ثُلاثُ بَتلاتْ : الاقحوانة اليافعَة

29 6 6
                                    

Flash back 2000 :

عِندَما تُركتْ تلك الرضيْعة عندَ باب الميتم بين ثلوج يناير بلا اسم ولا ممتلكات او أمتعةْ ، ولا حتى شيء يذْكر كي تحتفظ به لاحقاً ، سوا ذاك اللحاف الابيض الذي يلفها ،

لم تستطع مالكة الميتم حتى تخيل مشاعر تلك الصغيرة عندما تكبر لتعرف أن والديها تركاها فقط هكذا بدون اي شيء ، فارغة ، ذاكرتها فارغة ، احلامها فارغة ، لا شيء لتتمسك به حتى ،

لم تستطع معرفة كيف لأب وام ان يتركوا فتاة كوجه الملاك بهذه البساطة؟ ، ما الذي حدث لهذه العائلة حتى يتحتم على فتاة لم تناهز السنة بعد ان تعيش حياة الأيتام مع العلم أن والديها احياء.

ابقت عينيها على تلك الرضيعة الباكية بين ايديها وعانقتها خوفاً عليها من البرد القارص ، وسارعت للداخل بينما تغلق الباب ، تتجول بين الممرات بشرود هازةً ايديها عل تلك الصغيرة تهدأ قليلاً ولكن بلا جدوى ،

تنهدت بالم والدموع تتساقط من عينيها المنهكتين ، وعانقت الطفلة باحكام اكثر كرغبة بحفظها بين اضلعها علها تشعر بالأمان ، حتى نامت ياقوت الصغيرة من شدة بكاءها ، وغفت بين ذراعي هند الباكية بصمت ، تشعر أن حياة هذه الجميلة لن تكون أفضل حياة

وعلى عكس توقعات مالكة الميتم
كبرت ياقوت لتكون مشعة بالطاقة و الحماس بين اطفال هذا الميتم ، وتكون مصدر سعادة و نوراً يلتحف جدرانه ، وضحكاتها تملأ المكان ، تحب الحياة و تبتسم دائما ، ولها دوماً متسع في قلوب الجميع ، كانت محبوبة كثيراً ،

ليس لجمال ملامحها و رقتها فحسب ، بس لأن الجميع شعر أن هذه الصغيرة ولدت لتمنح الجميع الاشراق كالشمس ، وكبرت لتعرف ان والديها تركوها في الميتم للعب و قضاء وقت جميل للابد

وكانت هند تشاهدها من النافذة تلاعب كلب الحراسة في الخارج و تركض معه آناً و منه آناً آخر ، ابتسمت والتفتت حين شعرت بطرق على الباب. "ادخل" ،اظهرت الموظفة رأسها من فتحت الباب وابتسمت باحترام ، دخلت لتخبر مديرتها

"خبري اليوم حيد وسيء سيدتي ،"
اختفت ابتسامة هند تدريجياً وهي تستمع لتلك الأخبار ، لكن لم عليها الشعور بالحزن ؟ قد تجد ياقوت منزلاً يأويها بحب ودفئ اخيراً ، لم عليها الحزن وقد تنتهي مأساة هذه الطفلة في اسرع وقت؟

جلست هند خلف مكتبها بتعب مفاجئ وفركت جبينها "أين الضيوف؟"
خرجت الموظفة لتعود و معها شاب يبدو عليه انه في اوائل عشريناته و امرأة شابة لا يبدو عليها الكبر ابدا مبتسمة بأمل و طفل صغير يتخد ساق شقيقه شيئاً ليحتمي به " مرحبا سيدة هند"

أُقحوانْ || ꉓꃅꋪꌩꌗꍏꈤ꓄ꃅꍟꎭꀎꎭ - عُمرْ أبو الرُّب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن