بَتلةَ واْحدةْ

59 9 14
                                    

"هَذا هو فصلك صغيرتِي" تمتم أستاذها بابتسامة ناعمةٍ أمام باب أحد الفصول ،
"شُكْراً أستاذْ" فَتح المعلّمْ عَبْدُ الرَّحمَن البَابْ
ليصمُتَ طلابُهْ ويعودَ كلُّ منهم إِلىْ مضجعه ، تقَدّم المعلم ليقَفْ أمام طلابّ الفَصلْ متحدِّثاً بصوت عالٍ وثابت "هَذِه زمِيتُكمْ الجديْدةَ ، اعتنُواْ بِها جيداً" تقدمتْ ياقُوت بهدوء لتنطقْ بابتسامة شغوفةْ
"أُدعىْ ياقوْت ، وأتمنَّى أن تهتموا بي"

حدّق بها الطلاب لدقيقة و رحبوا بها بلطف ، عاد كل مِنهم لما كان يفعله غير آبهين بالمعلم الذي يحدق فيهم بخيبة أمل ، عدا ذاك الشاب الذي يسند وجنته على باطن كفِّه يتأمل كستنائية الخصال بأعْينِ منبهرة ، لا يكاد يصدقُ أن أَفرُوديْت هذِه ستتواجدْ في نفسِ المكان الذِي سيتواجد بهْ ،

"حسنَاً ياقوت ، ما رأيُكِ أن تجلسيْ بجوارِ عُمَر؟"
أشار المعلم للمقعَد الأول الذي يتخذ جهة اليمين من الفصل
أضاء وجه الغرابي جرّاء سماع هذه الأخبارِ السارة ، "لا بأس"
"لا بأس" نطق الإثنان معاً ، واحدهما قد قرر مسبقاً الصلاة لثلاث ليالٍ متواصلة من شِدَّة سرورهْ ،

"سأترككِ الآن ، إن احتجتي أي شيء إسألي عُمَر ،
ومكتبيْ تحفظِين مكانهُ فِعلاً"
أومئت زمردية المُقل "لا تقلقْ يا أستاذ" ابتسم المعلم عبدُ الرحمن وهم مغادراً الفصل لتعم الضجة مجدداً وكأن شيئاً لم يكن ، التفتت ياقوت ْ لتلقي التحية على زميلها الجديد ، لتجده يحدق فيها بلا وعي ، لوحت بكفها أمام وجهه ، لينتفض بخفة ، ويبتلع ريْقه بتوتر ،

"مرحباً ، انا ياقوت ، اسمك عُمر أليس كذلك؟" سهى عُمَر في محياها مجدداً ، ولكنه وعى على نفسه بسرعة ليتمتم "نعم ، عُـ-عُمر"
ابتسمت برقة للطفه وهدوئة واستدرات لتخرج كرّاستها الصغيرة وقلمَها الصغير ، وبدأت ترسم ، وغرابي الخصال لازال منبهراً من جمال هذه الفتاة ، 'صوتها اجمل من محياها واللعنة' صرخ في أفكاره

، وبدأ عقله في نسج الكثير والكثير من السيناريوهات
كالعادة ، الكثير من الاسئلة التي تجول بخاطره ، من اين أتت و متى مولدها وما تحب وما تكره ، هل هي ملاك؟  ، بدأ يسأل نفسه وهو يحدق في سبابتها التي ترسم على الورقه خطوطاً وهمية بلا معنى ، 'ترى ما الذي تراه خلف تلك الخطوط؟' سرد باله بعيداً ليعيده الجرس ، بدأت الحصة الأولى

✦✧✦✧✦✧✦✧✦✧✦

بدأت الاستراحة و ياقوت لم تجد شيئاً لتفعله وبدأ الملل يسيطر عليها ، لكنها تذكرت أمراً ما لتهرع خارج الصف راكضة كمن تهرب من قاتل ،
اخرج عُمر السماعات من اذنيه بعد وهله والتفت ليرى كستنائية الخصال لكنه لم يجدها ، أراد البحث لكنه كان في صراع داخلي مع ذاته

أُقحوانْ || ꉓꃅꋪꌩꌗꍏꈤ꓄ꃅꍟꎭꀎꎭ - عُمرْ أبو الرُّب Where stories live. Discover now