بتْلـتَانْ : أنا وأنتِ القمَرُ رفيقُنا الثالثْ

45 6 16
                                    

كانت تستند على سريرها تحت ضوء القمر المتسلل من فتحة النافذة بجوارها محتلاً تفكيرها فتىً جميل ذو خصال غرابية مجعدة بشكل خلّاب ، ومقلتين كمحيط من القهوة المسكرة ، تحمل كرّاسها بيد وقلمَها بالأخرى ، وذاك الفتى مرسوم بشكل مبعثر في ورقتها 'ترى فيمَ قد يفكر عُمر الآن؟'

، استفاقت من شرودها على نقر من السرير أسفلها ، انزلت رأسها مستفسرة بصمت عما تريده الفتاة ، اومئت ياقوت بمعنى تكلمي ، ولم تلبث حتى بدأت بحر في التساؤل بهمس "لما اصطحبك غريب الاطوار ذاك مجدداً اليوم؟"

عُقِد حاجبا ياقوت بحيرة "من غريب الاطوار؟ ان كنتي تقصدين استاذي عبد الرحمن فهو ليس بغريب اطوار البتة!" اجابت بهمس و تململت بحر وهي تعبث بملائات سريرها "لكنه فعلاً غريب اطوار ، ماعلاقته بك؟ أليس لديه عائلة ليعيلها؟ لما عليه التشبث بك كالصمغ؟ ما صلة قرابته بك حتى؟"
رمت كلماتها الشبه مسموعة على مسمع الناعسة ،

" لديه بالفعل عائلة وهم يحبونه وهو يقدم افضل ما يستطيع لاجلهم ، ثم انه استاذي وانا احبه كثيراً وهو يحبني كثيراً وهو ليس بغريب اطوار بل هو استاذي!، والآن اخبريني عن تلك القصة"

تحولت ملامح بحر من الملل الى التوتر متلعثمة بصدمة "عَ-عَ-عنْ أ-أي قصة تتحدثين؟" ضحكت ياقوت بلؤم بعد ان استقرت على سرير بحر وهمست

"كفي عن التغابي ، قد رأيت تلك الورقة اسفل وسادتك و تلك البتلات الحمراء ، تُرى من قد يعطي فتاة تناهز السابعة عشر اعترافاً معطراً و بتلات حمراء غير فتى مولع بحبها؟" تسائلت ياقوت بمرح واكملت بعد التحاف الصدمة ملامح صديقتها

"اريد كل تفصيلة صغيرة كانت ام كبيرة عن ذاك الأشقر ان كنتي تريدين البقاء على قيد الحياة لتكملي قصة حبك هذه" هددت ياقوت بنبرة يملؤها المرح

و بدأت بحر تسرد كل ماحصل باستسلام على مسامع ياقوت المستمتعة بهذه القصة ، لديها الكثير لتفعله مع عصافير الحب هذه في الأيام المقبلة

✧✦✧✦✧✦✧✦✧✦

تذمر عمر للمرة المليون بعد محاولاته الفاشلة للنوم ، استقام نافضاً شعره المجعد متجهاً نحو شرفته ، استند بمرفقيه على معدن الشرفة ، 'ترى فيما تفكر ياقوت الآن؟' ابتسم مناظراً القمر

"هل يمكن أنها تفكر بي الآن كما افكر بها؟" همس مستذكراً تلك الابتسامة المشرقة الخاصة بمحبوبته " او أنها نائمة ، او ترسم" "ربما ترسم ارنباً" ، وبدأ يضحك بهدوء على افكاره السخيفة ، أيْ من قد يفكر في شخص ما طوال النهار والليل وقد تعرف عليه في نفس اليوم؟

"إنه انا بالتأكيد ، كيف لي ان وقعت لفتاة بهذه السرعة؟ ،" اكمل حديثه للقمر مبستماً بحماقة "كيف لي أن الوم نفسي ، انها اجمل من ان ترّف عيني عنها ولو لدقيقة " اغمضت عيناه من شده ابتسامته " والطف من اي فتاة اخرى التقيتها في حياتي " ،

أُقحوانْ || ꉓꃅꋪꌩꌗꍏꈤ꓄ꃅꍟꎭꀎꎭ - عُمرْ أبو الرُّب Where stories live. Discover now