Pt. 8

848 64 25
                                    


أظن اني بالغت في التفكير ليلة امس حتى آمنت ان النوم محض رفاهية
لانه ما عتب بابي، نهائيًا، واعتقد ان هذا كان بارز في مظهري على نحو اعجز اني اخفيه

للدرجة الي دفعت يارا انها تسألني اثناء ما كانت تضيف بعض الاصناف على طبق افطاري: "نمتي امس ؟"

في الوضع الطبيعي كنت بقول ايه وانهي هذي المحادثة الاعتيادية قبل ما تبدأ، لكن الآن وبما اني اشك في انها تشك فيني، خياري الوحيد رح يكون - سواء نمت او لا - هو الاجابة بالنفي

" لا "

" لا عجب ان وجهك ميت كذا، ضروري تنامين "

قلت ساخرة وانا احرك ملعقتي في الصحن بلا هدف: " لو كنت بحاجة حقيقية للنوم رح يراودني بالفعل "

" تسمعين بالأرق ؟"

" تسمعين بالفمبايرز ؟ "

" حسب آخر مسلسل تابعته عنهم، كانوا ينامون"

" المسلسلات تمرر اجندات الرأسمالية، والي بالمناسبة، يحاولون يقنعونك ان النوم احتياج عشان يبيعون أسرَّة اكثر"

" مثقل دمك يا الله"

في هذي الاثناء دخلت كادي بمزاج ولا اسوأ،
ولوهلة اعتقدت ان هذا تأثير النوم على مفرش غبِر في المخزن، لكن حين ابصرت يارا الي كانت تحدق فيها بلا اي تعابير

تذكرت ان كادي ذكرت شي مثل ان حصل بينهم خلاف، في الحقيقة كنت جدًا فضولية، لكن بالتأكيد كادي مو الطرف الي ابي اسمع منه

خرجت كادي واقدر اجزم انها ما كلفت على نفسها النظر لنا، حينها التفتت لي يارا "تقدرين توصليني الجامعة؟ في حال انك تبين السيارة اليوم"

اشرت على مدخل المطبخ قاصدة كادي، وانا اتظاهر بالجهل "وهي؟ ليه ما طلبتيها؟"

"كلاسها يبدأ بعد شوي وانا كلاسي يبدأ"... صمتت قبل ما تتنهد وتكمل: "بعد شوي"

ابتسمت لمحاولتها اخفاء الامر بلا جدوى، وسألتها "وش صار بينكم ؟" وانا احاول عدم اقامة اي تواصل بصري معها، كنت احاول اوضح لها اني غير مهتمة

وكانت هذي حيلتي في جعل يارا تصير اكثر انفتاحًا لي كل مرة، وادركت اني نجحت لما كتَّفت يديها وامالت شفاهها لاسفل، هذي هيأتها لما تحاول استجماع وتنظيم الكلام الي بتقوله

لكنها كانت تقشر الجلد الزائد حول أظافر يدها اليسرى، اظنها بدأت تتراجع، بل وتأكدت انها تراجعت لما وقفت وقالت بجدية: "لو تبين تعرفين اسأليها هي"

تأوُّدOn viuen les histories. Descobreix ara