المشهد مشوش، مضطرب، انا جزء منه لكنه غير حقيقي
اشعر كأني والعدم ذات واحدة، وفي الآن نفسه اشعر كأني ترجمان الوجودالخفقان الي امر فيه حاليًا لا يمكن أصاب فيه ولو شربت لترات من الكافيين، واطرافي بطريقةٍ ما اثقل من سائر جسدي
إذ ان ذراعي المترنحة كانت قادرة تسقطني معها للأرضية، لكني قاومتومعاذ الجالس امامي، يتكلم، شفاهه تتحرك باستمرار .بس الجزء المسؤول عن تحليل الكلمات في دماغي متعطل تقريبًا
"خلاص" تمتمت بانزعاج لانه يتصرف وكأن عقلي متاح الآن
وكانت ثواني، دقائق او ساعات، فقدت قدرتي على الاحساس بالوقت
حتى أفقت وانا اتنفس وكأني عانيت من عسر في رئتيّ، لكن المشهد ما كان نظير لسابقه، الغرفة معتمة، ومعاذ نائم بفوضوية على سريرهتحسست الخط الجاف الممتد من مدمع عيني حتى فكي، ما كان يبيلها مجهود عقلي حتى أعرف اني بكيت
غسلت وجهي في المغسلة الخارجية، وتوقفت في المنتصف حين تذكرت ان دوام يارا على الارجح انتهى
اندفعت للخلف دون ما اغلق الصنبور وانا ادور جوالي بجزع، تحسست الطاولة، اسفل الطاولة، حتى السقف شطّبته بأعيني الي كانت بالكاد ترى في الظلاملكن وميضه واهتزازه سهّل ايجاده علي، كان مجرد اشعار عادي .تدنوه سبعة عشر مكالمة فائتة من يارا
والاخيرة كانت في الخامسة مساءً، اي قبل ساعتينهذا بالضبط الي كان ينقصني عشان اجعلها تكرهني تمامًا
بفلاش الجوال دورت على مفتاح السيارة، وما فاتني اني ادق عليها لكنها كانت تقفل بوجهي، وإن دل هذا على شي بيدل إنها رجعت البيت بطريقة ما بالفعل، والآن هي تعاقبني
وما ان وجدته وتوجهت نحو البيت، تبيّن اني نسيت المفتاح عند معاذ، او ما جلبته معي من الاصل لإن المصائب لا تأتي فرادى
أرسلت ليارا " عادي تفتحين الباب ؟" وأجابت بكل بساطة "لا"
وبيأس جلست على الأرضية انتظرها تلاحظني من خلال عدسة الباب وتعطف على حالي، انا حتى ما عندي رقم كادييارا هي الشخص الوحيد الي قادر يحدد ما اذا كنت بنام في سيارة ضيقة او على فراش وثير، الا في حال حدثت معجزة
وأعتقد انها حدثت، على هيأة كادي وهي قادمة من الخارج تحمل بيدها أكياس من المستلزمات الغذائية وتناظرني باستغراب شديد
" سلامات ؟ "
تنهدت براحة وانا أضمر جبيني بيدي، وبابتسامة قلت لها "افتحي الباب"