءة مشاعرها التي لم تدرِ أنها ستموت منحورة يوما بمقصلة مقامع فستان الحياة:

-عدني أن لا يفرقنا سوى الموت، عدني أن لا تترك يدي يوما.

أخبرته بالوعد لا عن إدراك بل عن حب الهوى الغارقة داخله بلا سبيل..

عانقت يده، شابكت الأصابع بقوة، ضرب عقلها خيال الفراق لو حدث وتحقق فيخبرها القلب (سننهار)!

قبل يدها مبتسما صادقا كحالتها، جذب رأسها برفق، أراحها برفق أعلى موضع القلب وكأنه يزيد من الاطمئنان أكثر.

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيWhere stories live. Discover now