الفصل الثالث

314 18 2
                                    


الفصل الثالث

ما هو الحب؟.. السؤال الملح لخيالات كل بعثرة تناوش قلب الإنسان .. روحه .. وعقله.

الحب اختيار أم فرض، راحة أم حيرة ، أمل في أنفاس مسروقة من سعادة الحياة أم يأس قد يصيب محارب الدنيا عند فقد محبوبه..

أغمض عينيه وسؤال آخر يفرض نفسه ملحا من العقل قبل القلب (هل هو واقع في الحب؟)..

ولو هو غارق في عشق ما ، فأيهما هو بها غارق ولها مشتاق؟

أيهما يهوى الغرق بها؟ تلك الملوحة له بالصقيع مشهرة سلاح القوة كمحاربة تخشى الخسارة في الحرب، أم تلك المقاومة بإغراء آخر يمنحه حياة للحظات تتلاشى سريعا مع كل إشراقة صباح جديد..

الأسئلة لا ترحمه، لا تنفك صامدة .. متسلطة في مواجهة قلبه، عقله، روحه وكل خلاياه، الحب وخياله وأسئلته صعبة للغاية! وهو يفقه فقط مفردات الطب في جراحة القلب!

فتأتي المشاعر ولا ترحمه هي ولا طيفها.. طيف سلمى..

عيناه عانقت ظلام العاصمة من خلف زجاج النافذة الكبيرة ، العالم يسير كما العمر لن يتوقف لبعثرته وشتات عقله وروحه أبدا، يده تلاعبت بالكتاب بين يديه، الغرفة غارقة في الصمت ولا شيء في غرفته يحمل ضجيج سواه هو وروحه..

تنهد حائرا، استوى في جلسته المائلة باسترخاء ، مطلقا لخلايا العقل المكوث في جحيم التفكير..

والخلايا طافت بعيدا في ذكرى زواجه بملكة الطيف المناوش لرياح خيالاته!

هناك حيث مرة أكثر من عشرون عاما ، هناك حيث لقائه الأول بسلمى!

كان يسير مع والده بخطى سريعة على ارض المطار في مهمة استقبال عمه بعد وفاة زوجته في حادث، توفيت (فاطمة ) خالته وتركت زوجها حزينا عليها ومعه أبنائه..

كان قد أنهى عامه الأول في كلية الطب بينما هو بجانب والده ونظره يلتقط هيئة عمه من بعيد ومعه ابن عمه الأكبر منه بخمس سنوات و..

وكانت هي ، كانت سلمى!

طفلة في الثالثة عشر من عمرها ، خصلاتها لم تتوارى خلف الحجاب بعد، هيئتها لا تمت لبلاد الجنوب المنتمين لها!

كانت طفلة .. جميلة.. رقيقة.. راقية.. كانت سلمى باختصار في نظره ما سبق مضيفا أعلاهم أنها كشقيقته!

فتح عينيه فجأة مخرجا عقله ونفسه من ذكريات الماضي التي لن تمنحه سوى المزيد من الإنهاك ملتفتا بنظراته للنافذة معانقا الليل متسائلا هل تتذكر الماضي هي أيضا؟، والجواب لم يحتمل الكثير من الصبر فاستل هاتفه سريعا ، متذكرا لقائهما الأخير منذ أسبوع تقريبا..

نقر أعلى اسمها بتوق، مستمعا بصبر لصوت رنين الهاتف ،ولم ينكر داخله أنه مشتاق لصوتها ، للشجار معها، لمناوشتها ومشاكستها ، يريد النقار والحوار والشجار معها! ويا ليتها ترضى أن يختم الأمر بعناق فقط!

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيWhere stories live. Discover now