الــفـصل الرابع~CHAPTER FOUR

12 1 4
                                    

بـخطـواتٍ مُـثقلةٍ بالألمِ وجـسدٍ مُـنْهَك،يـرافقه وجهٌ شاحب وتـفكيرٌ مـشوّش،وفي ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل،إعتادت على مسايرة بقية أيام الحياة تجرُّ خطواتها إلى مسكنها ، لمحتها صديقتها عندما كانت تُغلق محل أزهارها ، إثْر إنتهائها متأخرة من عملها هذه الليلة،أطفأتِ الأضواء،وأحكمت إغلاق المتجر ، وتوجهت مسرعةً إليها

تسيرُ ورأسها مليءٌ بالأفكار والحيرة والتساؤلات
أحسّت بيد أحدهم تُوضع برفقٍ على كتفها الأيمن
فأفزعها ذلك قليلاً لكن سرعان ما هدء روعها عندما إلتفتت ناحية تلك اليد فظهرت ابتسامة على شفتيها

مرحباّ...الوقت متأخر لتكوني خارجة لوحدكِ.

أعادت نظرها امامها قائلة:أهلا...هذا الكلام يأتي من الشخص الذي أغلق محله للتو؟.

أنزلت يدها من على كتف صديقتها ورفعت أحد حاجبيها مازحةً :أأوصلك للمنزل يا عزيزتي!.

سارت مبتعدةً من سؤالها قائلة بطريقة ساخرة:إنه ليس ببعيد ياسيدي .

تقدمتها ببضع خطوات مستنتجتاً: سأعتبر هذه إجابة بـ نعم .

تنهدت بقلة حيلة وحركت رأسها يمينا ويسارا :لابد وأن الفضول قتلك،نعم يمكنك السير معي...شكرا لكِ.

قالت مصطنعة عدم الفهم:اي فضولٍ تقصدين؟هيا منذ متى وتقديم شيء لكِ يستحق الشكر .

حركت خطواتها متجاوزة إياها:نعم أظنك محقة سأتذكر ألا أشكرك مرةً أخرى.

تسيران بجانب بعضهما البعض ويعتري الصمتُ المكان ، تنظر إلى صديقتها المنهكة بشرود فيتبادر إلى ذهنها أن تنطق بشيء يخفف من وطأتِ ألمها، لكن ماذا عساها أن تقول يا تُرى؟ لم تعد الكلمات تكفي ، تبحث عن جملة مكتملة لتصف بها الوضع ولكنها تبدو كما ولو أن مخزونها من الكلام قد نفد ، كل كلمة ترغب أن تخرجها من جوفها ما هي إلا تكرار لما قالته من قبل ، ألم صديقتها يؤلمها وينهش واقعها ، وهي تزداد سوءاً مع تعاقب الأيام ، هي تعلم لما كل هذا الألم ، هي تعلم مصدره لكنها لا تستطيع منعه من التدفق ، إنه ذلك النوع من الألم الذي سنذوقه كلنا وذا لم نكن نمتلك الأدوات اللازمة لمواجهته فقد يدمرنا

فمازالت في شرودها ذلك حتى أخرجها منه صوتها وهي توجه لها الكلام:لقد وصلنا ،شكراً لكِ لتوصيلي.

أوه،ظننتك قلتي أنك لن تشـ... .

توسعت عيناها بدهشة واستغراب من المكان الذي تقف أمامه :هذا ليس منزلك..هل جننتِ؟.

نــــــــاروتــــو ~ F A T EWhere stories live. Discover now