الفصل الرابع

253 14 1
                                    


الفصل الرابع

المرأة كالزهرة، وأنواع الزهور لا يمكنك حصرها فالياسمين الذي تغنى به الكثير لم يكن يوما اجمل الزهور، ولكنه كان مميزا برائحته، هكذا المرأة كما خلق الله كل الزهور جميلة، خلقهن أيضا جميلات..

ولكن ليت كل عين ترى الجمال، ليت كل يد تقدره.. ليت الجمال يقع في حظ من يستحق ليت!

وهو رجل أجاد مفردات النبذ والكذب والخيانة، أتقن الإخفاء والبوح في الظلام، هو رجل نصفه في الظلام يُزهر، والنصف الآخر قاتم في النور..

يده التفت حول جسد زوجته الثانية (هنا)، عانقها كما لو أن في خبايا عناقها الحياة وسرها، عيناه تطوقان ملامحها بوله لا يظهر في بريق عينيه مع هديل زوجته الأولى ..

بل من فُرِضَت عليه !

همس لها وهو يحملها بين يديها مبتهج الملامح، مسرور القلب، سعيد المشاعر، بينما فمه هبط على جبينها مانحًا إياها قبلة أعلى عينيها بحب:

-اشتقت لكِ حبيبتي، اشتقت لكِ..

ومن يشتاق لها؟، من يبلغها الحب ومفرداته؟، ساردا لها سطور العشق كانت تتدلل بين يديه وكأنها طفلة، تحيا هي الحياة، مقتنصة منها كل سعادتها بينما الأخرى تحيا متمنية كلمة حب واحدة..

وضعها أعلى السرير برفق شديد ويده ترتفع .. تلتمس تكور بطنها البارز متمتما لها بنبرة ودودة:

-متى سيأتي ؟ اشتقت له..

نظراتها الناعسة المتقنة التفت دائرة حول ملامحه الغارقة بها، ترفع أناملها تلمس وجنته برقة وسرعة كأنها لمح البصر.. تقابل سؤاله بسؤال مبطن:

-وكأنك لأول مرة ستكون أب..

ابتسمت له بوداعة تخفي الكثير ويدها ارتفعت متلاعبة بخصلاته مكملة:

-لك منها اثنان غير من أحمله داخلي..

ومن يخون ينكر كل شغف وود مُنح له يوما ما ملقيا به بعيدا كأنه لا شيء.

أمسك يدها المتلاعبة بخصلاته مقبلا باطنها، محتويا إياها يمنحها الإجابة:

-منكِ أنتِ حبيبتي الوضع مختلف، أشعر وكأنها المرة الأولى لي..

وإجابته تلك تمنحها مس من نفخة تكبر، تهديها تسلط، تجعلها في حالة خبال مصدقة أنها الأفضل ولو كانت هديل كما تؤمن هي الأفضل..

-إذا كان الأمر كذلك متى ستعلن زواجنا يا حازم؟

أصابه ارتباك من سؤالها المعتاد، عيناه تهربت بعيدا عنها، بينما عينيها تلومه بنظرة رافضة، متهمة إياه بالتراخي في الإشهار، أمسكت وجنته تمسدها، تدير عينيه تجاهها، تحاصره وتحصره في أسرها المعتاد، في السنوات الماضية كانت تنتهج الصبر وطرقه لأنها لا تملك طفل يثبّت أقدامها أما الآن فقد انتهى الصبر ولتحترق طرقه..

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيWhere stories live. Discover now