الفصل الثالث والعشرون

Começar do início
                                    

أغمضت عيناها تشعر أنه على غير مايرام فتحدثت
-جاسر إنت فيك ايه ..وضع رأسه على المقود يمنع شهقاته التي خرجت منه رغما عنه وضرب رأسه بالمقود عدة مرات ...استمع لحديثها
-جاسر ارجع متتأخرش، اه وحشتني، لو دا هيخليك ترجع

أغلق الهاتف يقبض عليه بعنف، وتراجع بجسده ونيران تلتهم صدره حتى تمنى موته بالحال..مرت دقائق وهو مازال على وضعه حتى تحرك بالسيارة متجها إلى حي الألفي

بمنزل صهيب
استيقظ على صوت هاتفه ..فتح عيناه يطالع المتصل جلس معتدلا
- ماما فيه حاجة..
-اختك عاملة ايه ياحبيبي..مسح على وجهه وأجابها:
-كويسة ياماما،انا كلمتها امبارح متقلقيش

-عز...هتفت بها نهى قائلة:
-عدي على اختك طمني عليها ياحبيبي ، قلبي وجعني عليها ..نهض من مكانه وتحرك للأسفل عندما استمع لرنين المنزل
-حاضر ياماما هعدي عليها..
مسحت دموعها تنظر لصهيب الغافي بسبب العقاقير وتحدثت :
-حبيبي هتيجي إمتى..نظر بساعة يديه
-المفروض هنسافر على خمسة ياماما ، بس معرفش ليه حضرتك مُصرة اجيلك أنا وعمو وبابا ميعرفش، وليه كل ماأسألك عن بابا تتهربي، هو بابا تعبان ياماما ، مش قولتي هتروحوا جولة سياحية..قالها وهو يفتح باب المنزل..وجد ربى تقف أمامه وعيناها ممتلئة بالدموع، فتحدث لوالدته
-ماما هكلمك بعدين..توقف أمامها يطالعها بريبة
-روبي ايه اللي جابك وعامل فيكي كدا

-إنت اللي بعت دول ..قطب جبينه متسائلًا :
-ايه دول ؟!
-الفستان والورد دا.. انت صح
تحرك للداخل حتى جلس على الأريكة وهتف
-جولك بالغلط، آسف الغبي مفكرهم علشانك..أصله قولتله ابعتهم ..رمقها بنظرة خاطفة
-يفرق معاكي ..اقتربت منه تستند على التربيزة بظهرها  وتضع كفيها على أحشائها
-ناوي تبعد عننا..نهض من مكانه ودنى منها يتعمق النظر برمايتها
-اللي باعك مرة يبيعك ألف مرة، مش دا كلامك لباباكي
رفعت كفيه تملس على وجهه
-عز أنا تعبت، قولي أعمل ايه، قلبي مجروح منك أوي، ورغم كدا بتوحشني أوي ..دنى حتى اختلطت أنفاسهما يقترب من ثغرها
-عز بيموت ياروبي وهو بعيد عنك
رفعت كفوفها تحتضن وجهه وتبحر بعيناه

❈-❈-❈
-بعد الشر عليك من الموت ياحبيبي..بتر باقي حديثها بخاصتيه، يجذبها من خصرها ليعصرها داخل أحضانه لتتأوة من شدة ضغطه بسبب حملها، ولكن هنا الأشتياق ونبضات القلوب فاقت الحدود مما جعلها تستمتع بقبلته..تراجعت فزعا عندما استمعت لصراخ جواد

ابتعدت بجسد مرتعش تكاد تسند نفسها ..وصل إليها جواد يرمقهم بنظرات نارية، ولم يسنح لأحدهما التفوة عندما رفع يديه وهوى بها على خد ربى
-اطلعي برة..امشي من قدامي
توقف عز أمامه مزهولا:
-عمو..لكمه بقوة بوجهه
-إنت ازاي تعمل كدا..ايه الانحطاط اللي بقى فيكم دا .. صفعة قوية على وجه عز
-فين اخلاقك وقيمك ياحلوف انت والبغل التاني..لدرجة دي انا اب فاشل معرفتش اربي ، مقعد معايا عيال زبالة
-عمو ..صرخ بها عز قائلا
-رُبى مراتي ..تصنم جواد بوقوفه يطالعه بصدمة
-مراتك ازاي يالا..لكمه بصدره وصاح بجنون
-إنت مش رميت عليها يمين الطلاق يالا..تراجع عز بعيدا عنه بعدما وجد حالته قائلاً :
-رجعتها ياعمو، ايه مراتي ورجعتها،واوعى تصدق الكلام اللي قالته، دي مجروحة مش أكتر وأنا هدواي جروحها ..لو سمحت ياعمو بلاش تدخل بينا
-يعني كنتوا بتلعبوا بيا، كانت بتقول كلام وبتكدب من ورايا
-لا ياعمو مش كدا..اقترب منه مستأنفًا
-معرفتش اني رجعتها اصلا..وقف  بجسد متجمد مذهولاً فأردف :
-يعني كانت بتقرب منك وتبوسها وهي مطلقة..بنت ، قالها وهو يكور قبضته ثم تحرك للخارج
امسك ذراعه عز وترجاه بنظراته
-لو سمحت ياعمو، احنا بنحب بعض بس ظروفنا مرجحتنا شوية، علشان خاطري
دفعه جواد بقوة:
-ابعد عني علشان منساش انك ابن اخويا ..قالها وتحرك متجهًا لمنزله ..توقف عندما وجد جاسر يترجل بتخبط من سيارته ..ظل يتابعه بنظراته ..أطلق تنهيدة ثم استمع لرنين هاتفه
-ايه اللي حصل؟!
اجابه الرجل
-اتصلت بحضرتك كتير يافندم
استمع لحديثه بأعين يتطاير منها الشرر، ثم أغلق هاتفه وصدره عبارة عن كتلة نارية، يريد أن يدخل يحطم ابنه..ظل بمكانه يطبق على هاتفه حتى كاد أن يكسره، ناهيك عن عروق رقبته النافرة، لأول مرة يكون بتلك الهيئة المرعبة..دقائق من الصمت المميت لديه، ثم تحرك بهدوء، محاولا السيطرة على نفسه
بالداخل ..هرولت للأسفل بعدما وجدته بتلك الحالة، خصلاته المبعثرة وثيابه الغير مهندمة ..تحركت سريعا فتقابلت بدخول جواد للمنزل، استمعا الى تحطيم شيئا بالداخل
أمسكت ذراعه وبقلب كاد أن يتوقف ذعرا على ابنها تسائلت :
-جواد جاسر ماله ، ايه اللي حصل!!

تمرد عاشق الجزء الثالث ،(عشق لاذع،)Onde histórias criam vida. Descubra agora