"اخبري السيده ايزابيلا ان تُحضّر مشروب الخضروات الخاص بي"
اومأتْ بهدوء وذهبتُ لأستحم

ولا شيء يصرُخ في عقلي سوى ماضٍ ذهب ولن يعودَ يومًا، انا لن اراهُ في الأسفل ينتظرني بجانب سيارتي، لن اترقب نظراتهُ لي من المرآه ولن اسمع صوتهُ ان حاول السخريةَ مني، تلك الأيام مضى عليها وقتٌ كافٍ لتندثر في داخلي، لكن! هل انا بائس لأني لم انساها يومًا ! بل ظللتُ ادعو لتعود؟ او ليعودَ هوَ وأراه، وها أنا ذا رأيتهُ حقًا يقسمُ بالرب ويجزمُ بحقيقة النفس اني لن انجو منهُ ابدًا ولن ارتاحَ منه او معه، بل استمرَ يُصغّر مني حتى اصبحَ يعمل معَ من هجرتني طفلًا وتركت سرمدية الليل تنخرُ ضلوعي، لا انا كنتُ كبيرًا لأفهم احاديث عائلتي المسمومه ولا صغيرًا لئلا يؤلمني شيء، كنتُ ضائعًا بينَ البين افتقدُ الأشياء، وابكي على وسادات العائله بأن أُمي احنُّ شخصٍ كانَ في حياتي -تركتني- مُنهارًا اشكو للسماء كل يوم حتى اظلمت السماءُ مني .

خرجتُ ارتدي قميصي الكُحلي وبنطالي الأبيض، اعترتني دونَ سبب رغبةٌ لعينه بالبُكاء، احسستُ بشيءٍ في صدري يجثو بهدوء حتى انعكفَ على نفسه وآلمني، انا بائس لأُدرك ان مجيءَ أُمي بالأمس كرهني حياتي، جعلني مريضًا اركُض الآن وافتح شُباك غرفتي الكبير على مصراعيه واتنفس برودة موسكو الصادقه، لم اعبأ للحظه اني كنتُ سأموت من البرد في هذهِ اللحظه لكني! كنتُ ضعيفًا، مسكينًا لأنجو من حرارة قهري

والأفكارُ في عقلي بدأت تتوالى إلي وتذبحني بحقيقة اني لم اتغير، لم أُسيطر على عقلي ابدًا بل طوال هذا الوقت كنتُ رهينته، من أنا؟ كيف صرت؟ هل كنتُ محبوبًا؟ منسيًا؟ ماذا كان تقصيري او ماذا كانت بشاعتي لتتركني أُمي؟ هل كنتُ عاقًا هل كنتُ منبوذًا ولا تُريدُني؟

ولمّا تمكنَ مني الألم واخزاني من نفسي ركضتُ ابحث عن هاتفي بسرعه، فلا اريدُ شيئًا الآن سوى سماعُ صوتهُ الحنون يتدفق إلي
"اخبرني انك لن تتركني يومًا؟"
قلتُ برعشة صوتي وأنفاسي المُتسارعه جاحدًا حقيقة كمالي، ومقرًا بأني لا شيء وأُريدُ وجوده معي ليكملني.

"ألم تكبُر على تلك الجُمل المدللـه؟"
أنّى لي ان اكبُر وانا كلما تذكرتُ هُجراني عدتُ ذاك الطفل الصامت

"لن أكبُر أبي"
اجبتهُ جازمًا راغبًا بسماع كيف ان حياته لا شيء بدوني وليسَ العكس

"ان تركتُك فسأموت ألا تُدرك ضعفي دونك تايهيونق؟"
سقطتُ ارضًا ابكي بجانب سريري، اسمع كلماته وأكتُم أنيني القانط لأرى حقيقةً صادقه في صوته انهُ لن يهجرني يومًا ولن اعودُ وحيدًا اسكبُ دموعي فوقَ جلدي المُحترق

شتاءٌ أخرسOnde histórias criam vida. Descubra agora