Pt. 9

1.3K 77 64
                                    


المشهد مشوش، مضطرب، انا جزء منه لكنه غير حقيقي
اشعر كأني والعدم ذات واحدة، وفي الآن نفسه اشعر كأني ترجمان الوجود

الخفقان الي امر فيه حاليًا لا يمكن أصاب فيه ولو شربت لترات من الكافيين، واطرافي بطريقةٍ ما اثقل من سائر جسدي
إذ ان ذراعي المترنحة كانت قادرة تسقطني معها للأرضية، لكني قاومت

ومعاذ الجالس امامي، يتكلم، شفاهه تتحرك باستمرار .بس الجزء المسؤول عن تحليل الكلمات في دماغي متعطل تقريبًا

"خلاص" تمتمت بانزعاج لانه يتصرف وكأن عقلي متاح الآن

وكانت ثواني، دقائق او ساعات، فقدت قدرتي على الاحساس بالوقت
حتى أفقت وانا اتنفس وكأني عانيت من عسر في رئتيّ، لكن المشهد ما كان نظير لسابقه، الغرفة معتمة، ومعاذ نائم بفوضوية على سريره

تحسست الخط الجاف الممتد من مدمع عيني حتى فكي، ما كان يبيلها مجهود عقلي حتى أعرف اني بكيت

غسلت وجهي في المغسلة الخارجية، وتوقفت في المنتصف حين تذكرت ان دوام يارا على الارجح انتهى
اندفعت للخلف دون ما اغلق الصنبور وانا ادور جوالي بجزع، تحسست الطاولة، اسفل الطاولة، حتى السقف شطّبته بأعيني الي كانت بالكاد ترى في الظلام

لكن وميضه واهتزازه سهّل ايجاده علي، كان مجرد اشعار عادي .تدنوه سبعة عشر مكالمة فائتة من يارا
والاخيرة كانت في الخامسة مساءً، اي قبل ساعتين

هذا بالضبط الي كان ينقصني عشان اجعلها تكرهني تمامًا

بفلاش الجوال دورت على مفتاح السيارة، وما فاتني اني ادق عليها لكنها كانت تقفل بوجهي، وإن دل هذا على شي بيدل إنها رجعت البيت بطريقة ما بالفعل، والآن هي تعاقبني

وما ان وجدته وتوجهت نحو البيت، تبيّن اني نسيت المفتاح عند معاذ، او ما جلبته معي من الاصل لإن المصائب لا تأتي فرادى

أرسلت ليارا " عادي تفتحين الباب ؟" وأجابت بكل بساطة "لا"
وبيأس جلست على الأرضية انتظرها تلاحظني من خلال عدسة الباب وتعطف على حالي، انا حتى ما عندي رقم كادي

يارا هي الشخص الوحيد الي قادر يحدد ما اذا كنت بنام في سيارة ضيقة او على فراش وثير، الا في حال حدثت معجزة

وأعتقد انها حدثت، على هيأة كادي وهي قادمة من الخارج تحمل بيدها أكياس من المستلزمات الغذائية وتناظرني باستغراب شديد

" سلامات ؟ "

تنهدت براحة وانا أضمر جبيني بيدي، وبابتسامة قلت لها "افتحي الباب"

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 04 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

تأوُّدWhere stories live. Discover now