اصطدام|هيونهو

Warm collision

في احدى ايام يناير الباردة ، خرج هيونجين من محاضرته للتو ، مُحمرًا من البرد ، واتجه نحو الكافتيريا بـنِية شُرب القهوة الساخنة ليحصُل على الدفئ

كان هيونجين في مرحلته الثانية للتو ، لكن لطالما اُعجِب بطالبٍ من المرحلة الرابعة ، يُدعى لي مينهو ، الامر مضحك بعض الشيء لأنه بدأ بالإعجاب به مُنذ عامه الاول بسبب اصطدامهما ببعضهما ، فأشتَم هيونجين رائِحة الأكبر العطرة واغرِم بها تمامًا ، لكن ومع مرور الأيام

كان إنجذابه يتفاقم ، باتَ حُبًا ، وهو يُحب هذا ، ان يُعطي مشاعره لذلك الحُلو الهادئ، ان يُلاحقه ويتعمد صُنع الصدف معه بعد ان علِم اسمه الكامل ومرحلته وفوجئ بكونه بذات قسمه

يتذكر اصطدامهما الاول وكيف همس الاكبر بالاعتذار فورًا ، وتاهت عينا هيونجين في بهي ملمحه ، وتخدرت حواسه من عطره الجذاب .. اما عن مسامعه فقد عُقمت بصوته الجميل

إبتسم الفتى الطويل على تلك الذكرى المحببة وابتاع له كوبًا من القهوة الساخنة ، وعوضًا عن العودة للقاعات والتمتع بدفئها ، قرر الجلوس في مقعدٍ بحديقة القسم الباردة ، بهوائها النقي المُنعش ، لعله يلمحُ ذلك الشاب

بدء إرتشاف قهوته ببطئ وهدوء حتى لمح ذلك الفاتن يخرُج من باب القسم وحيدًا بوجهٍ احمر ، وجنتين متوردة من البرد ويرتدي وشاحًا يُخفي ثغره الجميل

إبتسم هيونجين بخفة وامسك جانبه الأيسر ، ذلك الخافق الذي ارتجف من الحُب ، لا يستطيع احتمال تلك النبضات الصاخبة والشغب الذي يُثيره قلبه داخل صدره ، وكأنه يُحاول الطيران لولا قفصه الصدري الذي يقف حاجزًا ، توسعت ابتسامته وهو يراقب مينهو يتقدم حتى جلس قُربه

تشنج فكه من ابتسامته وكافح ذاته الخفيفة ان تثقل ولو بقليل
"هل استطيع الجلوس؟" استاذن صاحب الصوت البهي واومئ هيونجين بعينين مُغمضة

جلس بقربه ولم يخفى ارتجافه عن الاطول الذي ترك كوبه بينهما ونظر له
"اليس الجو باردًا عليك ، لِم خرجت ؟" سأل هيونجين وبدت نبرته مُهتمة لمينهو ، إبتسم الاخير  وبادله النظر
"القاعات مشغولة ، تعلم بدأت الاختبارات اليوم" تمتم وهمهم الاصغر بتفهم

"وانت ، لم تجلس هنا بينما يمكنك الدخول لنادي الطلبة؟"سأل الاكبر هذه المرة والتقط هيونجين كوبه
"اعشقُ الجلوس والاستمتاع بالهواء المنعش في هذا الجو" اومئ مينهو وفرك يديه ببعضها ، لاحظ هيونجين ذلك وعضّ شفتيه

وضع كوبه من الجهة الاخرى وزحف قليلًا ناحية من يُحب ، وضع يده على المقعد ببطئ واقشعر جلده لتلك البرودة لكن من يهتم

انزل مينهو يده هو الآخر دون ان ينتبه انها وقعت على يد الاصغر
"آسف ، لم انتبه" ازالها فورًا مُعتذرًا لهيونجين .. ذلك الذي امسكها وحاوطها بكلا كفيه
"يدُك متجمدة" همس بعبوس ورفعها الى ثغره ، نظر مجدداً لعيني مينهو التي تاهت بحُسنه

فصل تواصلهما البصري وعاود النظر لتلك اليد التي اختفت بين كفيه .. التقط كفه الاخرى وبدأ بالنفخ عليها بهدوء ، بلُطف ، تلفح الانفاس الدافئة تلك الكفين التي رقت ولانت لذلك الشعور ، كما صاحبها الذي انتشر الدفئ في صدره

فركهما بلُطف ورقة ، وكحركةٍ أخيرة ضمهما داخل معطفه ، تحديده على صدره ، على خافقه الدافئ الذي اقسم بأنه طار ووصل لمن امامه

"اشعر بالراحة ، انت مريح ودافئ" تمتم مينهو وابتسم ، بادله هيونجين وضاقت عينيه حتى صارت كهلالين صغيرين انتحب الاكبر لجمالهما

"اُحبّك" نبس هيونجين واحتضن مينهو الى صدره .. هل استعجل؟ ربما ، لكنه مُتأكد بأنه لا يستطيع تحمّل ثقل المشاعر هذه لوحده ، اغمض عينيه وشد على عناق الاكبر الذي ارتجف داخل صدره ، ويديه دخلت من تحت معطف هيونجين واستبكت ببعضها في لقاء خلف ظهره

"انا .. انا ايضًا اُحبك هيونجين" همس برجفته وابتسم الاصغر مرتاحًا ، ٱستطاع مينهو سماع نبضاته

ابتعد ونظر لوجه هيونجين المحمر بشكلٍ تام وتمتم بخفوت
"شفتاي تحتاج للدفئ"

إبتسم هيونجين لذلك وتقدم من وجهه حتى التقط ثغره بقبلة تُدفئه وتريحه ، النعيم ، هو اقل ما يُقال عن قبلةٍ تشوق لها كليهما ، كانت تلك القبلة هي مفتاح لبدأ علاقةٍ تاق لها الإثنين

وبداية قصة حُبٍ دافئة ومريحة
-النهاية-